عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 30-10-2018, 09:26 PM
ابن الجبل غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 885
 اشراقتي » Oct 2018
 كنت هنا » 22-06-2019 (10:23 PM)
آبدآعاتي » 45,552[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Lebanon
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
افتراضي عندما يصبح الشك فضيلة



قد أكون من المحظوظين الذين شاهدوا مسرحية هاملت لشكسبير.....بعدما قرأتها مرات عديدة

ولا اخفي سرا بأن أكثر ما أعجبني في تلك القصة هي حالة التردد....التي وضع فيها

الكاتب .......بطل القصة هاملت

انتابتني رهبة عندما طل على خشبة المسرح طيف والد هاملت .....الملك الذي مات قتلا

على يد أخيه ......وتزوج الملكة ونصب نفسه ملكا .....وكان يطلب من ابنه أن ينتقم له من عمه

عقد هاملت العزم على أن ينتقم لأبيه....من عمه ....ولكنه لا يفعل ...وذلك ليس لأنه

متسامح أو حكيم ....ولم يكن فاقد القدرة أن أراد......وينصرف إلى التأمل .....كمن يتحاشى الفعل

حتى يتغلب في نفسه الميل إلى استبعاد قتل عمه

وقال شكسبير قوله الشهير على لسان هاملت :

أن ما ينبغي فعله .....يجب فعله عندما ينبغي

ولو وقفنا أمام كلمة نبغي......فهي تتبدل .....وقابله للتسويف

وإذا تأملنا كلمة يجب .......فهي آه مضيئة.... تروح عن النفس .....وتقهر الجسد

وهذه الفجوة الواسعة بين .....يجب .....وينبغي ..........كل ما سعى إليه شكسبير ليجذب لها القراء

فيقعون في تلك الفجوة .......بهدف نبذ اليقين .....والارتقاء بالشك .....

وبين الشك واليقين ....تتأرجح حياتنا معشر البشر

فالشك هنا .....يعني تلك الحالة المستمرة من البحث والتدقيق ...التي لا تجعل المرء يستكين

وإنما يُخضع تصوراته دائما .....للاختبار ......حتى يعيش حياة كل يوم فيها جديد

تردد هاملت في قتل عمه ثأرا لأبوه .....يعكس الحيرة والشك المتأصلة في نفوس البشر

أكثر من اليقين

وكأنه يحرض في نفوسنا ......فضيلة التسامح والمرونة .....فهل يجوز أن نقول بأن هناك

فضيلة عشنا عمرنا كله نجهلها وهى فضيلة الشك .

بقلمي.........ابن الجبل





رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ ابن الجبل على المشاركة المفيدة:
, ,