الموضوع: صلاة صنوبرة
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 17-11-2017, 08:29 PM
تغريد علي
زمن غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 415
 اشراقتي » Oct 2017
 كنت هنا » 30-06-2023 (09:50 AM)
آبدآعاتي » 16,537[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Syria
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي صلاة صنوبرة



مما قرأت وأعجبني..

((((صـلاةُ صنوبـرة)))



وقَفَتْ صَنوبرَةٌ بِصَومَعَةِ الطَّبيعَهْ



ورَنَتْ لخاِلِقها بأغصانٍ وَديعَهْ



رَفَعَتْ صَلاةَ الشُّكرِ باللغَةِ الخَشُوعَهْ:



"يا رَبِّ أشكُرُ ما وَهَبْتَ لَنا



كُلُّ الصَّنوبَرِ فَرحَةٌ وغِنَى



فأدِمْ بظِلِّكَ عِزَّ خُضرَتِنا..

يا رَبِّ قَوِّ جُذُورَنا وفُروعَنا



وارْحَمْ بأحشاءِ التُّرابِ جُذُورَنا



لتكونَ أعصاباً تُجَمِّعُهُ قَويَّهْ



لترُدَّ عاديَةَ السُّيُولِ

عَنْ مَنبِتِ الخَيرِ الجَزيلِ

فَيَظلَّ مُجتَمَعَ الخُصُوباتِ الثَّرِيَّهْ

يا رَبِّ.. وانشُرْ بالفضاءِ قَوِيَّ أغصاني

وانسُجْ خيامَ الظلِّ مِنْ قَلبي وأجفاني

لتضُمَّ مَحرُورَ الطُّيُورَ بفَيئِها

وتَرُدَّ خُضرَتُها خَريفَ الهَجرِ بَعثاً للِّقاءِ

وجَدائلاً للدِّفءِ..

مُخَبَّأةَ الطُّيورِ عَنِ الشِّتاءِ

تَبني العِشاشَ معَ الرَّبيعِ بضَوئها.

فإذا الرِّياحُ عَصَفْنَ مِنْ كُلِّ الجِّهات

وسَمِعْنَ.. يا رَبِّ..

إلَيكَ صَدى صَلاتي

يَرْتَحْنَ مِنْ قلَقِ التَّشرُّدِ والضَّياعِ

ويَجِدْنَ غِبْطةَ مُطْمَأَنٍّ في ذِراعي..



يَبْدِلْنَ غَضْبَتَهُن تَحْناناً ولِيْنا



ويَجِئْنَ أنساماً يُغازِلْنَ الغُصُونا



يَمْرَحْنَ في شَعري وفي رِيشِ العصافيرِ

ويَذُبْنَ أدعيةً بأفواهِ الأزاهِيرِ..

فإذا أرَدْتَ نهايَتي

وبَلَغْتُ أقصى غايَتي

ونَمَتْ بُذُوري للتُّرابِ وللفَضاءْ

وَحَمَلْنَ مُعتَقَدي بحبِّ الأوفياءْ..

يا رَبِّ.. فاجعَلْ هَيكَلي الباقي

سَريراً للأحِبَّهْ

وبُيُوتَ موسيقى تَحِنُّ بكُلِّ ضربَهْ

أو زَورَقاً يَنجو به

مَنْ رامَ للعَلياءِ دربَهْ..

وأنفُثُ بِأخشابي الطُّيُوبَ

لتؤنِسَ النجَّارا..

ونُثارَتي.. يا رَبِّ..

شأْها للمَدافئ نارا..

لِمُشَرَّدٍ.. عارٍ.. عَباءَتُه الشِّتاءُ

أو شاعرٍ..

لثُلوجهِ يَدعو الضِّياءَ..

يا رَبِّ أشكُرُ ما وَهَبْتَ مِنَ العَطايا

يا رَبِّ فاقبَلْ خُضْرَتي الخَجلَى.. دُعايا

وارحَمْ بحبِّكَ كُلَّ مَنْ حَبُّوا

صَنَوبَرَكَ المُطِيعَ



واجعَلْ حياةَ الكونِ..

يا رَبِّي.. كما تَهوى.. رَبيعَ *



ـــــ

* فاتحة: النَّسمة والصَّوت..

الدكتور أسعد أحمد علي

من مختارات أب لأبناء




 توقيع : زمن



حين تبتهج روحك لقصيدةٍ، أو موسيقى، أو لوحةٍ فنيّةٍ..كن واثقاً أنَّك ما زلتَ عصيَّاً على الموت..فالفن و الأدب وحدهما، إبداعاً و تذوُّقاً، هما القادران على هزيمة الموت

رد مع اقتباس