عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 14-07-2018, 08:18 AM
reda laby متواجد حالياً
 
 عضويتي » 580
 اشراقتي » Feb 2018
 كنت هنا » اليوم (01:20 PM)
آبدآعاتي » 2,712,696[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الإطلاع المتنوع الثقافات
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
شرح حديث الأترجة





عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((مَثَلُ المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأُتْرُجَّة؛ ريحُها طيِّب وطعمُها طيِّب،
ومَثَل المؤمن الذي لا يقرأ القرآنَ مثَل التمرة؛ لا ريحَ وطعمُها حُلو،
ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الرَّيحانة؛ ريحُها طيِّب وطعمُها مُرٌّ،
ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة؛ ليس لها ريحٌ وطعمُها مُرٌّ
))؛
رواه مسلم.

هذا مثل يَضربه النبي - صلى الله عليه وسلم - يقسِّم فيه الناسَ وعلاقتهم بالقرآن؛
قال النووي في شَرْحه على صحيح مسلم: "هذا الحديث فيه فضيلة حافظ القرآن،
واستحباب ضَرْب الأمثال لإيضاح المقاصد".

ورَدَ في "مختار الصحاح": "الأُتْرُجَّة والأُتْرُج بضمِّ الهمزة والراء، وتشديد الجيم فيهما،
وحكى أبو زيد تُرُنْجَة وتُرُنْجٌ.
و الأُتْرُجَّة: ثمرة طيِّبة المذاق، طيِّبة الريح، ويبدو أنها غالية الثمن.
ولكن يبقى سؤال:
لماذا شبَّه النبي - صلى الله عليه وسلم - المؤمن قارئ القرآن بالأُتْرُجَّة؟!

قال الحافظ ابن حجر في شَرْحه على صحيح البخاري:
"قيلَ: الحكمة في تخصيص الأُتْرُجَّة بالتمثيل دون غيرها من الفاكهة التي تجمعُ
طيب الطعم والريح كالتفاحة؛ لأنه يُتداوَى بقِشْرها وهو مُفْرِح بالخاصِّيَّة،
ويُستخرَج من حَبِّها دُهنٌ له منافع، وقيل: إنَّ الجنَّ لا تقْرَب البيت الذي فيه الأُتْرُج؛
فناسَبَ أن يُمثِّل به القرآن الذي لا تقرَبه الشياطين، وغلاف حَبِّه أبيض، فيناسِب قلب المؤمن،
وفيها أيضًا من المزايا كِبر جِرْمها، وحُسن مَنظرها، وتفريح لونها، ولِين مَلْمَسها،
وفي أكلها مع الالتذاذ طيبُ نَكْهة، ودباغ مَعِدة، وجودة هَضْمٍ،
ولها منافعُ أخرى مذكورة في المفردات".

يقسِّم النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث الناس أربعة أقسام في علاقتهم بالقرآن:
القسم الأول:
المؤمن الذي يقرأ القرآن ويُفهم من ذلك أنه يعملُ بما يقرأ، وينفذ أوامره، ويصير خُلقه القرآن؛
كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - خُلقه القرآن؛ كما حدَّثَتْ بذلك عائشة، قالتْ:
"كان خُلقه القرآن، كان قرآنًا يمشي على الأرض"، ومعناه:
أنَّ القرآن قد تمثَّل في شَخْص النبي - صلى الله عليه وسلم.

أما القسم الثاني،
فهو المؤمن الذي لا يقرأ القرآن؛ أي: إنه يعمل بما في القرآن لكنَّه لا يتلوه،
فمثله مَثَل التمرة؛ طعمها حلو ولا رِيحَ لها، ولاختيار التمرة هنا معنًى بديع:
وهو أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قد شبَّه المؤمن بالنخلة بجامع كَثَرة الفوائد بينهما؛
قال ابن عمر: "كنَّا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتى بجُمَّار، فقال:
((إنَّ من الشجر شجرة مَثَلها كمَثَل المسلم))، فأردتُ أن أقول: هي النخلة،
فإذا أنا أصغر القوم، فسكتُّ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((هي النخلة))؛
رواه البخاري.

القسم الثالث:
المنافق الذي يقرأ القرآن، فهو لا يعمل به ويتظاهر أمام الناس أنه مؤمنٌ،
فهو في ذلك مثل الريحانة لها رائحة وطعمها مُرٌّ.
القسم الرابع:
المنافق الذي لا يقرأ القرآن، شبَّهه النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحنظلة،
وفيها ما فيها من المذاق المرِّ؛ ولذا قال: ((لا رائحة لها، وطعمها مُرٌّ))،
وفي رواية للترمذي: ((رِيحُها مُرٌّ وطعمُها مُرٌّ))،
واستشكلتْ هذه الرواية من جهة أنَّ المرارة من أوصاف الطعوم،
فكيف يوصف بها الريحُ؟!
والإجابة بأنَّ الريح لَمَّا كان كريهًا، اسْتُعيرَ له وصْفُ (المرارة).








 توقيع : reda laby

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : reda laby


رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ reda laby على المشاركة المفيدة:
,