عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-02-2020, 07:41 PM
غرآم الروح غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 1494
 اشراقتي » Dec 2019
 كنت هنا » 08-10-2023 (01:54 AM)
آبدآعاتي » 240,105[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الرسم الهندسي
موطني » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
افتراضي شرح هذا الحديث : " إن النصر مع الصبر ، وأن الفَرج مع الكَرب ، وأن مع العُسر يُسرا "؟



وأسأل الله أن يُفرِّج هَمّك وَهَمّ كل مهموم ، وأن يَجعل لك من كل هَمّ فَرَجا ، ومن كل ضِيق مَخْرَجا ، ومِن كل بلاء عافية .

قال ابن رجب في شرح هذا الحديث :
قوله صلى الله عليه وسلم: " وأن الفَرَج مع الكَرْب " هذا يَشهد له قوله عزّ وجل : (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ضَحِك رَبّنا مِن قُنوط عباده وقُرب غِيَرِه . خَرّجه الإمام أحمد ...

وكُلّ مَن أمّل بالله أملاً جميلا ، ظَنّ بالله ظَنّا حسنا ؛ فإن الله لا يُخيّب أمَلَه ؛ لأن الله تبارك وتعالى يقول في الحديث القدسي : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي . رواه البخاري ومسلم .
وعند الإمام أحمد : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ؛ إِنْ ظَنَّ بِي خَيْرًا فَلَهُ ، وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ ..

والله عزَّ وجَلّ يَبتلِي مَن شاء مِن عباده بِما شاء مِن الضرّاء والسرّاء .
فمَن صَبر ورضي ، فَلَه الرضا ، ومَن تسخّط ، فعليه السّخط .
قال ابن المبارك : مَن صَبَر، فما أقلّ ما يَصبر ، ومَن جَزع فما أقل ما يَتَمَتّع .

ومَن ابْتُلِي ؛ فليتذكّر أحوال الأنبياء والصالحين ، وما مرّوا بِه مِن ابتلاء .
وأن يَعلم أن البلاء الذي يُقرِّبه إلى الله خير له مِن النِّعمة التي تُبعده عن الله ، وتُنسيه مَولاه .

والْزَمي الاستغفار والتضرّع والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، والصدقة ، ولو بالشيء اليسير ، والإحسان إلى الْخَلْق ، وخاصة المحاويج ، ومَسح رأس اليتيم .

قال ابن القيم :وهو سبحانه وتعالى رحيم يُحب الرحماء ، وإنما يَرْحَم مِن عباده الرحماء ، وهو سِتِّير يُحب مَن يَستر على عباده ، وعَفوّ يُحِبّ مَن يعفو عنهم ، وغفور يُحِبّ مَن يَغفر لهم ، ولطيف يحب اللطيف من عباده، ويُبغض الفظّ الغليظ القاسِي الجعظري الجوَّاظ ، ورفيق يحب الرفق، وحليم يُحب الْحِلم ، وبَرٌّ يُحِب البِرّ وأهْله ، وعَدْل يُحِب العدل ، وقابل المعاذير يحب مَن يَقبل معاذير عباده ، ويجازي عبده بحسب هذه الصفات فيه وجودا وعَدَما ، فمَن عَفا عَفا عنه ، ومَن غَفَر غَفَر له ، ومَن سامَح سامَحه ، ومن حاقَق حاقَقَه ، ومَن رَفَق بعباده رَفَق به ، ومَن رَحِم خلقه رَحِمه ، ومَن أحسن إليهم أحسن إليه ، ومَن جَاد عليهم جَاد عليه ، ومن نفعهم نفعه ، ومَن سَترهم سَتره ، ومَن صَفَح عنهم صَفَح عنه ، ومَن تَتَبَّع عورتهم تَتَبَّع عورته ، ومَن هتكهم هَتكه وفَضَحَه ، ومَن مَنعهم خيره منعه خيره ، ومن شاق شاقّ الله تعالى به ، ومَن مَكَر مَكَر بِه ، ومَن خادَع خَادَعَه ، ومَن عامَل خَلْقَه بِصِفة عامَلَه الله تعالى بتلك الصفة بِعَيْنِها في الدنيا والآخرة .
فالله تعالى لِعَبْدِه على حَسب ما يكون العَبد لِخَلْقِه . اهـ .

والصلاة مِن أكبر أسباب تفريج الْهَمّ ، وهي مَفْزَع الأنبياء والصالحين .
ومن ذلك :
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حَزَبه أمْر فزع إلى الصلاة .
قال ابن حجر : وَكَانَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْر فَزِعَ إِلَى الصَّلاة ، وَأَمَرَ مَنْ رَأَى فِي مَنَامه مَا يَكْرَه أَنْ يُصَلِّيَ . اهـ .

وقد أمَر الله تعالى بالاستعانة بالصبر وبالصلاة .
وقد استعان جُريج العابد على إثبات براءته بالصلاة . كما في الصحيحين .
واستعان بها خُبيب بن عدي على الثبات عند القَتْل .

ورَوى ابنُ جرير أن ابن عباس نُعي إليه أخوه قُثَم وهو في سفر ، فاسترجع ، ثم تنحَّى عن الطريق ، فأناخ فصلى ركعتين أطال فيهما الجلوس ، ثم قام يمشي إلى راحلته وهو يقول : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ)




 توقيع : غرآم الروح

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ غرآم الروح على المشاركة المفيدة: