الموضوع
:
معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه
عرض مشاركة واحدة
#
1
16-04-2018, 07:51 AM
عضويتي
»
612
اشراقتي
»
Feb 2018
كنت هنا
»
10-02-2020 (05:29 AM)
آبدآعاتي
»
14,858[
+
]
سَنابِل الإبْداع
»
[
+
]
هواياتي
»
موطني
»
جنسي
»
مُتنفسي هنا
»
معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه
ما مِن خصلة من خصال الخير إلا ولرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أوفر الحظ والنصيب من التخلق بها ، وقد وصفه الله تعالى بلين الجانب لأصحابه فقال : {
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ
}(آل عمران: من الآية159) ..
وفي معاملته ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأصحابه من حسن الخُلق ما لا يخفي ، ومن ذلك أنه كان يقضي حوائجهم ، ويتواضع معهم ، ويجيب دعوتهم ، ويزور مرضاهم ، ويشهد جنائزهم ، ويدعو لهم ولأبنائهم ، ويشفق عليهم ، ويشعر بآلامهم ، وينهاهم عن المبالغة في مدحه .. عن
عبد الله بن أبي أوفى
ـ رضي الله عنه ـ في وصفه للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( ..
ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له حاجته
)(
النسائي
) .
وعن
سهل بن حنيف
- رضي الله عنه ـ قال : (
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم ، ويعود مرضاهم ، ويشهد جنائزهم
)(
الحاكم
) .
وعن
أنس
- رضي الله عنه ـ قال : (
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يزور الأنصار، فيسلم على صبيانهم ، ويمسح برؤوسهم ، ويدعو لهم
)(
النسائي
) .
وعن
ابن عباس
ـ رضي الله عنهما ـ أنه سمع
عمر
ـ رضي الله عنه ـ يقول على المنبر: سمعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : (
لا تطروني
(تبالغوا في مدحي)
كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده ، فقولوا عبد الله ورسوله
)(
البخاري
) ..
وكان - صلى الله عليه وسلم - عادلا بينهم لا يحابي أحدا بغير حق .. لما كلمه ـ حِبه ـ
أسامة بن زيد
في العفو عن المرأة المخزومية التي سرقت ، تلون وجهه - صلى الله عليه وسلم ـ وقال : (
أتشفع في حد من حدود الله؟ ، ثم قام فاختطب ثم قال : إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وأيم الله لو أن
فاطمة
بنت محمد سرقت لقطعت يدها
)(
البخاري
) ..
ومن هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع أصحابه في وقت الشدة والبلاء التسلية والعزاء ، فكان يشعر بآلامهم ، ويجعل لهم من محنهم منحا ، ومن الحزن فرحا ، ومن الألم أملا ..
ومن صور ذلك ما رواه
أنس
- رضي الله عنه - قال : خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الخندق، فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة ، فلما رأى ما بهم من النَصَب والجوع قال : (
اللهم إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة .. فقالوا مجيبين له : نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا
)(
البخاري
) .
وقال
قرة بن إياس
- رضي الله عنه - : (
كان نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إذا جلس يجلس إليه نفر من أصحابه ، وفيهم رجل له ابن صغير يأتيه من خلف ظهره فيقعده بين يديه ، فهلك
(مات)
، فامتنع الرجل أن يحضر الحلقة ، لذكر ابنه ، فحزن عليه ، ففقده النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : مالي لا أرى فلانا؟ ، قالوا : يا رسول الله ، بنيه الذي رأيته هلك . فلقيه النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن بنيه ، فأخبره أنه هلك ، فعزاه عليه ، ثم قال : يا فلان أيما كان أحب إليك : أن تمتع به عمرك ، أو لا تأتي غداً إلى باب من أبواب الجنة إلا وجدته قد سبقك إليه يفتحه لك؟ ، قال : يا نبي الله بل يسبقني إلى باب الجنة فيفتحها لي لهو أحب إليَّ ، قال : فذاك لك ، فقالوا : يا رسول الله أله خاصة أم لكلنا ؟ ، قال : بل لكلكم
)(
النسائي
) .
ومن أحواله - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه استشارته لهم ، فكثيراً ما كان يقول لهم : (
أشيروا عليَّ أيها الناس
)(
مسلم
)..
وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يشارك أصحابه ما يعانونه من فقر وجوع ، فإذا حلَّ الجوع بهم يكون قد مر قبلهم به ، وإذا أرسل أحد إليه بصدقة ، جعلها في الفقراء من أصحابه ، وإن أُهْدِيت إليه هدية أصاب منها وأشركهم فيها ، وكان معهم أجود بالخير من الريح المرسلة ، كما وصفه بذلك
عبد الله بن عباس
ـ رضي الله عنهما ـ ..
عن
محمد بن جبير
قال: أخبرني
جبير بن مطعم
: (
أنه بينما يسير هو مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومعه الناس مقفلة من حنين ، فعلقه الناس يسألونه ، حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه ، فوقف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : أعطوني ردائي ، لو كان لي عدد هذه العضاه نعماً لقسمته بينكم ، ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا
)(البخاري)..
مقفلة : راجعة من حنين ، السَّمُر : شجر طويل قليل الظل صغير الورق قصير الشوك ، الرداء: ما يوضع على أعالي البدن من الثياب ، العضاه : نوع من الشجر عظيم له شوك ، النعم : الإبل والشاء ، وقيل الإبل خاصة ..
وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يُغدق في العطاء لمن يتألفه ، قال
أنس
- رضي الله عنه - : (
ما سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام شيئاً إلا أعطاه ، قال فجاءه رجل فأعطاه غنماً بين جبلين ، فرجع إلى قومه فقال : يا قوم أسلموا ، فإن محمداً يعطي عطاء لا يخشى الفاقة
(الفقر)..)(
البخاري
).
وجاء إليه
سلمان الفارسي
حين قدم المدينة بمائدة عليها رطب ، فوضعها بين يديه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (
ما هذا يا
سلمان
؟ ،
قال : صدقة عليك وعلى أصحابك ، قال : ارفعها فإنا لا نأكل الصدقة ، فرفعها ، فجاء من الغد بمثله ، فوضعه بين يديه يحمله ، فقال : ما هذا يا
سلمان
؟ ، فقال : هدية لك ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه : ابسطوا ..
)(
أحمد
) .. ومن ثم قال
أنس
ـ رضي الله عنه ـ محدثاً عن أثر هذه المعاملة الحسنة من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (
إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا ، فما يسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها
)(
مسلم
)..
وكان - صلى الله عليه وسلم - حريصاً على تعليم أصحابه .. حينما أساء رجل في صلاته فعلمه صفتها ، وسُمِّي حديثه بحديث المسيء صلاته ، وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (
صلوا كما رأيتموني أصلي
)(البخاري) .
وفي حجة الوادع قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (
لتأخذوا مناسككم ، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه
)(
مسلم
).
وقال
أبو ذر
- رضي الله عنه - : " تركنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما طائر يقلب جناحيه في الهواء إلا وهو يذكرنا منه علما " ..
وكان - صلى الله عليه وسلم - يمزح معهم ، ولا يقول إلا حقا .. فعن
أبي هريرة
- رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (
إني لا أقول إلا حقاً ، قال بعض أصحابه : فإنك تداعبنا يا رسول الله؟! ، فقال : إني لا أقول إلا حقا
)(
أحمد
).
ومن صور مزاحه - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه : أنه رأى صهيبا وهو يأكل تمرا ، وبعينه رمد، فقال : (
أتأكل التمر وبك رمد؟ ، فقال
صهيب
: إنما آكل على شقي الصحيح ليس به رمد ، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم ـ
)(الحاكم) ..
وكان الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ يمازحونه لعلمهم بتواضعه وكريم أخلاقه معهم ..
قال
عوف بن مالك الأشجعي
- رضي الله عنه - : ( أتيت
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك وهو في قُبَّة من أَدَم
(جِلد)
، فسلمت ، فرد ، وقال : ادخل ، فقلت : أكلي يا رسول الله؟، قال : كلك ، فدخلت
)(
أبو داود
) ..
وكان - صلى الله عليه وسلم - لا يرضى لأحد أن يحتقر أو يسب أحدا من أصحابه أو يحتقره، ولو كان صحابيا مثله ..
فعن
عمر بن الخطاب
- رضي الله عنه - أن رجلا على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - كان اسمه
عبد الله
، وكان يلقب حمارا ، وكان يُضْحِك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد جلده في الشراب ، فأتي به يوما فأمر به فجلد ، فقال رجل من القوم : اللهم العنه ، ما أكثر ما يؤتى به ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (
لا تلعنوه ، فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله
)(
البخاري
) .
