عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 19-09-2017, 03:34 PM
انسكاب حرف
مي محمد غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 6
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » 17-04-2024 (10:31 PM)
آبدآعاتي » 242,323[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الكتابة
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
افتراضي فلسفة الحب في الاسلام قطار عبق




فلسفة الحب في الإسلام ..
أحبك .. أعشقك .. أذوب وأموت فيك .. أنت حياتي .. أنت عمري .. الخ

أكوام من المصطلحات الواردة من وراء البحار

مع الأفلام والمسلسلات الهندية والغربية الأجنبية ودعمتها ملايين الروايات

والقصص العربية التي تعب من هذه الثقافة الواردة دون نظر أو تبصر

وكأن الحداثة هي أن نتعلم من الآخرين

و ذلك كل شيء ..

فما المعنى الصحيح للحبّ في الفكر الإسلامي ؟

في الإسلام ثمة حب واحد وحبيب واحد هو الله عزّ و جل

هذا الحبيب خلق الإنسان وزوّده بقلب جعله محلا لحبه وحده

متى توفرت التربية السليمة معلوم في الفيزياء انه لا مكان للفراغ

في الطبيعة فإذا خلا القلب من حبّ الله تعاورته الشياطين

وتخطفته تملؤه بما تشاء من ضروب الحب الفاسد المعذّب المضني

الحبيب الواحد الذي يُحبّ لذاته هو الله عزّ و جلّ

وعلامة حب الله عز وجل تتجلى في إتباع محمد عليه الصلاة و سلّم

قال تعالى :
(( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ))

وإذن إذا كان للمؤمن حبيب واحد

فماذا عن بقية مخلوقات الله ؟؟

ينبغي أن يدرك المؤمن أن المحبوب لذاته إنما هو الله عز و جل

أما مخلوقاته فتحب لأجله و من أجله

وهو ما يُعبّر عنه بالحبّ في الله وقبل التفصيل تجدر الإشارة أن جنس

حب الخالق يختلف عن جنس حبّ المخلوق

الذي هو في ذات الخالق ولا وجه لأي مشابهة بينهما .

يحتل رسول الله صلى الله عليه و سلّم الرتبة الأولى في الحب البشري

الذي هو في الله عز و جل

والحب في الله يعني الحب الذي يكون لأجل مرضاة الله كما أسلفت

وقد خص المولى عز و جل رسوله بالرتبة الأولى

وإنه لأهل لذلك دون أدنى ريب

لكن المقام لا يسمح بالتوضيح ثم ماذا ؟؟

المرتبة الثانية بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هي حبّ المسلم

لكل المسلمين من أهل التوحيد دون استثناء

وهكذا يتجه الحب من خصوصيته لذات الله إلى خصوصيته البشرية

لرسولنا عليه الصلاة والسلام نحو عموميته لكل أهل القبلة

دون استثناء ذكورا و إناثا ..

وحب أهل التوحيد واجب شرعي لا تقبل شهادة المسلم دونه

فلقبول الشهادة شروط سبعة لا تقبل دون توفرها جميعا هي :

الصدق / الإخلاص / العلم / المحبة / القبول / الانقياد / الموالاة .

وإن المسلم الحق هو من يحب كل المسلمين ذكورا و إناثا

كبارا وصغارا ويحب لهم ما يحب لنفسه دون تمييز

وذلك واجب شرعي

وما ضاع المسلمون إلا بضياع هذا الأساس الذي لا تقبل شهادتهم دونه

قال عليه الصلاة و السلام : (( والله لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا

ولن تؤمنوا حتى تحابوا .. ))

واضح جدّا أن دخول الجنة مرهون بالإيمان و إن تحقيق الإيمان

مرهون بالمحبة إذ بدون محبة لا إيمان ولا جنة

والسؤال المطروح هو :
إذا كان الحب واجبا دينيا على كل أهل القبلة

لكل أهل القبلة فماذا عن العلاقات الخصوصية

داخل المجتمعات الإسلامية ؟

سؤال وجيه وله بيانه وتفصيله :

إذا أنجذب رجل لرجل في علاقة قوية تسببت فيها أمور ما

عندئذ نقول :
فلان صديق فلان إذ الصداقة تخصيص للحب

و هي أقوى وخير من مثلها في الجيل الأول الصحابيان الجليلان :

طلحة والزبير رضي الله عنهما

فإن نشأت علاقة خاصة بين امرأتين لذات الأسباب الموضوعية

كذلك نقول :
فلانة صديقة فلانة دائما الصداقة أخص وأقوى

لكن إذا انجذب رجل لامرأة وانجذبت إليه

في علاقة خاصة نقول فلان صاحب فلانة وهي صاحبته

والصحبة تخصيص وقوة في العلاقة

ورحم الله ابن قتيبة الدينوري صاحب كتاب الشعر والشعراء

ما أفصحه فقد كان إذا ذكر شاعرا عاشقا قال :

وصاحبته هي فلانة .

والسؤال هو :
ما هي الأشياء التي تجعل الرجل ينجذب للمرأة

أوتجعل المرأة تنجذب للرجل

تحقيقا للصحبة في علاقة زوجية ناجحة ؟

يجيبنا سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا :

(( تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها

فاظفر بذات الدين تربت يداك .))

إذن المثيرات التي تجعل الرجل ينجذب للمرأة أربع هي

ذاتها التي تجعل المرأة تنجذب للرجل وهي على التوالي :

ـ المال لكن المال قد ينفذ و المرأة قد تفلس في أي لحظة

والرجل أيضا قد يفلس بين عشية وضحاها .. فحذار ... حذار

ـ الحسب ولكن الوضيع قد يرتفع والرفيع قد يصير وضيعا

في السجن وقد يحكم بإعدامه والعينات أكثر

من أن تحصى .. فحذار .. حذار

ـ الجمال لكن قد يشوه الجمال بأي سبب من الأسباب كالحريق

والحوادث المختلفة .. فحذار ... حذار .

ـ الدين نعم انه الثابت الوحيد الذي يعتد به

ولذلك فاز من ظفر بذات الدين وفازت من ظفرت بذي الذين

وتربت يداك كناية معكوسة منه عليه الصلاة والسلام

على الفوز والنجاح .

ليس هذا فحسب فالمسلم ينبغي أن يحب كل مخلوقات حبيبه

ويترجم ذلك بإحسانه إليها والبشر من غير المسلمين

في هذا المقام أولى طبعا يشفق عليهم و يعينهم

يقدم لهم المساعدات الممكنة إن كانوا في حاجة إليها

لكن لا يواليهم أي لا ينصرهم على أهل التوحيد.

لقد وفدت الثقافة الغربية فحصرت الحب بين رجل وامرأة خطأ

وضيعت امتنا محبتها وضيعت المعنى النوراني الصحيح للحب في شموليته

ولن تعود لامتنا هيبتها وقوتها دون عودة الحب الصادق

بين كلّ أفرادها .

والخلاصة هي :
أن الحب عبادة ربانية واجبة على كل مسلم

تجاه كل المسلمين فإذا انفرد رجلين بعلاقة خاصة نشأت بينهما صداقة

وهي اخص وأقوى من الحب في عموميته

وكذلك تكون الصداقة بين امرأتين

فإذا انجذب رجل لامرأة و انجذبت إليه كانت بينهما صحبة

وهي أيضا خصوصية داخل عمومية الحب .

مخرج...
القلوب خلقها الله لتكون عامرة بحبه سبحانه وتعالى

لكن إذا خلا القلب من حب الله وصار فارغا تخطفته الشياطين

وعبأته بحب آخر تعذب به صاحبه

فهذه تعشق رجلا حتى الجنون وذاك يعشق غلاما والعياذ بالله

وذاك يعشق مالا .. إلخ والشياطين تتسلى بعذابهم .








 توقيع : مي محمد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ مي محمد على المشاركة المفيدة: