حكــــــــــــــــــــــــــــــــايات...رمضانية.. .(في حلقات ) .علاااء و أبتسامة الزهر
الحكاية العاشرة والأخيرة
مرت أيام عطلتي السنوية سريعة جدا بتسارع أيام شهر رمضان الكريم علي الأنقضاء وبالتالي نهاية هذا الشهر الفضيل
كان علي ان أذهب الي مقر عملي بوزارة الخارجية لتقديم طلبا بالموافقة علي انهاء أنتدابي في العمل خارج البلاد لظروفي الخاصة ....
في اخر يوم افطار دعوت كل الاهل للاجتماع حول مائدة الافطار في بيتنا وحتى نغتم الفرصة للقاء طيب يجمع عائلتي وعائلة زوجتى نفطر معا ونتجاذب اطراف الحديث علي شهر رمضان وخيراته وحسناته الكثيرة وأفضاله علينا وننعم أيضا بسماع من هم أكبر سنا في حكاياتهم المختلفة والشيقة التى تحمل الكثير والجميل في آن واحد من ذكريات مرت لهذه الأيام المباركة قديما
والتى أجمع الكل أنها كانت أفضل بكثير من هذه الأيام...!!
في هذا اليوم الأخير أصرت زوجتى أن تجتمع النساء قبل الأفطار كعادتهم السنوية الأجتماع في بيت من بيوت العائلة لعمل كعك العيد....
أنتهزتها فرصة أن أقوم برحلة سريعة للقاهرة علنى أنتهي مما قد أنتويته في انهاء انتدابي للخارج ثم العودة قبل الأفطار...
في صباح هذا اليوم وقبل ذهابي أستوقفتنى زوجتى لتخبرني بشيء قد أنتوت بالقيام به ....
* علاااء أردت أن أخبرك بشيء قد نويت ان اقوم به بعد العيد مباشرة....
= أيوه حبيبتي ماهو ذلك الشيء الذي قد انتويتيه وأراك فقط تقومين بأعلامي علي طريقة المصالح الحكومية...!!؟
*انت كل الامور الجادة تاخدها بهزار وضحك...
=خلاص ياستى بدون هزار يلا قولي ايه الموضوع ..؟؟ اللهم أجعله خير ....
* أنا نويت أرجع لعملي بالتدريس بعد نهاية أجازة عيد الفطر...!!
= هه بتقولي أيه ..؟
* حبيبي زى ما سمعت كده أنا حابه أرجع عملي تانى انا زهقت من البيت وأحساسي انى ليس لي أي نفع واحساسي انى كم مهمل لا لزوم له .....
= كم مهمل لا لزوم له ؟؟
=حبيبتي ايه الكلام الكبير ده ...؟ دا أنت فيلسوفة ههههه
انت ما نسيتى انك مدرسة لغة عربية...؟
قولي بقي ليه جالك التفكير العجيب ده...؟
انت بالأمس كنتي تتحدثين تليفونيا بعد الأفطار مع من ...؟
أعتقد مع نرمين ابنة خالتك صح ...؟
* عرفت أزاي كنت بتسمعنى وانا بتكلم صح ...؟
لا حبيبتي بس هو شيء منطقي انك تتحدثي مع نرمين كل هذا الوقت بعرف أن فيه قرارات مصيرية بتتخذ بعد المحادثة مباشرة ..!!
= ثم يعنى أيه كم مهمل ..؟ وما تقومين به في بيتك واهتمامك بأولادك في غيابي ومتابعة دروسهم وموقفهم التعليمي بالمدرسة والجامعة ....ثم الاشراف علي تربيتهم وانت تعلمين انهم في عمر خطر سواء احمد او تسنيم....؟؟
كل هذا ليس عملا مهما...؟؟
= حبيبتي بأعتقادى أن بيتك وأولادك ونجاحك في تفوقهم في دراستهم أري ان هذا في حد ذاته نجاحا لك انت لانه لك الفضل بعد الله في كونهم ابناء صالحين متفوقين في كل شيء حتى في نشاطهم في النادى ...!!!
= أرجو أن تعيدي حساباتك مرة أخري ولا تستمعي كثيرا لنصائح أبنة خالتك لأنها مختلفة كلية عنك هي متزوجة نعم لكنها لم تنجب بعد وعندها وقت فراغ أكيد تقضيه في عملها ...
أعيدي حساباتك حبيبتي وأرجو عند عودتي من القاهرة أن تكوني قد فكرتي أفضل وأخترتي أختيارا صحيحا...
- أنا مستقبل احمد وتسنيم عندي اهم من أي شيء اخر في هذه الحياة.....!!
تعرفين جيدا أي مستقبل ينتظرنى في عملي بالخارج ولكني سوف أضحي بهذا وأكتفي بعملي في بلدي حتى أكون متواجدا الي جانبكم ....حتى نتعاون معا في تربيتهم....
وجودك في بيتك والي جانب اولادك في حد ذاته أكبر نجاح في حياتك...!!
- لم تعقب زوجتى علي حديثي سوى أنها قالت :* ماتشغلش بالك انت دلوقتى وان شاء الله ربنا يقدم الي فيه الخير
ماتنسي حبيبي تطمنى عليك أول بأول حتى تعود الينا بسلامة الله ...!!
=أوكي حبيبتي أستودعك الله
* لا اله الا الله
= محمد رسول الله ...
أتخذت طريقي الي القاهرة مع عم محمد السائق الذي افضل كثيرا ان يكون معي في هذه السفرات الطويلة وخاصة للقاهرة
حيث قيادتى للسيارة فيها تصيبنى بضغط عصبي شديد فتجدنى القي مسئوليتها علي كتف هذا الرجل الطيب الذي رغم تفدمه في العمر الا انى افضل ان يصحبنى في طريقي ومن ناحية أخري احب ان اساعده خاصة وانه قد اصبح من ارباب المعاشات بعد خروجه من الوزارة...!!
الحمد لله أنقضي كل شيء علي مايرام وان كان رئيسي المباشر قد واجهنى برفض شديد لعودتى وكيف انى اضحي بمستقبلي الذي يتمناه الكثير من زملائي واني متفوق في عملي وامامي مستقبل طيب
الا انى استطعت بفضل الله ان أقنعه بوجهة نظري وما أنا مقدم عليه.....
ثم بنهاية الامر طلب منى ان اعود لمقر عملي حتى انهي كل ارتباطاتي وما تركته من عمل لحين عودتى بعد الاجازة السنوية
وان شاء الله سأجد ردا يرضينى وأسعد له....
* * *
تفاجأت زوجتى عندما تحدثت معها انني سوف اعود خلال ساعتين علي الاكثر بعد ان انهيت ما سافرت من أجله...
علي مائدة الافطار....وخاصة بعد ان علمنا من دار الأفتاء ان هذا اخر يوم لرمضان وان غدا ان شاء الله اول ايام عيد الفطر المبارك
كان حديث الجميع اننا لم نشعر بهذا الشهر الكريم كيف اتي وكيف انقضت ايامه سريعا ..سبحان الله
كانت سعادة اولادي كبيرة عندما علموا انى سوف اعود لأستقر معهم دائما ان شاء الله خاصة تسنيم التى امسكت بعنقي وامطرتنى تقبيلا....
كانت ايضا سعادة زوجتى وأمي الغالية التى سعدت كثرا لهذه الخطوة الطيبة ...
كانت نظرتى لوجه زوجتى من وقت لآخر لانى تعودت أن أقرأ ما تريد البوح به من نظرات عينيها
ولعلنى وفقت في هذا وقد قرأت في عينيها ما اردته بالفعل...
عندما نظرت اليها مليا ...
* أجابتنى وابتسامتها الجميلة تعلو وجهها
أطمئن حبيبي ....أولادى الثلاثة وبيتى أهم عندي من أي شيء أخر
فوجئت والدة زوجتى عنما قالت زوجتى اولادى الثلاثة ...
سألتها مستغربة ....: أبتسامة فيه أيه لا يكون في ثالث في الطريق
اجابت زوجتى وقد علت ضحكتها ماما ايوه اولادى التلاتة احمد وتسنيم وعلاااء
وتعالت ضحكاتنا كثيرا ...وتمتمت شاكرا لله سبحانه علي نعمته وفضله...!!
*
والي اللقاء في حكايات أخري أن شاء الله
مع خالص تحياتي
علاااء....
*