عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 18-09-2017, 11:52 PM
أنفاس ألوفاء غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 38
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » 09-08-2023 (07:37 AM)
آبدآعاتي » 17,953[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي زينب بنت جحش زوَّجها الله من فوق سبع سموات








أم المؤمنين ، زوجة رسول الله  ، زينب بنت جحش ، بن رباب ، بن يعمر ، كان اسمها برَّة فغيره رسول الله  إلى زينب .( )
صحابية فاضلة ، جمعت الفضل والبر من أطرافه كلها ، رضي الله عنها وأرضاها .
أمها أميمة بنت المطلب ، عمة رسول الله  .
ابن خالها رسول الله  .
خالها سيد الشهداء ، وأسد الرحمن حمزة بن عبد المطلب  .
وأخوها صاحب أول راية عُقدت في الإسلام ن وأول من دعي بأمير المؤمنين ، وأحد الشهداء ، عبد الله بن جحش  .
وأمها عمة رسول الله  أميمة بنت عبد المطلب .
زوجها زيد بن حارثة مولى رسول الله  ، تزوجته بأمر رسول الله  ، ولم تكن راغبة في الزواج من زيد ، لأنه مولى وهي سيدة ذات حسب ونسب ، فنـزل قول الله سبحانه وتعالى : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً . الأحزاب (36) .
فامتثلت زينب رضي الله عنها لأمر الله تعالى وأمر رسوله ، فتزوجها زيد .
واستمر الزواج قرابة سنة ، ثم بدأ الخلاف بينهم فطلقها زيد  ، وزجها الله تعالى بنبييه  بنص القرآن الكريم بلا ولي ولا شاهد ، قال الله تعالى : وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً .( )
وقال الله تعالى فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا .
عن أنس  قال : لما انقضت عدةُ زينب قال رسول الله  لزيدٍ : "فاذكرها عليَّ قال فانطلق زيدٌ حتى أتاها وهي تُخمر عجينها قال : فلما رأيتها عَظُمَتْ في صَدْري حتى ما أستطيعُ أن أنظر إليها أن رسول الله  ذكرها فوليتُها ظَهْري ونكصتُ على عقبي ، فقلت : يا زينب أرسل رسول الله  يذكرك ، قالت : ما أنا بصانعة شيئاً حتى أوامر ربي ، فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن وجاء رسول الله  فدخل عليها بغير إذن قال ، فقال : ولقد رأيتُنا أن رسول الله  أطْعمنا الخبزَ واللحم حين امتد النهار فَخَرَجَ الناسُ وبقي رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام ، فخرجَ رسول الله  واتبعته فجعل يتبع حُجر نسائه يُسلم عليهن ويقلن يا رسول الله كيف وجدتَ أهْلك ، قال :" فما أدري " أنا أخبرتُه أن القومَّ قد خرجوا أو أخْبرَ قال : فانطلق حتى دخل البيت فذهبت أدخل معه فألقى الستر بيني وبينه ونزل الحجاب قال : ووعظ القوم بما وُعظُوا به .( )
وبذلك نالت شرفاً عظيماً ومرتبة رفيعة إذ زوجها الله تعالى من فوق سبع سموات ، وكانت تفخر بذلك على أزواج رسول الله  .
فعن أنس  قال : جاء زيد بن حارثة يشكوا فجعل النبي  يقول :" اتق الله وأمسك عليك زوجك " .
قال أنس لو كان رسول الله  كاتماً شيئاً لكتم هذه قال : فكانت زينبُ تَفْخَرُ على أزواج النبي  تقول : زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سـموات .( )
وفي بعض الروايات تقول : أنا أكرمكن ولياً وأكرمكن سفيراً زوجكن أهلكن وزوجني الله من فوق سبع سموات .( )
كانت معروفة بالكرم والطيب ، والتقوى ، وحب المساكين .
قالت عائشة رضي الله عنها ـ في شأن زينب ـ وهي التي كانت تُساميـنـي منهن في المنـزلة عند رسول الله  ، ولم أرَ امرأة قط خيراً في الدين من زينب وأتقى لله ، وأصدق حديثاً وأوصل للرحِم وأعظم صدقة وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله تعالى ما عدا سورة من حدَّ كانت تُسرع منها الفيئة .( )
عن أنس قال : تزوج رسول الله  فدخل بأهله قال : فصنعت أمي أم سليم حيساً فجعلته في تور ، وقالت يا أنس اذهب بهذا إلى رسول الله  ، فقلت : يا رسول الله إن أمي تقرئك السلام ، وتقول : إن هذا لك منا قليل يا رسول الله ، فذهبت به إلى رسول الله  فقلت: يا رسول الله إن أمي تقرئك السلام ، وتقول : إن هذا لك منا قليل ، فقال ضعه ، ثم قال : اذهب فادع لي فلاناً وفلاناً وفلاناً ومن لقيت وسمى رجالاً ، فدعوت من سمى ومن لقيت .
قال الراوي عن أنس: قلت لأنس كم كان عددكم ؟ قال زهاء ثلاثمائة ، فقال لي رسول الله  يا أنس هات التُّور . قال : فدخلوا حتى امتلأت الصفَّة والحجرة فقال رسول الله  :
"لنتحلق عشرة عشرة وليأكل كل انسان مما يليه"، فأكلوا حتى شبعوا ، قال: فخرجت طائفة ودخلت طائفة حتى أكلوا كلهم، قال: فقال: يا أنس ارفع فرفعت فما أدري كان أكثر حين وضعت أم حين رفعت، قال: وبقي طوائف منهم يتحدثون في بيت رسول الله  ورسول الله  جالس وروجته، موالية وجهها إلى الحائط، فثقلوا على رسول الله  فخرج فسلم على نسائه، ثم رجع فابتدروا الباب فخرجوا وجاء رسول الله حتى أرخى الستر ( ).
التور : الإناء .
جودها وصدقتها ، كانت كريمة النفس ، كل ما تصنع بيدها تتصدق به على المساكين .
وقد وصفها النبي  بطول اليد كناية عن كثرة إنفاقها في سبيل الله عز وجل.
عن عائشة رضي الله عنها قالت:قال رسول الله  :"أسرعكن لحوقاً بي أطولكن يداً ".( )
قالت عائشة رضي الله عنها فكنا إذا اجتمعنا بعد رسول الله  نمد أيدينا في الحائط نتناول فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش ـ رضي الله عنها ـ فكانت امرأة قصيرة ولم تكن أطولنا ، فعرفت أن النبي  أراد بطول اليد الصدقة، وكانت تعمل بيدها وتتصدق به في سبيل الله.
وقالت عائشة حين بلغها نعي زينب : لقد ذهبت حميدة متعبدة مفزع اليتامى والأرامل .
وكانت زينب رضي الله عنها صوامة قوامة قانـتة بالليل والنهار ، خاشعة في صلاتها متضرعة إلى ربها ،
فعن عبد الله بن شداد أن رسول الله  قال لعمر : إن زينب بنت جحش أواهة ، قيل : يا رسول الله ، ما الأواهة ؟ قال :"الخاشعة المتضرعة "( ).
قال الإمام الذهبي في السير : قيل إن النبي  تزوج بزينب في ذي القعدة سنة خمس ، وهي يومئذٍ بنت خمس وعشرين ، وكانت صالحة ، صوامة ، قوَّامة ، بارَّة ، ويقال لها : أم المساكين .( )
توفيت زينب بنت جحش رضي الله عنها سنة عشرين من الهجرة، في خلافة عمر بن الخطاب>، وفي هذا العام افتتحت مصر ، وقالت حين حضرتها الوفاة : إني قد أعددت كفني ، ولعل عمر سيبعث إليَّ بكفن ، فإن بعث بكفن فتصدقوا به بأحدهما ، إن استطعتم إذا دليتموني أن تصدقوا بحقوي – إزاري – فافعلوا .
الله أكبر ما أكرمها ، وهي على فراش الموت لم تنسى الصدقة ، فالله أسأل أن يرزق نسائنا الكريمات الاقتدء بها وبأمثالها .
صلها عليها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب  ، شيعها أهل المدينة إلى البقيع
، وهي أول من مات من نسائه  .
فرحم الله زينب ورضي عنها وأكرمها في جنات الخلد ، فقد كانت خاشعة ، أوَّاهة ، راضية ، داعية .
الفوائد:
1ـ تغيير الاسم الذي يكون فيه تزكية، كما غير رسول الله $ اسم برة إلى اسم زنيب.
2ـ جواز تزوج زوجة الدعي، ما صرح به .
3ـ أن من يريد فراق زوجته يؤمر بإمساكها مهما أمكن لصلاح الحال وهو أولى من الفرقة .
4ـ فضيلة زينب < أم المؤمنين حيث تولى الله تعالى تزويجها من رسول الله $ من دون خطبة ولا شهود، ولهذا كانت تفخر بذلك على أزواج رسول الله $ .
5ـ إذا كانت المرأة ذات زوج لا يجوز نكاحها ولا السعي فيه وفي أسبابه حتى يقضي زوجها منه وطره .
6ـ إن الله سمى زيداً في القرآن ولم يسم أحداً غيره .
7ـ أن الرسول $ بلغ البلاغ، فلم يدع شيئاً مما أوحي إليه إلا وبلغه.
8ـ أنه يتعين على العبد أن يقدم خشية الله تعالى على خشية الناس فالله أحق أن يخشى وأولى .
9ـ أن المستشار مؤتمن .
10ـ أن الرسول $ يقول ما أوحي إليه ولا يريد تعظيم نفسه .





 توقيع : أنفاس ألوفاء

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ أنفاس ألوفاء على المشاركة المفيدة: