عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 23-02-2024, 09:46 AM
نور متواجد حالياً
 
 عضويتي » 1639
 اشراقتي » Apr 2020
 كنت هنا » اليوم (04:37 AM)
آبدآعاتي » 73,143[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » تصفح نت والشغال اليدوية
موطني » دولتي الحبيبه
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي عندما جرى قدر الله





عندما جرى قدر الله أن يجعل الإسلام هو الرسالة الأخيرة ،
و أن يجعل منهجه هو المنهاج الباقي إلى آخر الخليقة ،

عندما جرى قدر الله بهذا كله جعل الله هذا المنهج في هذه
الصورة شاملاً كاملاً متكاملاً ،

يلبي كل طاقات البشر و استعداداتهم في الوقت
الذي يرفع هذه الطاقات و هذه الاستعدادات إلى الأفق
اللائق بخليفة الله في أرضه ، و بالكائن
الذي كرمه الله على كثير من عباده و نفخ فيه من روحه .

و جعل طبيعة هذا الدين الانطلاق بالحياة إلى الأمام
نمواً و تكاثراً و رفعة و تطهراً في آن واحد .

و عندما جرى قدر الله أن يجعل طبيعة هذه العقيدة
هكذا جرى كذلك باختيار رسولها –
صلى الله عليه و سلم –

إنسانا تتمثل فيه هذه العقيدة بكل خصائصها ،
وتتجسم فيه بكل حقيقتها و يكون هو بذاته و بحياته
الترجمة الصحيحة الكاملة لطبيعتها و اتجاهها .

إنساناً قد اكتملت طاقاته الإنسانية كلها .
ضليع التكوين الجسدي ..
قوي البنية ..
سليم البناء ..
صحيح الحواس ..
يقظ الحس ..

يتذوق المحسوسات تذوقاً كاملاً سليماً
و هو في ذات الوقت ضخم العاطفة ..

حي الطبع ..
سليم الحساسية ..
يتذوق الجمال ..
متفتح للتلقي و الاستجابة ..

و هو في الوقت ذاته كبير العقل ..
واسع الفكر ..
فسيح الأفق ..
قوي الإرادة ..

يملك نفسه و لا تملكه ..
ثم هو بعد ذلك كله النبي ..
الذي تشرق روحه بالنور الكلي ..
و الذي تطيق روحه الإسراء و المعراج ..

و الذي ينادى من السماء ..
و الذي يرى نور ربه ..
و الذي تتصل حقيقته بحقيقة
كل شيء في الوجود من وراء الأشكال و الظواهر ..
فيسلم عليه الحصى و الحجر ..
ويحن له الجدع ..

و يرتجف به الجبل أحد .. .
ثم تتوازن في شخصيته هذه الطاقات كلها .
فإذا هو التوازن المقابل لتوازن العقيدة
التي اختير لها .




 توقيع : نور

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس