عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-08-2018, 04:34 PM
سما الموج متواجد حالياً
 
 عضويتي » 725
 اشراقتي » Jun 2018
 كنت هنا » اليوم (04:09 PM)
آبدآعاتي » 2,401,867[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي الآن فقط قتلني رحيل أبيك







الآن فقط قتلني رحيل أباك


كعادتها كل أسبوع تذهب برفقة ابنها الى البحر الذي جمعها بـ أغلى من سكن روحها وقلبها ...

تحكي له عن أيامها مع أباه وكم كان عظيماً ...

تحكي له عن بطولاته وشخصيته الفريدة ...

تحكي له كم كان يود أن يرى ابنه وهو يكبر أمام عينيه ...

ولكن الاقدار كان لها شأن آخر...

فقد توفي في حادث كبير ... وترك فراغاً كبيراً في حياتها وحياة ابنها...

ولكنها صبرت وثابرت من أجل اكمال مسيرة زوجها والاهتمام بـ طفلهما كما كان يتمنى...

وعلى نفس الشاطئ الذي جمعهما وتواعدا على الحب والوفاء

هاهي تجدد العهد مع ابنها الذي يبلغ من العمر 10 سنوات

تعاهدا على أن يكملا بعضهما البعض ويحققا أمنية زوجها

في أن يكون ابنهما ذو شخصية ناجحة ومميزة...

ووعدها بأن يكون الابن البار بها والمحب لها والمدافع عنها في كل الظروف ...



تمر الأيام والسنون ويتخرج من الثانوية العامة ويحقق نجاحاً كبيرا ويكون من المتفوقين الأوائل..

وهنا تفرح الام فرحاً كبيراً وتبكي لهذا النجاح الكبير...

وتقول لزوجها هاهي أول ثمرات النجاح والقادم بإذن الله سيكون أجمل..

وهنا يتحقق حلم الابن في ويدخل الجامعه التي يريدها ...

ويحقق نجاحاً باهراً في جامعته ... ويتخرج من الجامعه ويكمل مسيرته التعليمية كي يكون رجل أعمال متفوق يملك الذكاء والحكمة والفطانة...

ويتزوج بعد أن أكمل دراسته ويعمل في شركة أباه التي تولاها عمه الى ان يكمل دراسته ..

فالكل كان يحبه لـ شخصيته الطيبة والمحببة الى القلب..



يتزوج وتبدأ الحياة تأخذ منحنى آخر...

يتزوج وتبدأ المشاكل بين الزوجة والام...

حيث ان الزوجة تغار من حب زوجها الى أمه ...

وتغار من اهتمامه الكبير لها...

تبدأ في زرع الفتن ... وتحيك المشاكل ...

والابن لم يكن يصدقها ... لانه يعرف والدته جيداً...

ولكن لا تبقى الأمور على ما نريد...

فـ هاهي الزوجة تنجح في زرع اول بذرة من حقدها ...

تخدع زوجها وتحكي له قصص لا أساس لها من الصحة...

زرعت في رأسه الكثير حتى بات يصدقها ...

نسي كل ما مرت به والدته ... ونسي كفاحها من أجله وحده...

ولأول مرة في حياته يرفع صوته على والدته وينهرها لاختلاقها المشاكل ... ويتهمها بأنها تكره زوجته كرهاً شديداً .. وأنها تغار من زوجته لانه يهتم بها ويدللها..



هنا تكون الصاعقة على الأم ...

بقيت صامتة تنظر في عيني ابنها...

ابنها فلذة كبدها ... يقسو عليها بكلامه الباطل...

ابنها ثمرة زواجها من ذاك الرجل الطيب والذي ليس له مثيل ... يجرحها حتى بات الجرح ينزف دماً...

ومن شدة صدمتها بقيت ساكتة لما تراه وتسمعه...

ثم تركته بدون أن تنبس بأي كلمة ...

فهي حقاً لا تعرف مابه وكيف له أن يكلمها بهذه الطريقة القاسية...

تركته بعد أن قالت له : الآن فقط قتلني رحيل أباك....

تركته ودخلت غرفتها ... لتحكي لزوجها عن ابنها الذي هو حبيبها وحياتها في هذا الوجود...

تركت له البيت حتى يتعلم من تصرفه الارعن...

فهي تعرف ان لن يصبر على هذا الفراق...

لم يكن يريدها ان ترحل ... فـ عيناه كانت تحكي ...

وقلبه يصرخ ندماً ... وروحه بدأت تتمزق ويلوم نفسه على ما فعله...

عيناه تحدثها بأن لا ترحل وتتركه...

ولكنها لا تنظر لعيناه...

ترحل عنه وتسكن في بيت أخاها...

والابن دائما يكرر الزيارة لها ...

يريدها أن تعود لـ بيتها...

يريد لـ السعادة ان تعود لـ حياتهما...

ولكنها لا تسمع له ... ولا تتحدث إليه..

اشتاق لصوتها ولـ حديثها معه لاخر الليل...

يبكي أمامها ولكنها تتظاهر بـ القوة والصلابة...

تريده أن يتعلم درساً في هذه الحياة...

وأن لا يصدق أن كلام يقال له...

تريده ان يحافظ عليها...

فـ هي كـ الأمانة عنده...

تركها زوجها بين يديه ...

تريده ان يفي بوعده ...

وأن يكون صادقاً حين يوعد أحداً...

وبعد أن وجدت في عينيه كل أنواع الندم والالم على ما فعله...

ذهبت به الى ذاك الشاطئ الذي وعدها بأن يكون لها كل شيء...

هنا يبكي الابن بكاءاً شديداً يدل على ندمه...

يبكي حرقةً لما فعله بـ أغلى امرأة ...

تارة يمسك يداها ويقبلها والدموع تبلل وجهه...

وتارة أخرى يمسك وجهها ورأسها ويقبلها ...

ويطلب منها السماح ...

وتبكي الأم معه ...

وتقول له : أريدك أن تكون فقط مثل أباك




وتنتهي قصتنا وهي تحمل بين أسطرها دروساً وحكم...


بقلمي المتواضع وحصرية لـ عبق الياسمين















آخر تعديل جوري يوم 08-08-2018 في 01:48 AM.
رد مع اقتباس
10 أعضاء قالوا شكراً لـ سما الموج على المشاركة المفيدة:
, , , , , , , , ,