عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-03-2023, 01:11 AM
انسكاب حرف
ابتسامة الزهر متواجد حالياً
 
 عضويتي » 27
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (08:56 PM)
آبدآعاتي » 4,173,925[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي السيدة حواء ) أم البشر






خلق ( الله ) تبارك وتعالى سيدنا آدم بكلمة ( كن ) وكانت المادة التى خلق منها هى " التراب , أو الطين , أو الصلصال , وكلها أشكال مختفة , التراب فيها هو الأصل ؛ فإن خُلط بماء سُمى : طينا , وإن حمى بعد ذلك فى النار كان : صلصالا , ولم تخلق السية حواء كما خلق سيدنا آدم , وإنما خلقت من ضلع من أضلاعه , ولو أنها خلقت كما خلق فى نفس الوقت لأصبحا متساويين ـ ولقد كان ( الله ) تعالى قادرا على ذلك ـ ولكنها خلقت من جزء منه .. وأنى للجزء أن يتساوى مع الكل ..؟؟ .. إذا فآدم هو الأصل .. وحواء هى الفرع لقول الله عز وجل :
{{ هُوَ الذى خَلَقَكُمْ مِنَ نَفْس واحِدَة وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا }}..
وعلى ذلك فإن أى خطاب لها يكون المقصود به الأصل وليس الفرع ؛ كما أن كل فعل مشترك تكون مسئوليته بالدرجة الأولى على الأصل وليس الفرع ؛ وعليه فإن الخطيئة الأولى التى وقعت منهما بالأكل من الشجرة المحرمة ، وإن كانا قد اشتركا فيها ـ فإن مسئولية آدم أكبر من مسئولية حواء بدليل قول ( الله ) عز وجل :
{{ فَتَلَقى ءاَدَمُ مِن رَبهِ كَلِمَات فَتَابَ عليه }} ..
ولم يقل : فتلقيا , أو : فتلقى آدم وحواء .. ولقد حاول اليهود إلقاء التَبِعَة على السية حواء باتهامه بأنه هى التى أَغْرَته بالأكل بعد أن أغواها إبليس , واتخذها مطية لإغواء آدم , وحفلت بعض الكتب بالإسرائيليات التى تنسج القصص عن هذا الإغواء وكيف دخل الشيطان إلى الجنة فى صورة حية .. وما إلى ذلك مما جعل الأمر يستقر فى أذهان بعض الناس , واجترأ بعض الكتاب والرسامين على أم البشر فاتهموها بأنها السبب , وحفلت المجلات بالرسومات الفكاهية , وكذلك القصص المختلفة عن التفاحة التى قدمتها حواء لآدم مما يقلل من شأن المرأة ويوحى بالحذر والتوجس وتوقع الشر منها ..
المرأة هى التى أوصى بها ( الله ) فى كتابه الكريم أما مشيرا إلى ما تتحمله من مشقة لا يتحملها الرجل بأى حال بقوله :
{{ حَمَلَتْهُ أَمهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا }} .. وقوله تعالى :
{{ حَمَلَتْهُ أَمهُ وَهْنا عَلَى وَهْن }} ..
وحين سئل النبى صلى الله عليه وسلم من أحد أصحابه :
أى الناس أولى ببرى يا رسول الله ..؟؟
قال " أَمك "
قال : ثم من ..؟؟
قال " أمك "
قال ثم من ..؟؟
قال " أَمك "
قال ثم من ..؟؟
قال " ثم أبوك "
ويكون بر الأم فى حياتها : بالمودة , والمراعاة , والحنان , والنفقة إذا كانت محتاجة .. كما يكون بعد موتها : بالدعاء والاستغفار لها , وقراءة القرآن , وتذكر فضلها , وصلة الرحم التى من جهتها , ولإنفاذ وصيتها , وبر أهل مودتها وصداقتها .. وينطبق هذا على كل أم وإن عَلَتْ .. أى على الأم , وأم الأم وهكذا ..
والسيدة حواء أم البشرية جميعا , ويكون بِرها بأن يبقى إسمها فى منزلة عالية رفيعة تتلاءم مع هذه الأم العظمى , ويتأتى ذلك بأمور عدة منها :
" توجيه ودعوة هؤلاء الذين يتطاولون عليها معلنين عقوقهم عبر الرسومات الكاريكاتورية , والفكاهات .. كما يكون بتبرأتها مما نسبه اليهود من إتهام هى منه براء , وهو إخراج سيدنا آدم من الجنة حيث وسوس إليها الشيطان بذلك فأغرت آدم بالأكل من الشجرة ؛ و (الله ) تبارك وتعالى يقول : {{ وقُلْنَا يا ءادمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجنة وَكُلا مِنْها رَغَدا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَاهذه الشجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَالِمِين }} ..
فالخطاب هنا وإن كان موجها لهما معا إلا أن المُخَاَطْب الأصلى هو الزوج , فالرجال قوامون على النساء , ومن ثم فهى مخاطبة بالتبعية .. الأمر الذى يؤكده بعد ذلك قول ( الله ) عز وجل :
{{ وإِذ قلنا للملائكَة ِ اسجدوا لآدمَ فسجدوا إلا إبليسَ أبى * فقلنا يا ءادمُ إن هذا عَدُولك ولِزَوْجِكَ فَلاَ يُخْرِجَنكَما من الجنة فَتَشْقى * إن لكَ ألا تجُوعَ فيها وَلا تَعْرَى *وَأَنكَ لاَتَظْمؤا وَلاَ تضَْحَى * فَوَسْوَسَ إليه الشيطانُ قال يا ءادمُ هَلْ أدُلُك علَى شجرةِ الخَلْدِ وَمُلْك لاَيُبْلى }} ..
أى أن إبليس حين تكلم ووسوس , وسوس لآدم ويؤكد ذلك قول ( الله ) عز وجل :
{{ فَتَلَقى ءَادَمُ من ربه فَتابَ عليه إنه هو التوابُ الرحيم }} .. وكذلك قوله :
{{ ولفد عَهِدنا إلى ءادمَ من قَبْلُ فَنَسِىَ ولم نجدْ له عَزْما}} ..
وهكذا نجد القرآن الكريم بين أيدينا يخلوا من أى دليل على أن السيدة حواء هى التى أغرت آدم , أو حتى شجعته على الأكل من الشجرة المحرمة .. وعليه فإنا نعتذر لأمنا العظيمة ـ أم البشر جميعا ـ من تطاول بعض الجهلاء عليها , ونستغفر ( الله ) تعالى لنا ولهم .






 توقيع : ابتسامة الزهر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ ابتسامة الزهر على المشاركة المفيدة: