عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-03-2024, 09:35 PM
عبير الليل متواجد حالياً
 
 عضويتي » 39
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (12:07 PM)
آبدآعاتي » 3,465,554[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » كتابة الشعر والخواطر # التصوير
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي هذه همة رجل من مدغشقر مُحارب من الحكم الفرنسي فماذا عن همتك؟



عندما بلغت الـ18 تخرجت من الثانوية، فسمعت أن هناك تقديم في أحد الجامعات الإسلامية في الدول العربية ومنها جامعة (الأزهر في مصر)، فسارعت بإرسال أوراقي، وبعد شهور وصلني بريد كان أعظم وأهم بريد في حياتي، فتحت البريد وكان محتواه (تم قبولك في جامعة الأزهر لتكون أحد طلابها) طرت من الفرحة لكن أحزنني إني سأفارق أهلي وأصحابي ووطني، فذهبت لأبي وأخبرته بقبولي بجامعة الأزهر وقال لي: "يا ولدي... اذهب وتعلم الإسلام، تعمل كل شيء عنه ثم عُد إلينا، وانشر الإسلام في كل مكان، ولا تعد إلا وقد حصلت على الشهادة"؛ ومن فوري جهزت حقيبتي وأغراضي وانطلقت إلى جمهورية مصر العربية، وصلت إلى مصر ودرست في الجامعة وكانت دارستي على حساب الدولة وكانت مكافأتي (300 جنيه) بالكاد تكفي لشراء الطعام، وفي يوم من الأيام فتحت الخريطة لكي أتعرف على مصر أكثر، انحرفت عيني يميناً ووقع بصري على (مكة) داهمني شعور غريب يجبرني على الذهاب إلى مكة المكرمة، هنا بدأت خطة جديدة بحياتي (كيف أذهب إلى الحج؟) بدأت بجمع مكافأتي القليلة طول أربع سنوات، مضت عليّ أيام عصيبة لدرجة أن الماء لا أستطيع شراءه!، لكن كل يوم يزداد المبلغ وأزيد إصراراً؛ وبعد أربع سنوات جمعت المبلغ وتوجهت إلى مكة، كانت أروع أيام في حياتي، قبل سنوات كنت نصرانياً لا أعرف الإسلام والآن أرى الكعبة أمام عينيّ أتيت مسلماً ملبياً حاجاً، ومن شدة فرحتي صرت أحضن كل مسلم أمامي؛ مضى يوم عرفة ويوم العيد، وكل ما تمضي الأيام سريعاً أحس بحزن كبير لأني سأفارق مكة وأفارق المسلمين، في آخر يوم من أيام التشريق كنت جالساً في الحرم أدعي وأبكي، وأثناء بكائي شعرت برجل يقف بجانبي فرفعت رأسي إليه، رجل سعودي مظهره حسن ينظر إليّ تجاهلته وأكملت دعائي، لم أشعر إلاّ بيد تربت على كتفي فرفعت رأسي ومدَّ لي ظرفاً، أخذت الظرف وصرت أتأمل فيه التفتُ للرجل الذي أعطاني الظرف ولم أجده فقد اختفى بين الزحام، فتحت الظرف وكان يحتوي على مبلغ يساوي أضعاف المبلغ الذي دفعته للحج! ياللّٰه... وانفجرت باكياً، لم يخطر على بالي أن المبلغ الذي دفعته للحج سيعود إليّ أضعافاً مضاعفة؛ رجعت إلى مصر وحصلت على الشهادة، وعدت إلى وطني مدغشقر، أسستُ مكتب دعوي وتوسعت دائرة الدعوة إلى أن بلغ عدد المسلمين في مدغشقر أكثر من 10٪ أسلم على أيدينا أكثر من 30 عائلة وللِّه الحمد.

هذه همة رجل من مدغشقر مُحارب من الحكم الفرنسي فماذا عن همتك؟

بدر اللامي




 توقيع : عبير الليل




لااحلل نقل مدونتي وكتاباتي ..
كونوا اسمى من ذلك آحبتي ]





نحن وإن جار الزمان لبرهة.. نبقى الكبار وغيرنا أقزام
ما ذنبنا إن كان يشعر أننا أرقى.. وأن مكانه الأقدام





رد مع اقتباس