عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 22-02-2019, 01:52 PM
روح أنثى غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 781
 اشراقتي » Jul 2018
 كنت هنا » 04-07-2021 (06:14 PM)
آبدآعاتي » 403,068[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
كلمة للمرأة المسلمة



كلمة للمرأة المسلمة


لا تَعْجَبْ ممَّن ضعُف كيف ضعف، ولكن اعجَبْ ممن ثَبَت كيف ثَبَت!.. لا، ليس في الزمان الذي نعيشه أثقل ولا أصعب مِن الفتن التي لا يكاد يأمَنُها أحدٌ؛ فالكلُّ خائفٌ على نفسه وعلى إيمانه وعلى أبنائه وزوجه وأحبابه، في زمنٍ العزلةُ فيه عن الناس صعبةٌ، والاختلاطُ بهم أصعبُ، والأُنس بأنواع اللهو وأماكنه أشدُّ صعوبةً وأثقلُ.

لكنها هي الحياة كما كتَب الله تعالى، لا تكاد تخلو مِن تَعَبٍ ونصبٍ وكَبَد، والمؤمنُ فيها مُعرَّضٌ للفتن، والله يُعِينه فيُثبِّته، والمرأة التي ابتدرتْ لتكون سيدةَ زمانها عفةً وطهرًا وسعادةً، وسيدةَ أقرانها نجاحًا وتفوقًا في نفسها وأسرتها وحياتها، لا تَعْبَأ بذلك كله، لكنها تبقى خائفة؛ لأن القلوب تَتَقَلَّب، والدنيا تتغير، والثابت مَن ثبَّته الله عز وجل.

أيتها المرأة التي تنتظرك أُمَّتُكِ، اعلمي أن الإيمان هو أول ما تدَّخرينه وأهم ما تحصنين به نفسك وأسرتك.
الإيمان هو الذي جعل المؤمن والمؤمنة من الرعيل الأول يعيشون في الحياة يملكونها ويملكون كنوزها بأيديهم، لكنها لا تقارب قلوبهم ولا تخدش إيمانهم.

والإيمان هو الذي جعل نساء المجاهدين والعلماء وطلبة العلم يَحفظْنَ الأمانة ويرعين البيوت، وأزواجهن غائبون عنهن السنوات الكثيرة.

فكم من امرأةٍ عبر التاريخ خرَج زوجها مجاهدًا، حفِظَتْ في غَيبته نفسَها، وصانتْ عِرْضَها، وربَّتْ أبناءها أحسنَ تربية وأرعاها! وكم مِن امرأة خرج زوجها معلمًا للخير، فكان قرير العين في سفرِه وترحاله؛ لأن خلفه امرأة تُدرك عِظَم المهمَّة التي يقوم بها، وتحفظ أسرته ربما خيرًا مما يفعله هو.

لن أقصَّ عليكم القصص، فليس ذلك موضوع حديثنا، ولكني أُذكِّركم بربيعةَ الرأي بن فروخ الذي خرج أبوه مجاهدًا، وربيعةُ ما زال في بطن أمه لم يخرج إلى الحياة بعدُ، فرعَتْه أمه وصانته وربَّتْهُ، وألحقته بالعلماء يُدرِّسونه ويُعلِّمونه، حتى إذا عاد أبوه بعد أكثر مِن عشرين سنةً وجد ابنه عالمَ أهل المدينة، وأكثرَ أهلها ورعًا وتقوى!

إنَّ أُمَّ ربيعة الرأي كانت مؤمنة بربها، ثابتة، راسخة الإيمان، ما غرَّتْها الأموال التي تركها لها زوجها «ما يزيد على ثلاثين ألف درهم»، وهي تساوي في القوة الشرائية في زماننا أكثر من «مائتي ألف درهم»، وإنها بإيمانها وإحساسها بثقل الأمانة التي سوف يسألها عنها ربها رَعَت ابنها، ووجَّهته إلى ما فيه عزُّ الدنيا والآخرة.

والإيمانُ هو السلاح الذي تحتاجه نساؤنا ليصمُدْنَ في زمانٍ كثُر لَهْوُه، والفتن فيه كثيرة، ومساوئ الأخلاق فيه منتشرة وفيرة.

لا نحتاج في عصرنا سيوفًا، ولا بنادقَ، ولا رشاشات، ولكن نحتاج إيمانًا لعله (يصنع) ابنةً عفيفةً، وامرأة فاضلة متواضعة، وزوجة تعرف الحقوق وتُؤديها، وأمًّا تدرك مَهمَّتها فتوفيها حقها.

لكن الإيمان الذي نَحتاجه في نسائنا ليس ذلك الذي يمرُّ على القلب ساعة ثم يزول، ولا ذلك الذي تظنه المرأة إيمانًا، لكنه لا يقوى على إيقاظها لصلاة الفجر أو قيام الليل، ولا يكاد يحجزها عن السير خلف الموضات والأسواق والتباهي بمُتَع الدنيا وزخرفها.

ولكنه الإيمان الذي يجعل مال المرأة وجمالها ومكانتها أو مكانة زوجها وماله في يدها، لكنه لا يكون في قلبها، ولا يَدْخُل في استحسان عينها، فهي تتصرَّف فيه بما ينفعها ويقضي حاجات من معها، لكنها لا تفتخر به، ولا ترى لنفسها درجة.

إنه إيمانٌ يجعلها تخاف من الله تعالى وهي مطمئنة به، ويجعلها تبكي عند ذكره، وتخشع عند تلاوة آياته، وهي مع ذلك تزداد راحةً وسعادةً وسرورًا.

إيمانُها الذي يجعلها تسمع كلام الله وتتقلَّب في نعمه وهي مؤمنة بالله، مؤمنة بلقائه، مستعدَّة للانتقال الأخروي، سعيدة مطمئنة، محسنة الظن بربها.

إيمان المرأة التي نخاطبها إيمانٌ يجعل همَّها فوق الهموم، ومقصدها أسمى من الدنيا ودناءتها، ويسمو بطُمُوحها وسلوكها، فيجعلها شامةً بين النساء يُشار إليها بالبنان: أَنْ هكذا فليَكُنِ الإيمانُ.

إنها المؤمنة التي لا تشتري بعهد الله وإيمانه ثمنًا قليلًا، فقد وقَر الإيمان في قلبها، وفرِحت بعفَّتِها وترفُّعها عن الدنايا، وشعُرَت بالتميُّز يومَ تمسَّكتْ بمبادئها.

إنها المؤمنة التي تعرِف أن الدين المعاملة، وأن المؤمنة الحقَّة هي التي تجمع بين بكاء العينِ في الليل حبًّا لله تعالى، وخوفًا من عقابه، ورجاءً في نعيمه، وبين عَلاقتها مع جاراتها وصديقاتها في النهار حبًّا للمؤمنات، وحرصًا على صلاحهنَّ وهدايتِهنَّ[1]، وهي مع ذلك لا تُقصِّر في حق زوجها أو أبنائها أو أسرتِها بشكل عامٍّ.

تلك هي المؤمنة التي تعرف أن الإيمان ما وَقَر في القلب وصدَّقه العمل، وأن الإيمان شُعَب، ومِن شُعَبه الحياء، فتفهم أن الإحسان إلى الناس وحُسن صحبتهم، والحرص على مصالحهم، وإماطة الأذى عن طريقهم مِن شُعَبه.

عند ذلك فقط سوف تكونُ امرأةَ العطاء الإيجابية الفعَّالة الموفَّقة المسدَّدة المهدية بإذن الله، وعند ذلك تستحق الحياة الطيبة؛ ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]، وتستحقُّ التثبيت الرباني: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ [إبراهيم: 27]، وتكون ذات النفس المطمئنة في الدنيا المناداة عند الموت بـ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾ [الفجر: 27 - 30].

[1] فهي تعي وتدرك قول النبي صلى الله عليه وسلم عن المرأة التي تصلي بالليل، وتصوم بالنهار، وتتصدق بمالها، ولكنها تؤذي جيرانها بلسانها، فقال عنها: ((لا خير فيها، هي في النار))، والحديث أخرجه أحمد في «مسنده» (15/421) (9675)، والحاكم في «المستدرك» ك: «البر والصلة» (7304) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال أبو عبدالله الحاكم: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه»، وقال الذهبي في «التلخيص»: «صحيح»، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في «صحيح الترغيب والترهيب» (2560).







 توقيع : روح أنثى

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ روح أنثى على المشاركة المفيدة: