الموضوع: خيال وأمل
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 05-01-2024, 07:59 PM
انسكاب حرف
ابتسامة الزهر متواجد حالياً
 
 عضويتي » 27
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (09:22 PM)
آبدآعاتي » 4,145,537[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي خيال وأمل





هي الفترة التي تسبق النوم أكون في هلوسة وفلسفة مع نفسي, أدير تحركاتها وأفند واقعي فأعيش خيالي وأبحر فيه, أشق باطن الخيال بآمالي كي تكون عناوين أحلامي ومناماتي

جل ما كان يشغل بالي وأمثالي هو حياة جميلة مع زوجة رائعه تعيش في قصر فريد بعيد عما حوله فأكون وحيدا معها ولا يخاصمني أحد أفراحي

استيقظت من شدة البرد , أبصرت الفجر . أصبحنا وأصبح الملك لله ارتديت ثيابي ولملمت دفاتري المبعثرة من لهو أخوتي
توجهت إلى المدرسة , اليوم هو أول أيام الفصل الثاني, السنة هي آخر مرحلة , طريقنا القديم المؤدي للمدرسة قد أغلق, فقد بني جدار تابع لوزارة المياه , هذا الجدار الذي أجبرني أن أسلك طريقا جديدا للمدرسة ,قطعت سهلا رائع يتوسطه بيت جميل شبيه بما كنت أراه في أحلامي
أعجبني هذا الطريق الجديد مع أنه كان أبعد مسافة من سابقه ولكنه كان يسعدني بمروري صوب ذاك البيت الجميل,
الذي كنت أضيفة لمخيلتي كي أنسج من أواصر أفكاري حكاية, وتشرئب تطلعاتي لأكمل مسرح الأحلام.

طريق طويل ولكنه جميل . أحببت هذا البيت, كنت الوحيد الذي يمر ذاك الطريق , كم كنت أتمنى دخوله ومعرفة دهاليزه وساكنيه
في أحد الأيام الجميلة كنت راجعا من المدرسة وذهلت من شدة هول ما رأيت , طلت من باب البيت فتاة رائعة الجمال .أكملت بذلك عناصر بطولة أحلامي
كانت في ربيع عمري , رأتني بخجل وانصرفت , ارتفعت معدلات نبض قلبي وارتعشت يداي حينها وعدت عدوا الى المنزل وكلي فرح,
كنت أنتظر أن اخلو بنفسي على فراشي كي أسرد لغفوتي ما صار من حالي ,
كنت أتساءل وأنا في طريقي الى المدرسة في اليوم التالي من تلك الفتاة ومن سيتزوجها . وصلت إلى المدرسة بسرعة
كان فراشي مرتعا لخيالي وأما طاولة مدرستى فكان منبرا لقراراتي وأحكامي , كان المدرس يخوض في علومه , وكنت قد خططت وقررت وأنا في عالم بعيد عن الدرس ألا أعود إلى المنزل إلاوقد خطبت فتاتي فقد قاربت العشرين عاما وبإمكاني بناء أسرة
دق جرس نهاية الدوام اتجهت إلى دورة المياه , ارتباكي أجبرني أن أتبول كثيرا, نظرت إلى هيئتي في ما تبقى من المرآة , بللت يداي ومشطت شعري بأصابعي
وصلت إلى بيتهم اقتبرت كثيرا فرأيت رجلا عجوزا وابنه يدكان الأرض ويصلحانها بكلل وملل وضجر ويأس
رأيتهم شاحبي الوجه . استغربت من صورهم فما كان يوحي لي هذا المنزل والفتاة إلا بأناس ظاهرهم الجمال والعز
ولكن هذا ما لم أره هنالك
ألقيت عليهم التحية, ردوا ببرود غير مرحبين بي , هذا ما زاد من خوفي وارتباكي , فألقيت ما في جعبتي دفعة واحدة وقلت : أنا شاب أمر هنا يوميا ورأيت ابنتك و أريد خطبتها, تفاجأ ابنه من طلبي , ولكن العجوز هدأ ابنه وقال لي:لك ما تريد ومهرها ان تصلح الأرض هذه وتجهزها فوافقت فورا وبدات العمل حينها وما كان من العجوز وابنه الا الجلوس والنظر الي والتهامز بأشياء لم أفهمها
كنت أذهب يوميا وأشتغل بها بما أوتيت من قوة وأمل
كان الاتفاق بيني وبين العجوز أن أنجزها خلال سنة
ولم تمض سوى عشرة أشهر حتى انتهيت من عملي فحولت الأرض الجدباء إلى حديقة جميلة بفضل الله
قدمت لكي أرى العجوز و أنال جزائي ولكن لا وجود له
ترددت أن أطرق الباب
مر شهر على وعدنا , تمالكت نفسي وجلبت شجاعتي وطرقت الباب , انتظرت قليلا حتى فتح الباب ورأيت عروسي في أحلى مظهر فقلت لها أنا خطيبك أين والدك العجوز, ابتسمت وقالت أنا متزوجة و أي عجوز تقصد . اندفع من الباب فجأة ابن العجوز وقال ماذا تريد أيها الفلاح . هذه زوجتي اذهب من هنا وإياك أن تطرق الباب مرة أخرى.
لقد أعطاك والدي مالك فلما تطرق الباب هيا انصرف . حاولت الفتاة تهدئة الوضع وتفهم الأمر إلا ان زوجها أغلق الباب على أصابع قدمي فكأنما جرجر الرمح من حلقومي وياليته استقر في كاهلي , بيديها جهلا قد اقحمه غريمي ,
لم أدرك الكره يوما ولم أعرف الخبث إلا حينها يال نجاسة فعله.
أحاول استدراك ما قد جرى أربط الأحداث وأنا أهذي وتنسال مقلتي دما وترفرف جفوني كمدا. الهواء مني ليته ينقطع وتخرج روحي من رئتي زفيرا

أجبرت خطاي على الرحيل وتبعثرت أرجلي تخبطا
علمت بعد حين أن العجوز وابنه كانا قد خطبا البنت وعندما رأى والدها عجز وضعف هامتهم وعزيمتهم شرط عليهم باستصلاح الأرض الجافية والذي كان يشك في مقدرتهم على ذلك .لصعوبة الأرض وهوان وجبن الشاب
فشرط شرطا معيقا لهم وهذا كان حالهم عندما وصلت إليهم في أول لقاء, وما كان من العجوز الخبيث إلا أن استغلني
لينجز غرضه

آمنت بالله ربي وصدقت القدر وأنه لم يكن لي ما كان لغيري
عشت حياتي وأنا منزوع القوى شارد الذهن
فترة الخيال وألأحلام تحولت إلى بؤس وظلام . كابوس أو أرق
تركت مخالطة الناس
اتجهت إلى المزرعة أجالس الأغنام وأهتم فيهم
تناسيت ما جرى حاولت المضي لأني أدرك أن الله عزوجل هو الكرم بعينه وهو الرحمة وأن اللجوء إليه هو الملاذ
سلمت أمري لربي
وأكملت مشوار حياتي

مضت ثلاث سنوات على الحادثة , شفيت من جرحي تماما
تزوجت من قريبتي رزقني الله بولد وقد حان موعد ولادة طفلي الثاني.

أجهز أغراضنا كي نرحل إلى المدينة فزوجتي تعاني من عسر ولادة ولا بد أن آخذها للطبيبة المختصة .
الطريق مغلق لوجود حادث سيارة . سأصظر لأن أسلك ذاك الطريق القديم الذي يمر بمنزل الفتاة, كنت أحاول أن أتجنبه بقدر استطاعتي ولكن لم استطع ذلك الآن فحياة زوجتي في خطر .
تزيد حالة زوجتي حرجا وقد اقتربت من ذاك المنزل تصرخ زوجتي بأنها ليس بمقدورها الاحتمال اقف جانب الطريق وأنا في حيرة من أمري ماذا أصنع . لم يكن لدي خيارا آخر إلى أن أتجه لمنزل الفتاة وأستنجد بهم
طرقت بابهم ففتحت لي ورحبت بنا ولكن وضع زوجتي كان حرجا جدا فما إن دخلت حتى وضعت جنينها وخرجت روحها إلى بارئها . استدعت الفتاة قابلة قريبة فحضرت فورا وقامت باللازم

شكرت الفتاة وأبوها على صنيعهم ومواساتهم لجزعي وسألتهم عن زوجها فقال والدها : لقد أخطأت بتزويجها ممن لا يستحق فطلقها بعد زواجها بسنة لأنها لا تنجب فقد كان زوجها يريدها آلة تفريخ بشرية لانهم طبقة عاملة ويحتاج أبناء كثيرون كي يستطيعوا أن يوفروا أرزاقهم
سررت بذلك وعوضني الله بموت زوجتي وفتح لي آفاق أحلام قديمة ستتحقق بإذن الله لا محالة




 توقيع : ابتسامة الزهر


رد مع اقتباس