إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بلغ الرسالة
وأدى الأمانة .. ونصح الأمة .. وكشف الله به الغمة
وجاهَدَ في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين
ونحن على ذلك من الشاهدين .. أما بعد
اخي الحبيب .. ( السيف ) ..
اولاً .. أعتذر لك عن التأخير ليس تقليل في شأنك
لا سمح الله ولكن لم أطلع على الموضوع إلا هذا اليوم
ثانياً .. بالنسبة لموضوع الأخت التي ذكرت قصتها
أن هذا الموضوع لا يقتصر على هذه المرأة المضطهدة
بل أنها تُعد من المشاكل الإجتماعية في الأسرة والتي كثرت
في الأواني الأخيرة تحت عنوان ( العنف الأسري )
ولأن العنف الأسري له عده أنواع وما أراهـ من خلال
هذه القصة فأن العنف الواقع على هذه المرأة يشمل
جميع أنواع العنف سواء الجسدي او اللفظي او النفسي
ولعلي أركز في محور القضية على .. العنف الجسدي
هُناك بعض أشباه الرجال يستغلوا قول لله تعالى
(واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن
في المضاجع واضربوهن) سورة النساء {34}
يجب أن يفهم الزوج معنى الآية الكريمة السابقة
نشوزهن : يقصد المرأة التي تتعالى وتتكبر على زوجها
فعظوهن : أي قدم لها الموعظة وتكلم معها بالحسنى
اهجروهن في المضاجع : بمعني بعد ماقدم لها الموعظة
ولم تستجيب للموعظة تُهجرها في مكان النوم
اضربوهن : لا يقصد الضرب باليد او الصفع بل المعنى
الحقيقي في الاية اضربوهن بمعنى تمتنع عن الكلام معها
ولعلي أستشهد بـ آية قرآنية تفسر لنا معنى الضرب
(فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا) سورة الكهف {11}
معناه منعنا نفوذ الأصوات إلى مسامعهم فإن النائم إذا سمع
الصوت ينتبه وهنا أنمامهم الله سنين معدودة دون أيسمعوا صوتاً
وسوف أقدم لكم بعض من الآيات والأمثلة في مسألة الضرب ..
(وأضرب لهُم مثلاُ أصحاب القرية إذ جاءها المُرسلُون) يس {13}
الخطاب موجهه للنبي محمد بمعني ذكر المكذبين برسالتك مثلاً
يعتبرون به ويكون لهم موعظة وذلك لمثل أصحاب القرية وماجرى
منهم من التكذيب لرسل الله وماجرى عليهم من عقوبة بتكذيب الرسل
ضرب بين الناس .. أي بمعني أفسد بين الناس
ضرب الرجل على يد شريكة .. أي بمعنى أنشأ علاقة شراكة عمل
ضرب بالأمر عرض الحائط .. أي بمعني أعرض عنه واحتقرة
وهناك آيات وأمثلة كثيرة تتعلق بمسألة الضرب فلماذا نأخذ
قول الله تعالى في الآية المشار بها ( اضربوهن ) على أنها أمر
لضرب المرأة وهذا غير صحيح فأن الله لم يُبيح للزوج
ضرب زوجتة ولا ينبغي له فعل ذلك فأن الضرب يعتبر
من العنف الجسدي سواء الضرب بالركل او شد الشعر
أو صفع الوجه ونحوها ولعل من التصورات الذهنية الخاطئة
عند بعض الرجال بالاعتقاد بأن في ضرب الزوجة اصلاحاً
لها أو اثبات لرجولته وفرض هيبته وسيطرتهُ عليها
ليجعلها اكثر طاعة له لتنفيذ أوامره وهذا ينافي القيم الإسلامية
بالنسبة للإنفاق على الزوجة أوجب الله تعالى على الزوج
الإنفاق على زوجته في طعامها وشرابها ومسكنها
وأشار القرآن الكريم عبر العديد من آياته إلى تلك الحقوق
قال تعالى ( ما استمتعتم بهِ منهُنّ فاتُوهُنّ أُجورهُنّ ) النساء {24}
وهذه الآية الكريمة توضح الغاية من وجوب نفقة الزوج
على زوجته والتي تتمثل في الحقوق والمنافع لكل منهما
ولهذا تستحق الزوجة أن تأخذ أجرها (النفقة) على ماتقدمة
لزوجها والقيام على حقوقة وواجباته الزوجية
بالنسبة لنفقة الزوجة إذا طلقها زوجها وهي حامل
قال تعالى (وإن كُن أُولاتِ حملٍ فأنفقوا عليهِنّ حتى
يَضعنَ حملهُنّ ) سورة الطلاق.. آية {6}
وهنا تشير الآية الكريمة وجوب إنفاق الزوج
على زوجتة المطلقة بالنفقة عليها حتى تلد مولودها
بالنسبة لنفقة الأب على الأبناء وإذا كانت زوجته مطلقة
قال تعالى ( وعلى المولود له رزقُهُن وكسوتُهُن بالمعروف )
سورة البقرة .. آية {233} وهنا أوضح الله سبحانه وتعالى
وجوب النفقة على الأب الذي يولد له من صلبهِ أبناء أن
يطعمهم ويكسيهم بالمعروف وهذه النفقة هي حق أوجبه
الله على الأب مهما كان وضعه المالي وهذه النفقة
لا تسقط إذا انفصل الأب عن الأم بالطلاق بل تتأكد
حتى لا يصبح الأبناء عالة على الآخرين وعلى المجتمع
وبعد أن تعرفنا على مسألة حقوق الزوجة وحفظ كرامتها
ومسألة وجوب النفقة عليها إذا كانت في عصمته ووجوب
النفقة عليها إذا طلقها وهي حامل ووجوب النفقة على أبنائة
حتى بعد انفصال الزوجة عن زوجتة ..
مسألة الظلم ..
قال عليه الصلاة والسلام ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته
بينكم محرمًا فلا تظالموا ) رواه مسلم .. وهذا يتوافق مع قولة تعالى
(وما أنا بظلام للعبيد) سورة ق {29} وقوله تعالى في سورة أخرى
(وما اللهُ يريد ظلماً للعباد) سورة غافر {31}
الله تعالى على نفسهِ ثم حرمه الرسول أيضاً على نفسهِ
الزوج الظالم لزوجته يُحاسبه الله تعالى على فعله الأثم
فظُلم الزوج لزوجته بأيِّ نوعٍ من أنواعِ الظُلم يعد تعنيف أسري
سواء كان بالضرب أو بالفظ أو حتى بعدم الإنفاق عليها
ومن يظلم زوجته فهو لا يتّبع وصيّة النبيّ صلى الله عليه وسلم
لحفظ حقوق المرأة بقوله (واستوصوا بالنساء خيراً )
ننظر الأن في هذه القضية لإعطاء الرأي بكل أمانة
وخاصة في إيطار التساؤلات التي وضعتها بالموضوع
1-هل دعمي للبنت صحيح أو سأكون سبب في تفكك أسره، وأتراجع عن ذلك ؟
الإجابة ..
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (انصر أخاك ظالما أو مظلوما)
قلت: يا رسول الله أنصره مظلوما، فكيف أنصره ظالما؟ قال: (ترده عن الظلم)
لذلك يجب علينا أن نقف بجانب المظلوم وهذه المرأة المضطهدة والمعنفة
إذا في أستطاعتك الوقوف بجانبها فأفعل ذلك فأن الله لا يحبُ الظالمين
2-هل تواصل البنت في طلب الطلاق ؟
من وجهة نظري أن تتقدم للمحكمة بفسخ عقد النكاح
ولبس بطلب خُلع الزوج وحتى يسن لها التقدم بفسخ عقد النكاح
فأن فسخ عقد النكاح هو نقض عقد الزواج بسبب خلل وقع فيه
وقت عقده أو بسبب خلل طرأ عليه يمنع من بقائه واستمراره
وهنا تأخذ بالاخيرة طرأ عليه أي بمعني أستجد في الأمر شيئاً
وهو سوء المعاملة من قبل الزوج لزوجته بالتعدي عليها بالضرب
والشتم وعدم الإنفاق عليها وهذا كله يُبيح لها التقدم بطلب فسخ النكاح
لأن الخُلع يترتب عليه إعادة جزء من المهر أما الفسخ لا ترد المهر
3-لو عارضت الأم طلاق بنتها هل تتجاهلها وتصر على الطلاق ؟
لا يحق لوالدتها أن تتدخل في شؤون أبنتها المتعلقة بحياتها الزوجية
التي لا علاقة لها بحقوق الوالدين إلا على سبيل النصح والتوجيه
إن وجد من الأبنة تقصيراً أو خللاً يؤثر على علاقتها الزوجية
خلاف ذلك لا يحق لها التدخل في قرار طلب الطلاق وخاصة
أن الزوجة معنفه ومضطهدة من قبل زوجها مما يؤثر قد يقع عليها
ضرر جسدياً ونفسياً إذا أستمرت الحياة الزوجية بينهم بهذه الطريقة
أعتذر عن التأخير والإطالة ولكن أحببت أن أشارك بالرأي
من عدة زوايا حتى يستفيد الجميع من المعلومات
اللهم لا تجعلنا من الظالمين ولا تجعلنا من المتكبرين
اللهم ادفع عنا شر الغرور والظلم والطغيان يا أرحم الراحمين
/
/
أحتاجكـ