عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 18-06-2018, 12:07 AM
نسر الشام غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 612
 اشراقتي » Feb 2018
 كنت هنا » 10-02-2020 (05:29 AM)
آبدآعاتي » 14,858[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Syria
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
افتراضي من شعر الأستاذ الشيخ عبدالكريم الدَّبَان التكريت(2)








من شعر الأستاذ الشيخ عبدالكريم الدَّبَان التكريتي



(هاتان قصيدتان تاريخيتان نادرتان للعلامة الأستاذ الشيخ عبدالكريم الدبان التكريتي (1328-1413هـ=1910-1993م).
وتاريخ الأولى (1959م)، والثانية (1960م)، وهما متعلقتان بحال العراق في أثناء المد الشيوعي، والقصيدتان منشورتان بتاريخهما موقعتان بـ (أبو يونس)، وذلك لخطورة الوضع آنذاك.


متآمرون

(نشرت في مجلة "الوادي"، العدد (17) بتاريخ 2 تموز 1960م).


يا أيها المتآمرون تفكَّروا
ولما نقولُ تفهموا وتدبَّروا

كونوا ذوي شغبٍ وفوضى مثلنا
وبذاك يرضى عنكمُ المستعمرُ

أمَّا الهدوءُ فحاربوهُ بقوةٍ
إذ في هدوءٍ سائدٍ لن تُنصروا

لا تتركوا أوطانَكم مرتاحةً
ولصفوِ أبناءِ البلادِ فكدِّروا

كونوا دعاةً للتفرُّق جهدَكم
وعلى الفسادِ تعاونوا وتآزروا

فلمن يريدُ الهدمَ دومًا ساعدوا
ولكل مَنْ يبغي البناءَ تنكَّروا

كونوا خصومًا للعدالةِ والتقى
ومن الهداةِ المُصلحين تحذَّروا

حثوا على هدمِ الفضائلِ كلِّها
بثوا الرذائلَ ما استطعتم وانشروا

اسعوا حثيثًاً كي تنالوا سلطةً
فتُعذِّبوا وتُخرِّبوا وتُدمِّروا



♦ ♦ ♦



إنَّا نصحناكم وقلنا دائمًا:
الدينُ أفيونُ الشعوبِ مُخدِّرُ

الدينُ يدعوا أهلَهُ أنْ يؤمنوا
بالله، تلك خرافةٌ فتبصَّروا

الدينُ للفوضى يُحرِّمُ جازماً
وسبيلُنا الفوضى، بذلك نفخرُ

الدينُ يدعو أنْ تعمَّ فضائلٌ
ونريدُ عيشًا بالرذائلِ يزخرُ

الدينُ يمنعُ أهلَهُ أنْ يكذبوا
أو يخدعوا أو يظلموا أو يغدروا

بالصدق يوصي الدينُ أمّا حزبُنا
ورئيسُنا فبعكسِ ذلك يأمرُ

هيا اكذبوا ثم اكذبوا ثم اكذبوا
وبذاكَ أوصانا لِنِينُ الأكبرُ

الدينُ يأمرُ أنْ تُقدَّسَ مكةٌ
ما مكةٌ؟ ما قبلةٌ؟ ما المشعرُ؟

إنا وجدنا قبلةً شرقيةً
فلها نحجُّ على الدوام ونذكرُ

مِنْ نهر (فلكا) نستمدُّ شريعةً
ذاك المُقدَّسُ والعظيمُ الأشهرُ

نهرٌ تباركَ ماؤُهُ وشرابُهُ
هو عندَنا خيرُ المياهِ وأطهرُ

ما النيلُ؟ ما ماءُ الفراتِ ودجلةٍ؟
ما شطُّكم؟ ما زمزمٌ؟ ما الكوثرُ؟



♦ ♦ ♦



لا تذكروا قوميةً عربيةً
أو أيَّ قومٍ، بل بذلكَ فاكفروا

ودعوا المروءةَ والشهامةَ والنَّدى
وكذاك صون العِرض يا قومُ اهجروا

ما العِرضُ؟ ما الشرفُ الذي أغراكمُ؟
كونوا إباحيين لا تتأخروا

إنا لنهزأُ بالعفافِ وأهلهِ
ومن العروبةِ كلَّ حينٍ نسخرُ

ما مجدُكم؟ ما أصلُكم؟ ما نسلُكم؟
مَنْ جدُّكم؟ مَنْ جعفرٌ؟ مَنْ حيدرُ؟

فرجالُكم ليسوا كأبطالٍ لنا
أبطالُنا عند الخديعة أمهرُ

أبطالُنا النزَّاح والزبَّال وال
جاسوسُ والمنبوذُ والمستحمرُ

أبطالُنا بخشٌ وجلجولٌ كذا
ميخا وبولسُ والجعيل الأغبرُ

وهناك شخنوبٌ ومِنْ تابوتهِ
قد قامَ حياً في الشوارعِ يجأرُ

وكذاك ركّاعُ "المُسيّبِ" إنّه
حقاً شريفٌ أصلُهُ والعنصرُ

صبّاغ أحذيةٍ فأصبحَ سيداً
ولهُ هناكَ رئاسةٌ وتصَدُّرُ

في "خانقينَ" رفيقُنا بل فخرُنا
ركّاعها الفذُّ العظيمُ الأخطرُ

ولدى "الحَويجةِ" بانَ ركّاعٌ لنا
هو ذخرُنا وهو الأعزُّ الأكبرُ

واسألْ عن القصّاب حاكمَ "موصلٍ"
اسألْ بنيها يحمدُوه ويشكروا

لو أنصفوا لبنوا تماثيلاً له
في كل زاويةٍ ولكنْ قصّروا

قد كان يَقضي كما شاءَ الهوى
ما الشرعُ؟ ما القانونُ؟ ذاك تأخرُ

ولقد شفى منا الغليلَ بفعلهِ
إذ كان يحرثُ للشقاقِ ويبذرُ

فله لدى الحزبِ العظيمِ مكانةٌ
ومن الثناءِ له النصيبُ الأوفرُ



♦ ♦ ♦



كم مِنْ وضيعٍ قد رفعنا عالياً
في حزْبنا وهو العتيدُ الأحمرُ

كم ساقطٍ لمّا استقرَّ بوَكرنا
فإذا به أسدٌ هصورٌ يزأرُ

كم سافلٍ نذلٍ دعيٍّ سائبٍ
ذي فاقةٍ مِنْ جوعهِ يتضوَّرُ

لما انتمى للحزبِ صار مكرَّماً
وموقّراً وهو الغنيُّ المُوسرُ

سيارةٌ بالباب قربَ حديقةٍ
والقصرُ فخمٌ والمرافقُ تبهرُ

الجاهُ عالٍ والرصيدُ مُعزّز
ضخمٌ كبيرٌ والرفيقُ موقرُ



♦ ♦ ♦



إنا رفعنا للسلامِ حمامةً
لكنْ لتدميرٍ نُكِنّ ونسترُ

نحنُ اخترعنا للنزالِ طريقةً
بالحبل سحلاً للعدو نجررُ

إنا نحبُّ مناجلاً ومطارقاً
فهل المحبةُ للمناجلِ منكرُ؟

هِمنا بها حُباً عنيفاً صادقاً
لا تعذلوا أو تسخروا بل فاعذروا

تصفيقُنا ملأ الشوارعَ كلَّها
ومسيرُنا وهتافُنا مُتكررُ

ولنا أكفٌّ بالخواتم زُينتْ
لكنْ لدى التصفيقِ دوماً تشكرُ

ولنا لرفعِ اللافتاتِ سواعدٌ
حمَّالة ليستْ تكلُّ وتضجرُ

ولنا بطولاتٌ نشاطاتٌ نضا
لاتٌ وإنجازاتُنا لا تُحصرُ




 توقيع : نسر الشام


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ نسر الشام على المشاركة المفيدة: