الموضوع: يقين
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 02-10-2018, 03:33 PM
نسر الشام غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 612
 اشراقتي » Feb 2018
 كنت هنا » 10-02-2020 (05:29 AM)
آبدآعاتي » 14,858[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Syria
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
يقين



أنا لا أصدِّق أنه رحَلا

هو ذا يُشير إليَّ مُشتمِلا



أنوارُه في الدار مُشعَلة
والباب مفتوح وما قُفِلا


وكتابه فوق السرير جَثا
و(الراد) يُرسِل لحنَه زجِلا


أوراقه ظَمأى لقافيةٍ
فيها الحُروف ترنَّحتْ ثَمَلا


وعرائسُ الشِّعر التي جُليتْ
أسرابُها قد أطرقتْ خَجَلا:


تلك القصيدة تمَّ مقصِدها
هذي القصيدة نِصفُها اكتمَلا


(ألوان طيف) الحبِّ حائرة
همْس (النجاوى) بالحبيب علا


يا دارُ كُفِّي عن مُساءلتي
حارَ الجواب ومَدمعي هَمَلا


في كل ركنٍ منكِ فَيضُ رؤى
بالفنِّ والذَّوق الرَّفيع حَلا


هذي الوسادة طرِّزت بيدٍ
مَهرَت فدقَّ الرسم واعتدَلا


وعلى الجدار غزالة ذُعرت
مِن صائد يُدني لها الأجلا


وزرافة مدَّت لها عُنقًا
سُبحان مَن سوى ومَن عَدلا


وعلى (المنصة) صورتي ابتَسمتْ
أأنا الأثير لديه؟! وا خَجَلا!


لم أقضِ حق البرِّ مُشتغِلاً
بهموم دنيا تورِثُ الخَبلا


حتى إذا انطفأت عيون أبي
ضجَّ الحَنين وجُنَّ واشتعَلا


يا دارُ كُفِّي عن مساءلتي
جُرْح (التيتُّم) بعدما اندَمَلا


هذا السرير عليه نام أبي
وعليه قد أضوى وقد ذَبلا


كم ساهَرَ النجْمات من أرقٍ
كم كتَّم الآلام، واحتَمَلا!


حتى إذا جاءت عوائده
لهفَى تُبينُ الهمَّ والوَجَلا


بسَمتْ لهنَّ عيونه وبدا
جَلْدًا، وأخفى السُّقم والعِللا


أبتاه يا نجوى على شفتي
بُحَّ الصدى، وتجلُّدي انخَذَلا


أبتاه يا حُلْمًا يُراوِدني
في الصحْو أعشَق فَيئه الخَضِلا


يا واقعًا أحياه في حُلمي
فأعيش صفوَ الحلم مبتهِلا


أخلو بطيفكِ والكِيان أسى
وأظلُّ أَجري خَلفه عجِلا


لا يختفي عني فأيئس مِن
لُقيا، ولا يدنو لكي يصِلا


ذكراك - ملء الحبِّ - ناضرةٌ
لا تشتكي ظمأ ولا مَلَلا


دمعي لها سُقيا ويؤنِسها
شوق تضرَّم يَحرِق المُقَلا


أنا لا أصدِّق أنه رحلا
ومضى إلى الغيب الذي سُدِلا


فغدًا يعود أبي كعادته
يُهدي إلينا الحبَّ والأملا


ويضمُّني شوقًا ويَحضنني
وأنا الذي أمسيتُ مُكتهِلا


لكنها الأيام مُسرِعة
تَمضي، وإني لا أرى الرَّجلا!


وإذا المحال على الفؤاد غَدَا
من بعد طول الخوف محتملا


أنا لا أصدق! يا لفاجعتي

يبدو بأن البدر قد أفَلا!




 توقيع : نسر الشام


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ نسر الشام على المشاركة المفيدة: