الموضوع: الثوب المغامر
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 28-04-2024, 02:44 PM
سما الموج غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 725
 اشراقتي » Jun 2018
 كنت هنا » يوم أمس (09:42 PM)
آبدآعاتي » 2,434,518[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي الثوب المغامر







الثوب المغامر






كان هناك ثوب في واجهة محل يبيع الملابس، وكان من قماش رقيق وألوان زاهية. وقد قفت ليلى أمام ذلك الثوب
وأخبرت لوالدها: أريد هذا الثوب يا ابي للعيد.
فاشتراه لها. ورجعت ليلى مع والدها للبيت فرحة بذلك الثوب الجديد. وقامت ليلى بوضع الثوب مع أثوابها الأخرى في خزانة الملابس.
وقالت لنفسها: الثوب الجديد بالطبع أجمل من الأثواب جميعا، وسأرتديه صباح يوم العيد، كما سأكون أجمل بنت في الحي. ونامت ليلى وهي تحلم بأنها تدور به، وتطير في الهواء.
أما الثوب الجديد فقد كان مستغرقاً في التفكير بتلك الفتاة الأخرى التي وقفت أمامه وذلك قبل أن تراه وتشتريه ليلى.
لقد تطلعت إليه تلك الفتاة طويلاً، وكان بادياً عليها أنها اعجبت به وأحبته كثيراً، لكنها لم تمتلك نقوداً لشرائه.
لذلك فكر الثوب في الفتاة الفقيرة، وشعر بحزن شديد من أجلها.
قال الثوب لنفسه: إن خزانة ليلى مكتظة بالملابس، أما تلك الفتاة المسكينة الأخرى فقد وقفت أمامي وهي ترتدي ثوباً قديماً.
ولا شك أنها قد لا تملك غيره. لذا يجب أن أغادر هذا المكان سريعاً وأذهب لتلك الفتاة الأخرى وذلك قبل أن يأتي العيد.
ولحسن الحظ قد لقد رأيتها واقفة أمام منزلها عندما كانت ليلى تحملني إلى هنا لكنها كانت وحيدة حزينة .
وبالفعل انتظر الثوب حتى نامت ليلى ونام كل من في البيت، ثم خرج من الخزانة بهدوء ليسير حذراً في الظلام، حتى وصل إلى منزل الفتاة الأخرى. لكنه وجد الباب مفتوحاً، فدخل مسرعاً وأغلقه خلفه.
وقد كانت الفتاة نائمة عندما داعب الثوب وجهها بقماشه الناعم الحريري الرقيق.
واستيقظت الفتاة مندهشة وهي لا تصدق ما تراه. وحين لمست الثوب بيدها قفزت من سريرها فرحاً. واحتضنته وقبلته.
قالت: الحمد لله! غداً في صباح العيد سيكون لدي ثوب جديد جميل لأرتديه مثل باقي الفتيات.
وفي صباح العيد، خرجت الفتاة من المنزل إلى الشارع سعيدة بذلك الثوب الجديد، وقامت باللعب كثيرا مع صديقاتها وقامت بالدوران بالثوب وكأنها تطير به في الهواء.
أما ليلى فظلت تبحث عن الثوب ولم تجده، وعندما لم تجده قالت: الحمد لله! لدي أثواب أخرى!”. وبالفعل ارتدت للعيد ثوبا آخر.
اما في مساء العيد ظل الثوب وحيداً يحدث نفسه: ” ترى ماذا يفعل الأطفال الذين لا يملكون أي أثواب جديدة للعيد، وكذلك الذين لم يذهب إليهم في الليل أي ثوب مغامر مثلي؟!“.






رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ سما الموج على المشاركة المفيدة: