عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-06-2018, 04:21 AM
حكآية روح غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 106
 اشراقتي » Apr 2017
 كنت هنا » 08-09-2021 (03:34 AM)
آبدآعاتي » 719,463[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
"صينية الجيران"... عادة رمضانية تبعث الدفء في العلاقات بين الجيران




مع تطور الحياة، وانتقال الأسر من الفرجان القديمة إلى المناطق الأكثر عمراناً، تغيّرت موروثات شعبية وعادات كانت تحرص عليها العائلات، ومـن بينها «صينية الجيران»، ذلك التقليد الجميل الذي كان يشعر أبناء «الفريج» بأنهم أسرة واحدة، ولا سيمـا خـلال شـهر رمضان المبارك الذي كانت تبرز فيه تلك العادة.

و«صينية الجيران» هي حصة من الطعام كانت تعدّها الأسرة لمائدة الإفطار، وتخصّص للجيران، وغالباً ما تكون من الأصناف التي تصنعها ربّة المنزل، كالهريس واللقيمات وأنواع الأرز من المكابيس والبرياني بنكهات متنوّعة، كما كانت تشتمل أيضاً على التمر الفاخر ولـبن النوق وخبز الخمير والرقاق.

وارتبط تبادل الأطباق بين الأصدقاء والجيران بشهر رمضان الفضيل، على اعتبار أنه مناسبة جيدة للتودّد والتعارف، وزيادة المحبّة بين أبناء الحي الواحد، كما أنه فرصة لتذوّق أصـناف متنوعة من الطعام، إذ يحرص كل جار على أن يذوق جاره من الطعام الذي يـأكل مـنه، كما كـانت لـ«صيـنية الجيران» في أمسـيات رمـضان نكـهة خـاصة وممـيزة، وفيما يعدّها البعــض واجـباً وسبـيـلاً للتقــارب والـتآخـي، قـد يـراها آخـرون إحساناً إلى الفـقراء والمحـتاجـين.

يُعدّ تبادل الأطعمة المتنوعة بين الجيران، خصوصاً في الأعياد والمناسبات، موروثاً شعبياً قديماً، إذ كانت ربات الأسرة يخصّصن أطباقاً وطبخات معيّنة للتوزيع وترسلها إلى الجيران، فيما تكتفي أخريات بتوزيع بعض أطعمة مائدة الإفطار، عوضاً عن إرسال طبق واحد، والجميل أن أطفال الحيّ الواحد ينتشرون في الفرجان قبل أذان المغرب بنحو 10 دقائق لتوزيع الأطعمة على الجيران، إذ يجري تبادل أطباق الإفطار، رغبة في الأجر من الله، خصوصاً أن تلك الأطباق لا تحمل طعاماً فقط، بل تحمل معاني الكرم والوفاء والحب.

ولـ«صينية الجيران» قيمتها، إذ كان يجب أن تكون محتوياتها من صنع ربة المنزل، ولا يحبّذ أن تكون الأطعمة المقدمة مشتراة، أو من الأصناف الجاهزة المعلبة، ومن غير اللائق أن تكون الأطعمة التي يُفترض أن تؤكل ساخنة أن تقدّم باردة للجيران، وتتجنب الجارة ارسال الأطعمة على الأطباق البلاستيكية إذ تعتمد في ذلك على أطباق خاصة مصنوعة من الزجاج أو الخزف تضع علامة في أسفلها لتميّزها عن غيرها من الأطباق.
وكانت صينية الجيران تعد فرصة لتبادل الأطعمة، الأمر الذي يعكس التنوّع على سفرة الإفطار، ولا سيما إذا كان الجيران ينتمون إلى بلدان مختلفة، ما يتيح فرصة تذوق أصناف أطعمة غريبة عن السفرة الإماراتية، كما تُعد صينية الجيران تأكيداً للعادات القديمة التي امتاز بها العرب من كرم وجود وحب وايثار الجار، خصوصاً في شهر رمضان الذي يحض الناس على التراحم والتآلف.

وغالباً ما كان توزيع الطعام على الجيران شبه يومي، حتى إن كثيراً من الأسر التي تُعرف في المنطقة بفقرها باتت تعتمد على «صينية الجيران» قوتاً يومياً لأفرادها، خصوصاً في أيام المناسبات، وتحديداً شهر رمضان والأعياد، أما العائلات الميسورة الحال فكانت تتبادل الأطعمة مع الجيران، خصوصاً أن من عادات العرب عدم إرجاع أطباق الجيران فارغة.

وفي الوقت الحالي تنوّعت الأطعمة المرسلة للجيران حتى إن صينية الجيران نفسها تغيّرت، إذ باتت تضم أكثر من صنف طعام في طبق واحد، أو فيها صنف واحد في طبق كبير يكفي أفراد الأسرة، وغالباً ما يتبادل الجيران الهريس والثريد والبرياني، إضافة إلى المعجنات، مثل السمبوسة والبيتزا والفطائر المتنوّعة، ولا تخلو «صينية الجيران» من طبق الحلو اليومي، مثل الكريم كراميل والجيلي والقطائف والبسبوسة والكيكو وغيرها من الحلويات.




 توقيع : حكآية روح