عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 21-04-2018, 02:19 PM
مـدى غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 543
 اشراقتي » Jan 2018
 كنت هنا » 08-07-2018 (12:24 AM)
آبدآعاتي » 40,188[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » التصميم - الكتابة - القراءة
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
قصة جزاء التوبة الكاذبة



قصة جزاء التوبة الكاذبة




قصة جزاء التوبة الكاذبة هي قصة للعبرة والموعظة عن الوقوع في المعاصي واللذات ونسيان الموت والآخرة، يرويها منصور بن عمار الخرساني وهو أحد الوعاظ والزاهدين من أعلام أهل السنة والجماعة وقد وردت القصة في كتاب الف قصة وقصة من قصص الصالحين ونوادر الزاهدين.
قصة جزاء التوبة الكاذبة:
قال منصور بن عمار : كان لي صديق مسرف على نفسه ثم تاب، وكنت أراه كثير العبادة والتهجد، ففقدته أيامًا، فقيل لي: هو مريض، فأتيت إلى داره، فخرجت إلى ابنته فقالت: من تريد؟* قلت: فلاناً، فاستأذنت لي ثم دخلت فوجدته في وسط الدار وهو مضطجع على فراشه وقد اسود وجهه، وازرقت عيناه، وغلظت شفتاه.
فقلت له وأنا خائف منه: يا أخي أكثر من قول لا إله إلا الله، ففتح عينيه ونظر إلى شزرًا وغشي عليه، فقلت له ثانيًا: يا أخي أكثر من قول لا إله إلا الله ثم ثالثًا، ففتح عينيه وقال: يا أخي منصور هذه كلمة قد حيل بيني وبينها.


فقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ثم قلت له: يا أخي أين تلك الصلاة والصيام والتهجد والقيام، فقال: كان ذلك لغير الله وكانت توبتي كاذبة إنما كنت أفعل ذلك ليقال عني وأذكر به، وكنت أفعل ذلك رياء الناس، فإذا خلوت إلى نفسي أغلقت الباب وأرخيت الستور وشربت الخمور، وبارزت ربي بالمعاصي، ودمت على ذلك مدة فأصابني المرض، وأشرفت على الهلاك ، فقلت لابنتي هذه : ناوليني المصحف، وقلت : اللهم بحق هذا القرآن العظيم إلا ما شفيتني وأنا لا أعود إلى ذنب أبدًا.
ففرج الله عني فلما شفيت عدت إلى ما كنت عليه من اللهو واللذات وأنساني الشيطان العهد الذي كان بيني وبين ربي فبقيت على ذلك مدة من الزمان فمرضت مرضًا أشرفت فيه على الموت فأمرت أهلي فأخرجوني إلى وسط الدار على عادتي ثم دعوت بالمصحف فقرأت فيه ثم رفعته، وقلت: اللهم بحرمة ما في هذا المصحف الكريم من كلامك إلا ما فرجت عني فاستجاب الله مني وفرج عني ثم عدت إلى ما كنت عليه من اللهو فوقعت في هذا المرض، فأمرت أهلي فأخرجوني إلى وسط الدار كما تراني، ثم دعوت بالمصحف لأقرأ فيه فلم يتبين لي حرف واحد، فعلمت أن الله سبحانه قد غضب علي فرفعت رأسي إلى السماء، وقلت: اللهم بحرمة هذا المصحف إلا ما فرجت عني ، يا جبار الأرض والسماء ، فسمعت كأن هاتفا يقول:
تتوب عن الــذنوب إذا مرضتـــا وترجع للذنــوب إذا برئتـــا
فكـم من كـربة نجاك منهـــا وكم گشف البلاء إذا بليتــــا
أما تخشي بأن تأتي المنايا وأنت على الخطايا قد دهیتا
قال منصور بن عمار: فوالله ما خرجت من عنده إلا وعيني تسكب العبرات فما وصلت الباب إلا وقيل لي: إنه قد مات.
نبذة عن منصور بن عمار:
هو أبو السري منصور بن عمار بن كثير السلمي، فقيه وعالم متصوف من أعلام أهل السنة والجماعة المتوفي في 225 هـ، قال عنه الإمام الذهبي في وصفه بأنه: “الواعظ البليغ الصالح الرباني، عديم النظير في الموعظة والتذكير، كان ينطوي على زهد وتألّه وخشية ولوعظه وقع في النفوس” من أقواله: من جزع من مصائب الدنيا، تحولت مصيبته في دينه.







رد مع اقتباس