عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 16-08-2019, 03:17 PM
reda laby متواجد حالياً
 
 عضويتي » 580
 اشراقتي » Feb 2018
 كنت هنا » يوم أمس (09:08 PM)
آبدآعاتي » 2,699,467[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الإطلاع المتنوع الثقافات
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
صنائع المعروف تقي مصارع السوء







صنائعُ المعروفِ تَقي مصارعَ السوءِ والصدقةُ خُفيا تُطفِئُ غضبَ الربِّ،
وصلةُ الرحِمِ زيادةٌ في العمُرِ، وكلُّ معروفٍ صدَقَةٌ،
وأهلُ المعروفِ في الدنيا هم أهلُ المعروفِ في الآخرةِ،
وأهلُ المُنكَرِ في الدنيا هم أهلُ المُنكَرِ في الآخِرَةِ،
وأولُ مَن يدخُلُ الجنةَ أهلُ المعروفِ


الراوي : أم سلمة هند بنت أبي أمية | المحدث : السيوطي
المصدر : الجامع الصغير | خلاصة حكم المحدث : صحيح

أمَرَ الإسلامُ بالتَّعاوُنِ والبِرِّ والتَّقْوى بيْنَ النَّاسِ،
وحثَّ على عَمَلِ ما أمَرَ اللهُ تَعالى، وشدَّدَ على الانتِهاءِ عمَّا نَهى اللهُ عنه.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "صَنائِعُ المَعْروفِ"،
وهي ما اصْطَنَعتَهُ من خَيرٍ وأسْدَيتَهُ لِغَيرِكَ، "تَقي مَصارِعَ السُّوءِ"،
أي: يُجازيهم اللهُ تَعالى على مَعْروفِهِم، فيُنجِّيهم من السُّقوطِ في الهَلَكاتِ، ومَواطِنِ الزَّلَلِ،
"والصَّدَقةُ خُفْيا" في السِّرِّ دونَ العَلَنِ، وهي أفضَلُ من صَدَقةِ العَلَنِ؛
وذلِكَ لِسَلامَتِها من الرِّياءِ والسُّمْعةِ؛ فهي "تُطفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ"؛ لأنَّها تكونُ سببًا لذلِكَ،
فيَحتَمِلُ ممَّن أغضَبَ ربَّهُ بمَعْصيةٍ أنْ يَتَدارَكَ ذلِكَ بصَدَقةِ السِّرِّ؛ لأنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ؛
فإنَّ المَرءَ قد يَستحِقُّ بالذُّنوبِ قَضاءً من العُقوبةِ،
فإذا هو تَصَدَّقَ دفَعَ عن نَفسِهِ ما قدِ استحَقَّ من ذلِكَ،
وغَضَبُ الرَّبِّ إمَّا أنْ يَرجِعَ إلى إرادةِ العِقابِ، فذلِكَ صِفةٌ من صِفاتِهِ ولا تَتَغيَّرُ،
وإمَّا يَرجِعُ إلى العِقابِ فيُسمَّى به؛ لأنَّه عنه صدَرَ، فذلِكَ هو الَّذي تُطفِئُهُ الصَّدَقةُ
كما يُطفِئُ الماءُ النَّارَ، وإطْلاقُ لَفظِ (الصَّدَقةِ) يَشمَلُ الفَرْضَ مِن الزَّكاةِ،
والمُستحبَّ من مُطلَقِ الصَّدَقاتِ.
قالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "وصِلةُ الرَّحِمِ زيادةٌ في العُمْرِ" وَصلُ الأقارِبِ الفُقَراءِ،
ذُكورًا وإناثًا بالمالِ والنَّفَقةِ، أمَّا الأغنياءُ منهم فصِلتُهُم تكونُ بالهَدايا، والتَّزاوُرِ،
وبَشاشةِ الوجهِ، والنُّصحِ للجميعِ، ومَعْنى زيادةِ العُمرِ، هو الزِّيادةُ بِالبَرَكةِ فيه،
والتَّوفيقِ لِلطَّاعاتِ، وعِمارةِ أوقاتِهِ بما يَنفَعُهُ في الآخِرةِ، وصيانتِهِ عَنِ الضَّياعِ في غَيرِ ذلِكَ.
"وكُلُّ مَعْروفٍ صَدَقةٌ"، والمَعْروفُ هو ما تَقبَلُهُ الأنفُسُ، ولا تَجِدُ منه نَكيرًا من كُلِّ عَمَلٍ صالِحٍ،
فهو صَدَقةٌ على فاعِلِهِ وله أجْرُهُ، ولكِنَّه ليس من صَدَقةِ الأمْوالِ،
ولكِنَّه من صَدَقةِ الأفْعالِ الصَّالحةِ،
"وأهْلُ المَعْروفِ في الدُّنيا هُم أهْلُ المَعْروفِ في الآخِرةِ"،
وهذا تَنْويهٌ عَظيمٌ بفَضلِ المَعْروفِ وأهْلِهِ، فأهْلُ المَعْروفِ،
وأهْلُ الإحْسانِ في الدُّنيا
هُم أهْلُ الجَزاءِ الحَسَنِ الَّذي يُعرَفُ لهم عِندَ اللهِ تَعالى،
"وأهْلُ المُنكَرِ في الدُّنيا هُم أهْلُ المُنكَرِ في الآخِرةِ"،
والمَعْنى أنَّ أصْحابَ الأعْمالِ المُنكَرةِ في الدُّنيا،
وأهْلَ التَّكْذيبِ باللهِ ورُسُلِهِ في الدُّنيا
يكونون هُم أهْلُ العَذابِ المُنكَرِ والوَبالِ في الآخِرةِ.

وفي الحَديثِ
:
الحثُّ على عَمَلِ المَعْروفِ مُطلَقًا، وتَجنُّبُ المُنكَرِ.
وفيه: بيانُ فضْل صُنعِ المعروفِ وعمَلِ البِرِّ في وِقايةِ صاحبِه مِن الآفاتِ والهَلَكاتِ المستقبليَّةِ، ومَصارِعِ السُّوءِ .













 توقيع : reda laby

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : reda laby


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ reda laby على المشاركة المفيدة: