ً
ً
تَفَرَّدَتْ أُنُوثَةً وَتَأَلَّقَتْ لَبَاقَةٌ
وَتَرَبَّعَتْ عَلَى صَدْرِ اَلرَّزَانَةِ
تَتَقَاطَرُ دَلَالاً وَرَقَةً وَنُعُومَةً
ذَاتُ إِحْسَاسٍ طَاغِي
وَجَمَالٍ يُعْجِزُ مُفْرَدَاتِ اَلْوَصْفِ
تَخُوضُ مَعَارِكَ اِنْتِصَارِ اَلْكَرَامَةِ
ضِدَّ جُيُوشِ اَلْخِذْلَانِ وَالْخِيَانَةِ
وَضِدَّ أَشْبَاهَ اَلْبَشَرِ اَلْمُتَلَوِّنَيْنِ
أَفْكَارهَا نَاضِجَةً اَلْحَقِيقَةِ
تُسْتَثَارُ بِعُمْقِ اَلتَّصَوُّرِ
وَتَنْغَمِسُ فِي خَيَالِ اَلتَّوَقُّعِ
حَسَاسِيَتَهَا اَلْمُفْرِطَةَ
نِتَاجَ فِطْنَتِهَا اَللَّا مَحْدُودَةٍ
تُعَانِي كَثِيرًا مِنْ فَهْمِهَا
وَادَارْكِهَا اَلْمِجْهَرِيَّ
وَتَفْتَقِدُ تَجَاوُزَ مَا تَشْعُرُ بِهِ
لَا يَهُمُّهَا أَلَا تَفْهَمُ
فَهِيَ تَعْرِفُ مُسْتَوَى عَقْلِيَّتِهَا
وَلَكِنْ يَهُمُّهَا أَلَا تُسْتَغْفِلُ
أَوْ تُسْتَغِلُّ طِيبَتَهَا وَتَعَاطُفَهَا
عَاشِقَةً تَتَمَيَّزُ بِتَمَرُّدِ مَشَاعِرِهَا
وَاشْتِعَالِ أَشْوَاقِهَا
ومَقَارَفَة نَزَوَاتِ خَيَالِهَا
تُزْهِرُ لَيْلاً وَتُشْرِقُ صَبَاحًا
وَتتَنَفَّسُ اَلْجَمَالُ
اِبْتِسَامَتَهَا تَتَوَرَّدُ
حِينُ يَمَسُّهَا نَدَى اَلْوِدِّ
تَتَبَعْثَرُ فِي تَفَاصِيلِ اَلْإِحْسَاسِ
غُمُوضَهَا يُشْبِهُ غُمُوضَ اَلْغُيُومِ
فَغُمُوض اَلْغُيُومِ
وشْايةٌ عَن مَطَرٍ غَزِيرٍ
شَارِدَةَ اَلْبَالِ مُشَتَّتَةً اَلْأَفْكَارِ
مُمْطِرَةً كَمَطَرِ لَيَالِي اَلْأَسْحَارِ
إِنَّ عَاتَبَتْ بَكَتْ
وَإِنْ عُوتِبَتْ اِعْتَرَفَتْ
أَنَّ خَاصَمَتْ تَأَلَّمَتْ
وَانْ خُوصَمْتْ اِسْتَرْضَتْ
تَعْتَذِرُ بِكُلِّ حُبِّ وُودْ
وَتَتَخَلَّى عَنْ كِبْرِيَاءِ اَلنَّفْسِ
لِأَنَّهَا تُدْرِكُ قِيمَةً مِنْ تَعْتَذِرُ لَهُ
أَنْ كَتَمَتْ وَأَسَرَتْ
فَضَحَتْهَا اَلْمَلَامِحُ وَالْأَلْفَاظُ
وَالشُّعُورُ وَالْحَدِيثُ
لِأَنَّهَا وَاضِحَةٌ شَفَّافَةٌ صَادِقَةٌ
وَكُلُّ مَا فِيهَا جَلِيٌّ وَبَايَنَ
لَا تَخْجَلُ وَلَا تَتَرَدَّدُ أَنْ تَقُولَ لَا
وَلَا تُحِبُّ أَنْ تَقُولَ لِأَيِّ شَيٍّ نَعِمَ
كَنْزُ مِنْ حَنَانٍ وَعَاطِفَةٍ وَمَشَاعِرَ
وَعَقْلٍ مُتَّزِنٍ وَإِدْرَاكِ مُتَّسَعِ
أَجْمَلَ مَا فِيهَا فِيهَا
وَأعَذِّبُ مَا فِيهَا خُوَافِيهَا
تَرَاهَا أَقْرَب مِنْكَ إِلَيْكَ
وَأَبْعَدَ مِنْكَ وَفِيكَ
مَكْسُورَة اَلْجَنَاحِ وَالْخَاطِرِ
وَبِدَاخِلِهَا أَلَّفَ حُزْنٌ وَجَرْحٌ
وَأَلَّفَ دَمْعَةَ أَلَمِ
وَأَلْفِ هَمٍّ وَوَهمْ
لَكِنَّهَا عَزِيزَةٌ اَلْمَشَاعِرِ
لَا يَعْرِفُهَا
إِلَّا مِنْ يَفْهَمُهَا
إِلَّا مِنْ يَقْرَأْهَا
إِلَّا مِنْ يَكْتُبُهَا
إِلَّا مِنْ يَرْسُمُهَا
إِلَّا مِنْ يُكْسِبُهَا
صَعْبَةٌ اَلْمِزَاجِ وَالذَّوْقِ
سَهْلَةٌ اَلطَّبْعِ جَمِيلَةً اَلرُّوحِ
قَلْبَهَا لَا يَقْبَلُ اَلِازْدِوَاجُ
وَلَا تَقْبَلُ اَلْبَقَاءَ فِي اَلِاعْتِيَادِ
ِ
|