عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-11-2017, 12:29 PM
الاستاذ متواجد حالياً
 
 عضويتي » 291
 اشراقتي » Aug 2017
 كنت هنا » يوم أمس (11:50 PM)
آبدآعاتي » 234,448[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الادب
موطني » دولتي الحبيبه Palestine
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
افتراضي اللبان العماني بخور وعطور ودواء



اللبان العماني بخور وعطور ودواء



ما إن تتحدث عن سلطنة عمان في أي محفل دولي حتى تتهافت عليك الأسئلة من كل الجنسيات الحاضرة تريد معرفة المزيد عن اللبان العماني، هذا المنتج النباتي الذي فاق حضوره أي منتج منافس عبر التاريخ، سواء للاستخدامات التجميلية والعطرية أم حتى الدوائية .
حظيت شجرة اللبان عبر مسيرتها، بحضور تاريخي هائل، جعل منها جسراً للتواصل بين حضارات العالم القديم قبل أكثر من 7 آلاف عام، لأجلها تحركت القوافل التجارية انطلاقاً من شواطئ ظفار وصولاً إلى شواطئ جنوب العراق والشام ومصر القديمة، وحتى غزة الفلسطينية التي حملت منها السفن ثمار الشجرة الظفارية إلى البلدان الأوروبية وخاصة روما القديمة .
تنمو أشجار اللبان العمانية المعروفة باسمها العلمي "بوزيفليا ساكرا" في جبال محافظة ظفار الجنوبية العمانية بشكل أساسي، وتصل ارتفاعاتها إلى خمسة أمتار تقريبا، وتتوزع على صنفين اللبان والمر وهما من فصيلة الأشجار البخورية التي تتميز جذوعها بوجود مجارٍ راتنجية في لحائها .
في أوائل شهر إبريل/نيسان من كل عام ، وما أن تميل درجة الحرارة إلى الارتفاع حتى يبدأ مزارعو اللبان بعمليات جني الثمار عبر عملية تجريح الشجرة في مواضع متعددة، وتسمى الضربة الأولى (التوقيع)، ويقصد به كشط القشرة الخارجية للجذع والأغصان، ويتلو هذه الضربة نضوح سائل لزج حليبي اللون سرعان ما يتجمد فيتركونه هكذا لمدة 14 يوماً تقريباً، وتتبعها عملية التجريح الثانية للحصول على المنتج بدرجة ثانية أيضاً وغير تجارية حيث إن النوعية لا تكون بالقدر نفسه من جودة المرة الأولى فضلاً عن كون الكميات المنتجة منها غير تجارية .
ويبدأ الجمع الحقيقي بعد أسبوعين من التجريح الثاني، حيث ينقرون الشجرة للمرة الثالثة، في هذه الحال ينضح السائل اللبني ذو النوعية الجيدة، والذي يعد تجارياً من مختلف الجوانب، ويكون لونه مائلاً إلى الصفرة، وضرب أشجار اللبان ليست عملية عشوائية، وإنما هي عملية تحتاج إلى مهارة فنية خاصة ويد خبيرة، وتختلف الضربات من شجرة إلى أخرى حسب حجمها، ويستمر موسم الحصاد لمدة ثلاثة أشهر، ويبلغ متوسط إنتاج الشجرة الواحدة عشرة كيلوغرامات تقريباً من الثمار .
سكان محافظة ظفار يستخدمون اللبان بأساليب خاصة، حيث يضعون ثمارها في ماء الشرب ويعتقدون أنها تساعد على (الإدرار)، كما أنها تجعل الماء بارداً ونقياً في أوقات الصيف، ويتم استخدام اللبان كمادة مهمة في صناعة البخور الذي يستخدم في الكثير من المناسبات الاجتماعية المرتبطة بعادات الزواج والولادة، وقد ذكرها وأشاد بها الطبيب الشهير (ابن سينا) الذي قال "إنها تداوي جميع الأمراض" .
ولايزال اللبان العماني الذي يعتبر أفضل أنواع اللبان في العالم، مطلوباً في العديد من البلدان، حيث يتم إدخاله في صناعة الأدوية، والزيوت والمساحيق والعطور والشموع الخاصة، إضافة إلى استخدامه في العديد من دور العبادة حول العالم .
وعاد مؤخراً اللبان العماني إلى صدارة الاهتمام العالمي بعد أن أنجزت جامعة نزوى العمانية بحثاً علمياً مهماً أضاء على دور اللبان في إيجاد علاجات فاعلة للمرض الأخطر على مستوى العالم وهو السرطان، حيث تمكن مجموعة من الباحثين العمانيين من مضاعفة وفصل وتنقية أحد عناصر اللبان التي قاموا بتجريب تأثيرها في عدد من أنواع الخلايا السرطانية، حيث أثبتت كفاءة عالية في القضاء عليها، والمشروع تبنته جامعة نزوى ودعمته وقامت بتمويله بالشراكة مع مجلس البحث العلمي في السّلطنة، كما يعد من المشاريع البحثية المهمة التي يشتغل عليها كرسي "النباتات الطبية العمانية ونواتج الأحياء البحرية" في الجامعة حالياً .
الدكتور أحمد بن سليمان الحراصي، أستاذ كرسي النباتات الطبية العمانية ومساعد العميد للدراسات العليا والبحث العلمي، أكد أن مشروع اللبان العماني يهدف إلى اكتشاف مركبات عضوية يمكن أن تكون مستقبلاً أحد مكونات الأدوية والعقارات الطبية حيث يشمل استخلاص المركبات الكيميائية في اللبان عبر خطوات عدة في عمليات الفصل، واستطعنا التعرف في زيت اللّبان العماني إلى 98 مركباً كيميائياً بنسب متفاوتة، ووجدنا أن مركَّب "الفاباينين" هو المكون الأساسي في جميع أنواع اللُّبان العماني مهما اختلف لونها وقيمتها، المشروع البحثي توصل إلى إنجازٍ علمي يكمن في استخلاص هذه المادة ومضاعفتها والوصول إلى درجة من النّقاوة تتجاوز المادة المباعة في الأسواق حالياً، وهذه المادة ذات قيمة طبية واقتصادية عالية، وتوجد بشكل طبيعي بنسب ضئيلة قدرها 1- 4% في صمغ اللبان، المشروع نجح في مضاعفة هذه النسبة ومعالجتها لتصل إلى نسبة (30%) كخلاصة نهائية، واستطاع البحث العلمي الذي وضعناه لهذا المشروع أن يحظى بفرصة النشر في إحدى المجلات الأمريكية المتخصصة والعريقة في هذا المجال مما يؤكد جدواه العلمية باعتراف المختصين .




 توقيع : الاستاذ






احبّ ّنٌفُسيّ كثًـيّرٱ وٌلَٱ ٱنٌتُظٌر غّرٱمِ مِـن ٱحًـدِ..
ٱكتُفُـيّ بّـ ذٌٱتُيّ♪فُـ ٱنٌـٱ ٱعَـلَم مآِ يّسًعَدِنٌيّ..
ٱكثًر مِـنٌ ٱيّ شّخٌـص.:100 (31):

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ الاستاذ على المشاركة المفيدة:
,