الموضوع: أنتِ مختلفة
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 30-08-2020, 07:03 AM
حسن الوائلي متواجد حالياً
 
 عضويتي » 68
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (01:55 PM)
آبدآعاتي » 1,625,496[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » القراءة وكتابة الخواطر
موطني » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
أنتِ مختلفة



أنتِ حقًّا مختلفة، لستِ كالأخريات.
كم نسمع من شكاوى الأمهات، آلام وآهات، دموع وحسرات.
تدوي صرخات قلوبهن، تشتكي سوء معاملة البنات لهن.

هذه ابنتها لا تطيعها، وهذه تعبس في وجهها، وهذه تقسو ابنتها عليها، وهذه ترفع عليها صوتها، وهذه ابنتها تجادلها كثيرًا وتنازعها في الحديث، وهذه تنادي على ابنتها فلا تجيب.

لكني أراكِ مختلفة.
عندما أعود من عملي متعبة، أفتح الباب، فتقبلين نحوي مسرعة، تقابليني بالبشاشة والترحاب.
ابتسامتكِ تنسيني أحزاني.
لمسة يدكِ تمسح تعبي وعنائي.
كلماتكِ الرقيقة، ﴿ وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ [الإسراء: 23].
سؤالكِ عني وكيف كان يومي.
إنها سعادتي.
أراكِ مختلفة.
عندما أتحدث إليكِ فتصغين إليَّ.
آذانكِ تسمعني، عيونكِ ترقبني.
لا تنشغلين عني برسائل الواتس كباقي البنات، أو محادثة الصديقات ومتابعة آخر الموضات.
بل أنتِ معي، تشعرين بما في داخلي.
تُقدِّرين تعبي، تحاولين التخفيف عني.
وأحيانًا تنصحينني.
يا لفرحتي بابنتي.
أراكِ مختلفة.
عندما تسرعين إلى تلبية ندائي، حتى لو كنتِ منشغلة.
تتركين كل شيء وتُقبِلين إليَّ: "نعم يا أمي".
تحملين حقائبي وهموم قلبي.
أنتِ حبيبتي.
أراكِ مختلفة.
حينما تكونين معي في أعمال البيت.
حريصة على مساعدتي.
مجتهدة في خدمتي وإعانتي.
لا تطيب نفسكِ إلا براحتي.
أنت حقًّا ابنتي.
لا تتضجرين من طلباتي، بل تطيعين أوامري.
لم أسمع منكِ يومًا كلمة زجر أو لفظ "أُفٍّ": ﴿ فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا ﴾ [الإسراء: 23].
لم تعبسي يومًا في وجهي، بل تتوددين إليَّ بنظراتكِ الحنونة، وابتسامتكِ الرقيقة، وكلماتكِ الطيبة.

أراكِ مختلفة.
عندما تتحملين أحيانًا غضبي وعصبيتي وارتفاع صوتي، فلا تعاتبينني بل تخفضين لي الجناح وترحمينني: ﴿ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ﴾ [الإسراء: 24].

أراكِ مختلفة.
عندما أسمعكِ تهمسين لإخوتكِ الصغار؛ حتى لا يحدِثوا صخبًا أو إزعاجًا أثناء نومي.
عندما تحاولين حل مشاكلهم الصغيرة؛ حتى لا يتشاجروا في حضرتي.

أراكِ مختلفة.
عندما ألاحظ عينيكِ اللامعتين تنظران إليَّ بعطف وحنان وأنا بين الناس.
حينما أسمع كلمات الثناء منكِ عليَّ وأنتِ تخبرينهم قائلة: هذه أمي، أعظم أمٍّ.
كم هي سعادتي حينما تغمرينني بشعور التوقير والاحترام أمامهم! فيطير قلبي قائلًا لهم: هذه ابنتي المؤدبة البارة بأمها، كم أحبها!

أراكِ مختلفة.
حينما تضمين يدي إلى صدركِ فأحس نبضات قلبكِ تخفق قائلة: "أحبكِ يا أمي، وجودكِ معي يطمئنني".

أراكِ مختلفة.
حين عودتكِ إلى البيت، تدورين في أرجائه كالفراشة تبحثين عني، تسلمين عليَّ ثم تقصين حكاياتكِ وأخبار يومكِ.
تشاورينني في أموركِ فتأخذين برأيي وتسمعين نصيحتي، فأنتِ ابنتي وصديقتي.

حريصة دومًا على رضاي، أبشرك حبيبتي: عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد))[1].

فالجزاء من جنس العمل، فإذا أرضيتِ مَن أمركِ الله بإرضائه، كان حقًّا على الله أن يرضيَكِ.
أنتِ حبيبة قلبي، أنتِ نجمة لامعة في سماء حياتي، أنتِ بسمة مشرقة تنير دربي، أنتِ ربيع عمري وثمرة فؤادي.
لا تنسي بري بعد موتي، بالاستغفار والدعاء لي، وتنفيذ وصيتي، والصدقة والعمرة عني، وقضاء ديني وكفاراتي.

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نفس المؤمن معلقة بدَيْنِه حتى يُقضى عنه))[2]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من مات وعليه صيام؛ صام عنه وليه))[3].

حبيبتي، أدعو الله أن يبرَّكِ أولادكِ كما كنتِ بارة بي، وأن يرزقكِ الفردوس الأعلى من الجنان: ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾ [الرحمن: 60]، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دخلتُ الجنة، فسمعتُ فيها قراءةً، فقلت: من هذا؟ قالوا: حارثة بن النعمان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذلكم البر، كذلكم البر، وكان أبر الناس بأمه))[4].

[1] رواه الترمذي (1821)، وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة"، (516).

[2] رواه أحمد والترمذي وحسَّنه.

[3] متفق عليه.

[4] صحيح، أخرجه أحمد (24126)، والنَّسائي في السنن الكبرى (8233) باختلاف يسير، والبغوي في شرح السنة (3418)، واللفظ له.




 توقيع : حسن الوائلي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ حسن الوائلي على المشاركة المفيدة: