عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01-09-2023, 09:45 PM
سمو المشاعر غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 2656
 اشراقتي » Jan 2023
 كنت هنا » 22-10-2023 (08:46 AM)
آبدآعاتي » 17,841[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي هؤلاء هم خصماؤك



أخي المسلم : وأنت تسير في هذه الدنيا وتسعد بالصحة والعافية ونعمة الأمن ورغد العيش، تأمل في حال أنت تؤمن به وسوف تلاقيه، ألا وهو البعث والجزاء، والحساب والعقاب .
والأمر كذلك، فإن ذلك اليوم يوم عظيم، تذهل فيه كل مرضعة عما أرضعت، وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد .
وفي هذا اليوم يبلغ العرق من العباد مبلغا عظيما على حسب أعمالهم قال صلى الله عليه وسلم "تدني الشمس يوم القيامة من الخلق، حتى تكون منهم كمقدار ميل ، فيكون الناس على قدر أعمالهم، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاما" (وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فيه) [رواه مسلم].
اليوم أنت في صحة وعافية، والماء بجوارك ولا يزال عرق الحياة فيك ينبض تصور غدا موقف الحساب .
فمن يتقدم إليك ليحاجك عند الله عز وجل ؟
من هم خصماؤك غدا ؟ وأين أهل الحقوق في تلك الوقفة الحاسمة، سأقدم لك بعضا منهم على عجل وبدون تفاصيل أو ذكر لكثرة الحقوق أو قلتها؛ إنما هو استشراف سريع لأمر ستراه غدا، وإن غدا لناظره لقريب .
قال ابن تيمية رحمه الله : الحسنات كلها عدل، والسيئات كلها ظلم، وأن الله إنما أنزل الكتب وأرسل الرسل ليقوم الناس بالقسط، والقسط والظلم نوعان : نوع في حق الله تعالى كالتوحيد، فإنه رأس العدل، والشرك رأس الظلم، ونوع في حق العباد، إما مع حق الله كقتل النفس أو مفردا كالدين الذي ثبت برضا صاحبه، ثم إن الظلم في حق العباد نوعان: وهو ظلم كمعاملة الربا والميسر [مجموع الفتاوى (20/ 79)] .
أخي المسلم : إن موقف القيامة موقف عصيب ومشهد رهيب .
قال الحسن : إن الرجل ليتعلق بالرجل يوم القيامة فيقول : بيني وبينك الله، فيقول : والله ما أعرفك , فيقول : أنت أخذت طينة من حائطي، وآخر يقول : أنت أخذت خيطا من ثوبي .
وسوف يكون لأصحاب التفريط يوم ندامة وساعة تأوه "اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا" [الإسراء: 14] لكن بعد فوات الأوان، وحلول العذاب .
قال بلال بن مسعود : ربَّ مسرور مغبون، يأكل ويشرب ويضحك، وقد حق في كتاب الله عز وجل أنه من وقود النار .
وقال الحسن رحمه الله : ما ظنك بيوم قاموا فيه على أقدامهم مقدار خمسين ألف سنة، لا يأكلون فيها أكلة، ولا يشربون فيها شربة، حتى إذا انقطعت أعناقهم عطشا، واحترقت أجوافهم جوعًا، انصرف يقصد العصاة والمجرمون إلى النار فسقوا من عين آنية قد آن حرها واشتد لفحها .
ولهذا الخوف ومن هذه الساعة العظيمة يراجع المسلم حسابه، ويدقق في ذمته، ويسارع إلى إعادة الحقوق أو استحلال أصحابها، فإن لم تكن في الدنيا فهي في الآخرة .
وقال أيضاً : المؤمن قوام على نفسه، يحاسبها لله، وإنما خف الحساب على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما يشق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة.
ورحم الله مالك بن دينار حيث قال : رحم الله عبدا قال لنفسه : ألست صاحبة كذا؟ ألست صاحبة كذا ؟ ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب الله تعالى فكان قائدا لها .




 توقيع : سمو المشاعر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ سمو المشاعر على المشاركة المفيدة: