،،
احتاج كثيراً أن أرحل عني...أن أتخلى عن احلامي الوردية ، وأغيب عن سكرة الافكار..
وأبحث لنفسي عن واقع يشبهني..لربما حينها اعرف من أنا؟!!!!

ملامحي ماعادت تعرفني...تركَتْ عني شغب الطفولة وطيش المراهقة
وأحرقَتْ أوراق عمري الماضية ، وأبقيتُ على الورقة الأخيرة وغرقتُ في حالة صمت ..
فما عاد شيء يغريني لأركض خلف ابتسامة ضائعة أو انتظر سعادة ،ربما ضلت طريقها ..
أو أن أقفَ على أعتابِ الحُلم منتظرةً شيئاً ربما لن يأتي ابداً..
لهذا قررت أن اعيش لواقعي حالة صمت...

في داخلي أشياء كثيرة وددت لو ابوح بها واطلق العنان لأحاسيسي لعلها تتقن لغة الكلام بعد طول صمت..
لكن ما وجدت سوى وجوه بملامح غائبة تبحث عن شيء ضائع ..غارقة في عالمها...حاضرة غائبة..
وكأنها الأجساد خاوية وأشباه هياكل بشرية لاروح فيها....
فكيف لي بالحديث الى مَنْ لا ينصت !!! ، وأُعاتب مَنْ علمني لغة الصمت!!!
هكذا تركت عني لغة الكلام وبقيت في حالة صمت ...

لعلّي حملت اللغة فوق طاقتها حتى أن الحروف اصبحت متعثرة الخُطى ، متلعثمةٌ في نُطقها..
تمارسُ الخيانةِ بكلِّ أشكالها..
أحاول عبثاً الوصول الى مراكز النُطق فيها واستفزها لعلي اُرغمها على الكلام..
وأحاول اِستنزاف طاقتها لأُخرجها عن صمتها لكن خابت الظنون ووقفت برهبة الصامت الزاهد أمام ضجيج الكلام..
فمن صام عن الكلام طويلاً قد لا يَجد ما يقوله أو يُعبر عنه...وهكذا أعود لصمتي من جديد
فمَنْ اِعتنق مذهب الصمت يَزهدُ به في زمنٍ كَثُرَتْ فيه الثرثرة وتناحرت طوائف الكلام.....
فـ للصمتِ لغاتٌ تُعجِزُ لغة الكلام....

بقلمي
سيرين سحر الشرق((لااحلل النقل حتى ما ذكر المصدر))

تم نشرها سابقا في منتدى اخر

كتبتها بتاريخ(24/10/2014)
الساعة ال11:00صباحا