عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 20-02-2019, 03:44 AM
إلين غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 986
 اشراقتي » Dec 2018
 كنت هنا » 19-04-2021 (12:28 PM)
آبدآعاتي » 80,882[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي قصة الخضر عليه السلام ( الجزء الثاني )



بعد قليل أثناء غفلة موسى عن الخضر رآهُ يأخذ فأسا ويخرق السفينة كأنه يريد إغراقها فنادى موسى غاضبا ماذا تفعل يا خضر بسفينة أهلها أرْكَبُونَا فيها بغير مُقابل أتريد أن تُغرقنا وتُغرق أهلها { فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا } فعلت فعلا عظيما إلتفت الخضر إلى موسى قال ألم أقل لك إنك لم تستطيع معي صبرا ألم أقل لك لن تصبر على هذه الرحلة { قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْراً } ردَّ موسى عليه السلام قال له لقد نسيت من عادة موسى أنه لا يسكت على الخطأ ولا يرضى بالمنكر ولهذا أنكر على الخضر نسي الوعد الذي بينه وبين الخضر قال { لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً } قال له لا بأس لابأس هذه المرة الأولى وقد نسيت فعفا عنه الخضر وأكمل مسيرتهما

إنطلق موسى عليه السلام مع الخضر فوصل إلى قرية فيها غِلْمَانٌ يلعبون موسى عليه السلام يُراقب الخضر يتعلم منه الخضر يراقب غلاما من الغلمان يلعب يُحدق ببصره إليه يتبعه بنظره موسى يتعجب ماذا يفعل الخضر يتبع هذا الغلام حتى إذا إستفرد به فإذا بالخضر يأتي إلى الغلام فيُمسكه ويقتله هنا لم يَتَمَالَكْ موسى نفسه { قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ } نفسا طاهرة غُلاما صغيرا بغير ذنب { قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا } هذا الفعل الذي فعلته مُنكر عظيم في المرة الأولى نسيت أما الآن لم أنسى لكن الفعل كبير لقد جئت شيئا نُكرا رد الخضر على موسى عليه السلام قال ألم أقل لك إنك لم تستطع معي صبرا قلت لك ياموسى لن تتحمل هذه الرحلة لكن الأمر شديد والمنكر عظيم كيف يسكت موسى الذي لا يسكت عن باطل عن غُلام يُذبح أمامه وأي ذنب إرتكبه الغُلام فرد موسى بكل قوة { قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا } إن سألتك أو أنكرت عليك أي أمر بعد الآن ففارقني يا خضر قد إنتهت الرحلة بيني وبينك لك عذر أن تُفارقني إن سألتك أي سؤال أو إستنكرت عليك أي فعل وانطلق موسى عليه السلام مع الخضر في رحلتهِما

وصل موسى عليه السلام مع الخضر إلى قرية أهلها لِئَامْ أهلها فيهم صِفاتُ البُخل إسْتَطْعَمَا أهلها طلبوا منهم الطعام فلم يُعطيهم أحد من الناس أي طعام وكان جائعين أنهكهما التعب والسفر والجوع ولم يُعطيهما أحد من الناس أي نوع من أنواع الطعام فلما جاء المساء إذا بهما يجلسان في ظل جِدار وإذا بالخضر يرى هذا الجدار يريد أن يسقط فقام يُصلح هذا الجدار وقام موسى عليه السلام تعجب موسى عليه السلام من هذا الرجل كيف يقوم الليل كله يُصلح جدارا لا يعرف أهل البيت بل إنهم طُرِدوا من القرية كُلِّها لم يُعطوا أي نوع من الطعام ومع هذا يُصلح جِدارا لهم فلما أصبح الصباح قال له موسى مُعترضا لِما لا تطلب أجرا على إصلاحك لهذا الجدار{ حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ } ما تمالك موسى نفسه فقال

{ قَالَ لَوْ شِئْتَ لأَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا} هنا قال الخضِر عليه السلام لموسى عليه السلام إنتهت الرحلة وتوفقت الصُحبة { هذا فراق بيني وبينك سأنبأك بتأويل} الآن ستسمع التفسير تفسير لأي شيء تفسير السفينة التي خرقتها والغلام الذي قتلته والجدار الذي أصلحته ستسمع تفسير كل ما سبق فإليك خبري

