تذبذبت أسعار البلاتينيوم في نطاق ضيق مائل نحو الارتفاع لنشهد استقرارها بالقرب من الأعلى لها في ستة أشهر وسط ارتداد مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة الرابعة من الأعلى له منذ 28 من تموز/يوليو وفقاً للعلاقة العكسية بينهما على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الخميس من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم.
ويأتي ذلك وسط تسعير المستثمرين لانقسام المشرعين الأمريكيين حول محادثات حزمة الإغاثة من الفيروسات وفي ظلال القلق من تفشي موجة ثانية لفيروس كورونا وتهديد البيت الأبيض بالعمل من تلقاء نفسه إذا فشل في التوصل لاتفاق مع الديمقراطيين بالإضافة إلى تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين أكبر مستهلك للمعادن عالمياً.
في تمام الساعة 04:58 صباحاً بتوقيت جرينتش ارتفعت أسعار البلاتينيوم 0.29% لتتداول حالياً عند 971.22$ للأونصة مقارنة مع الافتتاحية عند 968.43$ للأونصة، مع العلم، أن أسعار البلاتينيوم استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية هابطة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند 969.76$ للأوتصة، وذلك مع تراجع مؤشر الدولار الأمريكي 0.03% إلى 92.75 مقارنة بالافتتاحية عند 92.78.
هذا ويترقب المستثمرين حالياً من قبل الاقتصاد الأمريكي صدور قراءة مؤشر طلبات الإعانة للأسبوع المنقضي في مطلع آب/أغسطس والتي قد تعكس انخفاضاً بواقع 24 ألف طلب إلى 1,410 ألف طلب مقابل 1,434 ألف طلب في القراءة السابقة، كما قد تظهر قراءة طلبات الإعانة المستمرة للأسبوع المنقضي في 25 من تموز/يوليو تراجعاً بواقع 298 ألف طلب إلى 16,720 ألف طلب مقابل 17,018 ألف طلب في القراءة السابقة.
ويأتي ذلك، قبل أن نشهد مشاركة عضو اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح ورئيس بنك دالاس الاحتياطي الفيدرالي روبرت كابلان في حلقة نقاش تحت عنوان "الانتعاش الاقتصادي والتحديات في الولايات المتحدة" في حدث افتراضي يستضيفه المنتدى الرسمي للمؤسسات النقدية والمالية، كما تتطلع الأسواق لما سوف تسفر عنه مباحثات المشرعين الأمريكيين حيال حزمة الإغاثة من الفيروسات المرتقبة من قبل الكونجرس.
وفي نفس السياق، فقد تابعنا بالأمس أفادت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بأن الديمقراطيين مصممين على التوصل إلى اتفاق حيال الحزمة التحفيزية ولكن فقط إذا كانت تلبي احتياجات الأمريكيين، وجاء ذلك عقب ساعات من أعربها عن توقعاتها بعدم التوصل لاتفاق بين الديمقراطيين والجمهوريين خلال هذا الأسبوع حيال حزمة التحفيز المرتقبة من قبل الكونجرس.
كما تابعنا بالأمس إعلان كبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز بأنه سيلتقي بقادة الحزب الديمقراطي مساء الخميس، مع أفادته بأن الجانبين لا يزالان مختلفان حول تريليونات الدولارات، ويذكر أن رئيس مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل نوه الثلاثاء لكون المباحثات حيال حزمة التحفيزية في الاتجاه الصحيح، موضحاً أنه تم الاتفاق على الكثير من النقاط، إلا أنه يزال هناك بعض النقاط الخلافية ذات أهمية قصوى في تلك الخطة.
ونود الإشارة، لكون من بين قضايا الخلافية القائمة بين المشرعين التأمين ضد البطالة بالتزامن مع القلق من تفشي موجة ثانية من كورونا، وتابعنا بالأمس أعرب الرئيس الأمريكي عن كونه يفكر في خيار حيال المساعدات المتعلقة بالبطالة بما لا يشمل الكنوجرس، ووفقاً لأخر الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية فقد ارتفع عدد الحالات المصابة بالفيروس التاجي لأكثر من 18.35 مليون ولقي 696,147 شخص مصرعهم في 216 دولة.
وبالنظر لمسلسل التصعيد القائم بين الولايات المتحدة والصين أكبر اقتصاديان في العالم، فقد تابعنا أيضا بالأمس أفادت وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بأن إدارة الرئيس الأمريكي ترامب تريد حظر التطبيقات الصينية "غير الموثوق بها" مثل "تيك-توك" و"وي-شات" من متاجر التطبيقات الأمريكية، ويذكر أنه صرح الأحد بأن ترامب سيعلن "في الأيام المقبلة" إجراءات جديدة تتعلق بشركات البرمجيات الصينية التي تعتبرها إدارته تهديد أمني.
ونود الإشارة، لكون ترامب أعلن الجمعة بأنه سيتصرف قريباً لحظر تطبيق الفيديو المملوك للصينيين "تيك-توك" من أمريكا، وفي سياق أخر، تابعنا في وقت سابق من هذا الأسبوع أفادت رئيس تحرير وكالة جلوبال تايمز الصينية هو شيجين بأنه قد تم طرد أكثر من 60 صحفياً صينياً من قبل أمريكا، وأنه سوف تنتهي تأشيرة دخول الصحفيين الصينيين الأخريين لدى الوكالة بحلول السادس من آب/أغسطس، بينما لم يتم تجديد التأشيرة لأي منهم.
ونوه شيجين إلى أن الصراع بين الولايات المتحدة والصين قد يتصاعد مع طرد الصحفيين من كلا البلدين، موضحاً أن بلاده على استعداد تام لأسوء السيناريوهات المتوقعة والتي تتمثل في أجبار جميع الصحفيين الصينيين المقيمين في الولايات المتحدة على الرحيل من أمريكا، وأنه في حالة استمرار واشنطون في وقف التأشيرات الخاصة بالصحفيين، ستقوم الصين برد فعل قاسي وقد تستهدف الصحفيين الأمريكيين المقيمين في هونج كونج.
ويذكر أن بكين طالبت واشنطون الشهر الماضي بإغلاق قنصليتها في تشنغدور، وذلك رداً على القرار الأمريكي الأخير بإغلاق القنصلية الصينية في هيوسين مؤخراً، ونوهت الخارجية الصينية آنذاك لكون "الوضع الحالي بين واشنطون وبكين ليس شيء تريد الصين رؤيته، والولايات المتحدة مسئولة تماماً عنه" وحثت بكين واشنطون من جديد على إلغاء القرار الخاطئ وتهيئة الظروف لعودة العلاقات الثنائية إلى طبيعاتها.