الموضوع: "المقصلة"
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 19-04-2018, 10:17 AM
نسر الشام غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 612
 اشراقتي » Feb 2018
 كنت هنا » 10-02-2020 (05:29 AM)
آبدآعاتي » 14,858[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Syria
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
افتراضي "المقصلة"



"المقصلة"


آهٍ مَن ذا يردمُ حُفرَ اليأس في نَفْسي
من ذا يجرحُ بعربتِهِ بطنَ الغيومِ
أكادُ أسمعُ أصواتَ قبورِ أهلي في المشرقِ
تهرولُ كالخيولِ الحميمةِ إليَّ
وعيونهُم تحرقُ عيني
من ذا يبصِّرُني بالفجرِ

ويُريني مناقيرَ طيورهِ الأولى!؟
إنِّي في "الدارِ البيضاءِ" أتآكلُ.. أتآكلُ تماماً
كما يتآكلُ البحرُ وشجرُ الدُّلْبِ وأصواتُ باعةِ الدَّلَّاحِ
في هذهِ الأيامِ الباهتةِ الوطيئةِ
في الدارِ البيضاءِ
قرأْتُ جريدةَ النهارِ البيروتيةِ أمس
وقرأْتُ عنوانَها الكبيرَ المدمِّرَ
من ذا يفكُّ اللغزَ
من ذا يقرِّبُ عودَ الثقابِ
إنَّ الأرضَ عَطشى.. وإنَّ البحارَ عَطشى
والغاباتُ بانتظارٍ..
••••

إنَّنا نستقبلُ الصباحَ بصفاراتِ الإنذارِ
ونستقبلُ المساءَ بعرباتِ الموتى
وكلَّما مرَّتْ سيارةٌ محمَّلةٌ بالخوَذِ اللامعةِ تحتَ ظلالِ
الحِرابِ
سقطَ حلمٌ فلسطينيٌّ جديدٌ
••••
لقد نشطَتْ حركةُ المطاراتِ هذهِ الأيامُ يا أمَّاهُ

ونشطَتْ معها حركةُ الهواتفِ الرُّباعيةِ
كتبُوا على أبوابِ المطاراتِ
"خاصةٌ لحاملي الحقائبِ الدبلوماسيةِ"
آهٍ من ذا يفتحُ حقيبةً واحدةً فقطْ؟
لأرى الخطوطَ الحمراءَ والسوداءَ؟
والمقاساتِ الجديدةَ لجسدِ وطني
وطني الذي صارَ كلَّ يومٍ يُحملُ على طائراتٍ تتجاوزُ فيهِ
سرعةَ الوهمِ.. ليحطَّ في عواصمِ العالمِ
وهناكَ يدفعُ كلَّ شيءٍ..
ولا يكسبُ إلا مزيداً من الأوسمةِ
عل صدورِ الساسةِ الأفذاذِ
••••
آهٍ من ذا يفتحُ هذهِ الحقيبةَ السوداءَ

لأرى رأسَ مَن فيها
وخنجرَ مَن؟!
يا أيارُ... يا شهرَ الطائراتِ التي تطوي السماءَ
يا شهرَ الجسورِ المفتوحةِ
والأفواهِ المحشوَّةِ بالرصاصِ
يا شهرَ الخيامِ التي تُنْصَبُ على مفارقِ الطرقِ
ومِن حولـِها مَن أطلقُوا عليَّ النارَ بالأمسِ القريبِ
يا شهرَ الثمارِ الوخيمةِ التي أطلقَتْها البذورُ الفاسدةُ
يا أيارُ!!
من ذا يقرِّبُ من فتيلِكَ عودَ الثقابِ
لتشعَّ في الوجهِ عينانِ عربيَّتانِ
••••

سامحيني يا أمي
ليسَ من عادتي أن أكتبَ وأنا قابضٌ على قلبي إلى هذا الحدِّ
ليسَ من عادتي أن أحكَّ أُذني اليُسرى بيدي اليُمنى
ليسَ من عادتي أن أكتبَ على رسائلي عبارةَ:
"سريٌّ للغايةِ"

ليسَ من عادتي كلُّ ذلكَ....
ولكنَّها المرحلةُ يا أمَّاهُ.... لكنَّها المقصَلةُ.




 توقيع : نسر الشام


رد مع اقتباس