إذا أردت يا موسى أن تعرف سبب خرقي للسفينة فاسمع هذه السفينة كان ورأها وينتظرها ملك ظالم هذا الملك كان ينظر إلى السفن فإذا رأى سفينة ليس فيها عيب فإنه يأخذها ويستولي عليها بالقوة ياخذها غصبا وهذه السفينة التي ركبنا فيها يا موسى هذه السفينة كانت لمساكين يُنفقون فيها على أيتام ضُعفاء فقراء أسر يعولونها بهذه السفينة فإذا أخذها الملك الظالم واغتصبها منهم فإنهم سيهلكون فإنهم سيموتون من يُعِينُهم أسر ستضيع إذا أخذت منهم هذه السفينة ولهذا خرقتها فكنت أعلم أنهم سيُصلحونها لكن يبقى العيب فيها فإن رأى الملك الظالم العيب في السفينة تركها فكان رحمة لهم{ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً } إنه ملك ظالم وهؤلاء مساكين هؤلاء ضُعفاء هؤلاء فقراء يعولون أيتاما من ورائهم فكان فعلي يا موسى فيهم رحمة بهم ولم يكن ظُلما لهم بل كان خيرا لهم خرقي للسفينة الذي إستنكرته لي كان خيرا لأولئِك الضُعفاء أولئِك المساكين أولئك الفقراء هذا أول حدث أنكرته علي يا موسى وإليك الأحداث كلها

أما الغلام يا موسى فإليك خبره أوحى الله عز وجل إلي أن هذا الغلام إذا كَبِر سيُرهِقُ أمه وأباه المُؤمِنَيْن سَيُرْهِقَهُمَا طُغيانا بل وكُفرا وهذا الغلام لا زال صغيرا إذا مات لم يكتب القلم عليه شيئا فكان قتله رحمة للغلام ورحمة لوالديه بل إن الله عز وجل أخبرني يا موسى أنه سيُعوض الأبوين لِحُزنهما على هذا الغلام سيعوضهما بغلام آخر يكون بَارّاً بِهِمَا { وَأَمَّا الْغُلاَمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبُ رُحْمًا } أردنا أن يُعوضهما الله عز وجل بغلام آخر يَبَرَّهُمَا يكون صالحا وتكون فيه سعادة لوالديه ورحمة بالغلام حتى لا يَشِبَّ على الكفر والطُغيان هذا تفسير قتلي للغلام يا موسى

أما الجدار يا موسى فإليك خبره هذا الجدار لغلامين يَتِيمَيْنِ في القرية اللئيمة في القرية الخبيثة كان لهما أب صالح وكان عنده كنز فأراد أن يحفظ الكنز لأولاده الأيتام لِغُلامَيْنِ يتيمين لكنه ظن أنه سيموت فخاف أنه إذا مات وعلمت القرية بكنزه أخذوا الكنز منه وتركوا أطفاله جِياعا بلا مال ولا طعام فلم يجد مكانا يحفظ فيه هذا الكنز إلا تحت هذا الجدار فحفر حُفرة تحت الجدار ووضع الكنز فيها فلو سقط الجدار يا موسى لَعَلِمَ الناس خبر هذا الكنز ولأخرجوا هذا الكنز وسلبوه من الغلامين اليتيمين وضاع حقهما فأردت أن أُقِيم الجدار لِيحفظ الله عز وجل الكنز للغلامين { وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً } السبب في حفظ الكنز أن آباهما كان صالحا { وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي }

كل ما فعلته من خرق السفينة وقتل الغلام وبناء الجدار ليس من أمري بل هو وحي من الله عز وجل ذلك تأويل ما لم تستطيع عليه صبرا إنتهت الرحلة بين موسى والخضر وانتهت قصة نبي من أنبياء الله عز وجل في الحلقة القادمة بإذن الله عز وجل معنا نبي آخر وهو فتى موسى يُوشَع بن نون الذي رجع الذي كان يحمل المِكتل الذي فيه السمكة ما قصة هذا النبي وكيف فُتح بيت المقدس لبني إسرائيل .




 توقيع : إلين

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : إلين


رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ إلين على المشاركة المفيدة:
,