وفي ذلك دليل على أن الكبائر لا تخرج أصحابها من الإيمان ، وعلى حكمة النبي - صلى الله عليه وسلم ـ وحبه لأصحابه .. فإن المراد إصلاح المخطئ لا إقصاؤه وإبعاده ، فما أعظم شفقته على أمته، وحرصه على أصحابه !..
وعن
ابن مسعود
- رضي الله عنه - أنه كان يجتني سواكا من الأراك ، وكان دقيق الساقين ، فجعلت الريح تكفؤه ، فضحك القوم منه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (
مم تضحكون؟ ، قالوا: يا نبي الله ، من دقة ساقيه ، فقال : والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أُحُد
)(
أحمد
).
وكان - صلى الله عليه وسلم - يثني على أصحابه إظهاراً لفضلهم وعلو قدرهم ..
عن
أنس بن مالك
- رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (
أرحم أمتي بأمتي
أبو بكر
،
وأشدهم في أمر الله
عمر
،
وأصدقهم حياء
عثمان
،
وأقرؤهم لكتاب الله
أُبَي بن كعب
،
وأفرضهم
زيد بن ثابت
،
وأعلمهم بالحلال والحرام
معاذ بن جبل
،
ألا وإن لكل أمة أمينا ، وإن أمين هذه الأمة
أبو عبيدة بن الجراح
)(ا
لترمذي
) .
وكان - صلى الله عليه وسلم - يصلح بينهم .. فعن
سهل بن سعد الساعدي
- رضي الله عنه - : (
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم
)(البخاري).
ومن صور معاملته - صلى الله عليه وسلم – لأصحابه قيامه بحمايتهم .. فعن
أنس بن مالك
- رضي الله عنه ـ قال : (
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس ، وكان أجود الناس ، وكان أشجع الناس ، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق ناس قِبَل الصوت ، فتلقاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - راجعا وقد سبقهم إلى الصوت وهو على فرس
لأبي طلحة
عري، في عنقه السيف وهو يقول : لم تراعوا ، لم تراعوا
)(البخاري).
قال
ابن حجر
: " وقوله : لم تراعوا : هي كلمة تقال عند تسكين الروع تأنيساً ، وإظهاراً للرفق بالمخاطَب " ..
وكان - صلى الله عليه وسلم - لا يرضى أن يحزن أحد من أصحابه في نفسه عليه ..
عن
عبد الله بن زيد بن عاصم
ـ رضي الله عنه ـ قال : لما أفاء الله على رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم حنين قسَّم في الناس في المؤلفة قلوبهم، ولم يعط الأنصار شيئا، فكأنهم وجدوا(حزنوا)، إذ لم يصبهم ما أصاب الناس، فخطبهم فقال : (
يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي ، وكنتم متفرقين فألفكم الله بي ، وكنتم عالة فأغناكم الله بي
) . كلما قال شيئا قالوا : الله ورسوله أمن ، قال: (
ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
)، قال : كلما قال شيئا قالوا الله ورسوله أمن، قال : (
لو شئتم قلتم : جئتنا كذا وكذا .. أترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى رحالكم ، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، ولو سلك الناس واديا وشِعْبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها ، الأنصار شعار ، والناس دثار ، إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض
)(
البخاري
). الشعار : الثوب الذي يلي الجلد من البدن ، الدثار : الثوب الذي يكون فوق الشعار ..
وفي رواية
أحمد
قال : (
فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم ، وقالوا: رضينا برسول الله قسما وحظا .. ثم انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وتفرقوا
) ..
هذه بعض الصور والسطور المضيئة من صفحات معاملة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأصحابه ، فما أحوجنا إلى أن نحول هديه وخلقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى سلوك عملي تنتظم به أمورنا ، وتسعد به حياتنا .
المصدر :
منتديات عبق الياسمين
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
زيارات الملف الشخصي :
324
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 6.58 يوميا
نسر الشام
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى نسر الشام
البحث عن كل مشاركات نسر الشام
قِطَاف السَّنابل »
مواضيعيٌّ
»
4333
نِقاطي
»
63618
تمَّ شُكْرِي
»
1,187
شَكرَت
»
33
رَصيدِي
»
2596
نِقَاط التَّحَدِّي
»
0
تلقَّيْتُ
»
729
أَرسَلت
»
0