الموضوع: صدقـة الغـرور
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01-03-2024, 11:08 AM
رهينة الماضي متواجد حالياً
 
 عضويتي » 815
 اشراقتي » Aug 2018
 كنت هنا » اليوم (08:23 PM)
آبدآعاتي » 1,476,158[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
30 صدقـة الغـرور



يحكى أن صيادًا بأحد البلدان كان يعيش مع زوجته وأولاده، ولكنه كاد ألا يجد قوت يومه وكان مكروبا بشدة من قلقه على أولاده وكيفية إطعام عائلته.

مر يوما على أحد الشيوخ الحكماء، واشتكى إليه سوء حاله وتعبه، فأخذه الشيخ الحكيم وتوجه به إلى البحر ثم قاما معا للصلاة والمناجاة، بعد أن انتهيا، طلب منه أن يسمي باسم الله، ففعل الصياد ثم رمى مع الشيخ شبكة الصيد بالماء، فاصطاد سمكة كبيرة بفضل الله.

طلب منه الشيخ بيعها وبثمنها يطعم عائلته، فعل الصياد وهو وفرح مسرور، ولكنه تذكر فضل الشيخ ومساعدته فذهب إليه يهديه إحدى الفطائر التي اشتراها، وكانتا اثنتين لا أكثر.

لكن الشيخ أعادها عليه فهو لم يساعده لأجل الحصول على مقابل، ولأن من يعمل الخير قاصدا وجه الله تعالى ييسر لهه الحال وبذلك ظهرت لهما السمكة.

أخذ الصياد الفطيرتين عائدا لأسرته لكنه فوجئ بطريقه بمسكينة مع طفل لها يتألمان من وجع الجوع والدمع يكاد يغرق وجهيهما، فرق لهما وأشفق وأعطاهما الفطيرتين، ولكنه عاد محزونا قلقا من هم وخوف عدم إيجاد ما يطعم به أولاده وزوجته.

خلال الطريق فوجئ بمن يناديه باسمه وبمحاورته تبين أن المنادي أراد سداد دين كان عليه لوالد هذا الصياد وكان مبلغا كبيرا، فأصبح غنيا وأطعم أسرته وعائلته.

بعد هذا تذكر الصياد ما فعل عندما آثر الزوجة الفقيرة مع طفلها بالطعام على نفسه وأسرته فكان يجود بالصدقة، مخلصا ثم ما لبث العجب وحظ النفس أن نال منه مبلغا، فكانت صدقته تخرج ممزوجة بفخر نفس لا تواضع ولا خالصة تماما لله، فماذا حدث له؟

حدث ذات ليلة أن نام الصياد فرأى أن وضع في موقف الحساب توزن أعماله حسنات وسيئات،

وإذ بذنوبه ترجح فسأل عن صدقاته، فإذ بكل صدقة حظ نفس من إعجاب أو شهوة أو اغترار، فنال منه البكاء وتساءل كيف ينجو؟

فإذا به يسمع مناد يسأل هل له من شيء تبقى؟ فقيل صدقة الفطيرتين، وبهما تساوت الكفتان، فناد المناد مرة أخرى عما تبقى له، فقيل: دمعة امرأة حزينة حين أعطى لها الطعام، فلما وضعت كأنها أحجار أثقلت الميزان.

فرجحت حسناته ففرح الصياد، لكن المناد عاد ليقول هل بقي له شيء، فيقال نعم له ابتسامة الصغير حين أخذ الفطائر، فتوضع فتطيح بالسيئات، فقيل له إنها النجاة؟

فلما استيقظ الصياد فزعا، وجد نفسه يردد عبارة الشيخ لو أطعمنا أنفسنا هذه ما ظهرت السمكة




 توقيع : رهينة الماضي






الف شكر اخي تاجر الاحزان على التوقيع الرائع








رد مع اقتباس