الموضوع: العميان السبعة
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 05-07-2018, 05:05 AM
حكآية روح غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 106
 اشراقتي » Apr 2017
 كنت هنا » 08-09-2021 (03:34 AM)
آبدآعاتي » 719,463[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
العميان السبعة



*دخل علي رجل يشتكي من سرقة سيارته وعلمت بعد ذلك أن لديه سبعة أطفال عميان ﻻ* يبصرون ، وهذه القصة التي سأرويها لكم ما زلت أتذكرها على الرغم من مرور أكثر من عشرين عاما عليها ، وهذه الحادثة تأثرت بها وعشتها عندما كنت وكيﻼ* للنيابة العامة في بداية عملي في سلك القضاء ، فدخل مكتبي رجل كبير السن وعﻼ*مات الحزن ظاهرة عليه وهو يروي لي حادثة سرقة ماله وسيارته ، وقال: إني عملت خﻼ*ل السنتين الماضيتين لجمع ألفي دينار لعﻼ*ج عيون اثنين من أبنائي ، وقد سمعت عن طبيب جيد خططت أن أسافر له اليوم ﻹ*جراء العملية الجراحية بهذا المبلغ ، وقد تركت المبلغ الذي جمعته لهما في السيارة ، إﻻ* أنها سرقت في صباح هذا اليوم فضاع كل جهدي وتعبي.*



*وكنت أستمع له بإنصات وأنا أقول في نفسي سبحان الله ما هذا اﻻ*بتﻼ*ء العائلي ، فأحببت أن أخفف عنه مصابه فقلت له مسليا (لو كشف الله لك غطاء الغيب ما اخترت إﻻ* الواقع)*


*فشعرت من قسمات وجهه أنه لم يعجبه كﻼ*مي ولكني مارست عملي ثم ودعته وانتهى اﻷ*مر ، وبعد أسبوع من الحادثة اتصل بي رجال المباحث وأبلغوني أنهم وجدوا السيارة المسروقة في الصحراء ، وليس فيها وقود فقالوا ربما سرقها صبيان صغار للتسلية بها ولما انتهى الوقود تركوها بالصحراء ، فقلت لهم المهم افتحوا درج السيارة وابحثوا لي عن المبلغ الذي تركه ، فأخبروني أنهم وجدوا ألفي دينار ففرحت كثيرا بهذا الخبر وطلبت منهم أن يحضروا السيارة والمبلغ ، ودعوت الرجل صاحب الشكوى وأنا سعيد ﻷ*ني سأسعده بالخبر وأساعده على استكمال عملية ابنيه ليبصرا من العمى.*



*فلما دخل علي استقبلته بقولي: يا عم عندي لك مفاجأة وبشارة ، فرد عليّ بنفس اﻷ*سلوب والطريقة وقال: وأنا عندي لك مفاجأة وبشارة ، فتوقفت قليﻼ* وقلت في نفسي لعل رجال المباحث أبلغوه بالخبر ولكني أوصيتهم أﻻ* يخبروه ، فقلت له وأنا على يقين أنه ﻻ* يعرف أننا وجدنا السيارة والمبلغ ، أخبرني ما هي مفاجأتك؟ ، فقال: أنت أخبرني أوﻻ* ما هي بشارتك؟**



*فقلت: أبشرك أننا وجدنا السيارة سليمة وكذلك وجدنا فيها اﻷ*لفي دينار في المكان الذي وصفته لنا فلم يذهب تعبك سدى ، وكنت أقول الخبر وأنا مبتسم وفرحان وأراقب ردة فعله ، فكان يستمع للخبر وكأنه أمر عادي ولم يتأثر به كثيرا ، فقلت في نفسي (الله يستر) ربما حدث شيء ﻷ*طفاله ، ثم تمالكت نفسي وقلت له واﻵ*ن جاء دورك فأخبرني ما هي بشارتك ؟**



*فقال لي: هل تذكر ما هي الكلمة التي قلتها لي ؟ قلت: نعم ، فقال: رددها مرة أخرى ، فقلت (لو كشف لك غطاء الغيب ما اخترت إﻻ* الواقع ) فقال: ماذا تعني ؟ قلت: إن الله تعالى يقدر اﻻ*بتﻼ*ء لﻺ*نسان بما فيه مصلحته ولكن اﻹ*نسان أحيانا يعترض على القضاء وﻻ* يعلم أن ما قدره الله تعالى فيه خير له ، فلو قدر الله لك أمرا تكرهه ثم كشف لك الغيب ، وقال لك يا عبدي اختر أنت أي قضاء تريده أن أقضيه عليك ، فإذا اطلعت على جميع اﻻ*حتماﻻ*ت فإنك ستختار ما اختاره الله لك من قضاء وقدر ، وهذا معنى (ما اخترت إﻻ* الواقع).*



*فابتسم وقال: نعم كﻼ*مك صحيح مائة بالمائة ونعم بالله فالله ﻻ* يختار لعبده إﻻ* الخير ، فقلت له: وما هي بشارتك ؟ فقال: أبشرك أن الطفلين اللذين جمعت من أجلهما المال قد صارا بعد يومين من حادثة السرقة يبصران كما لو لم يكن بهما شيء ، فقد أبصرا وكأننا عملنا لهما العملية ، فقلت له: سبحان الله فانظر إلى الحكمة من قدر الله ولطفه لك فقد أخذ الله منك سيارتك ومالك الذي جمعته من أجل عﻼ*جهما ، ثم رد على طفليك بصرهما وبعدها رد عليك سيارتك ومالك ، أي نعمة أعظم من هذه!**



*فقال : الحمد لله ولكن اﻹ*نسان عجول ودائما معترض على قدر الله**




 توقيع : حكآية روح




رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ حكآية روح على المشاركة المفيدة: