ـ أضع بين أيديكم إخوتي ثلاثة آيات قرآنية ، تُؤكِّد حقيقة عِلمِيّة،
ألا وهي كُرَوِيَّة الأرض :

[ الآية الأولی ]

۞ وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ۞

( النازِعات / 30 )

ـ ونَستَشِفّ كروية الأرض من خلال كلمة ۞ دَحَاهَا ۞ ، في اللغة
العربية هي الكلمة الوحيدة التي تعني البسط والتكوير معاً،
والدحية تعني أيضاً البيضة .

[ الآية الثانية ]

۞ وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقـَيْـنَا فِيهَا رَوَاسِيَ ۞ ( ق/ 7 )

ـ إِنَّ الإنسانَ يری الأرضَ مبسوطة أمامَهُ في أيِّ مكانٍ كان موجوداً
فيها علی سطح الأرض ، وهذا لا يُمكِنْ أَنْ يَحْدُثَ بِهذِهِ الصورة إلا
إذَا كانت الأرض كُرَوِيّة، فَـلَوْ أَنَّ الأرضَ كانت غير ذلك ( مُرَبَّعة أو
مـُثـَلَّـثَة أو في أي شكل هندسِيّ آخر ) كان لا بُدّ للإنسان أن يُشاهِد
حواف الأرض عند أطرافها .

[ الآية الثالثة ]

۞ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَـلَی كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُـلِّ
فَجٍّ عَمِيق ۞ ( الحج / 27 )

ـ نعم إِنَّها حقيقة عِلمِيّة تُبْرِز كروية الأرض ، فلو كانتِ الأرض مُسْتَوِيَة
مُسَطَّحة لَقالَ الباري عَزَّ وَجَلّ يَأتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ بَعِيد، لأَنَّ كَلِمَةَ" بَعيد"
تُفِيدُ المسافة بين شـَيْـئَـيْن علی مُسـْتَوی واحد، ولكن بِمَا أَنَّ الأرض
كُرَوِيَّة فإِنَّ القادِمينَ إِلی مَكَّة المُكَرَّمَة يأتونَ من أماكن عميقة،
وذلِكَ تِبْعاً لانْحِنَاءِ الأرضِ الكُرَوِي .

ـ حقّاً

" إِنَّ القرآنَ ظاهِرُهُ أنيق ،

وباطِنُهُ عميق ،

لا تَفْنَی عجائِبُهُ ،

ولا تَنْقَضي غَرائِبُهُ ،

ولا تُكْشَفُ الظُّلُمات إِلا بِـهِ . "

ـ " فَهوَ مَعْدِنُ الإِيمَانِ وَبُـحـْبُوحـَتُهُ ،

و َيـَنَابِيعُ العِلْمِ وَ بُحُورُهُ ..."

ـ وَفِيهِ رَبيعُ القُلوبِ لِمَنْ تَدَبَّرَ آيَاته .