الموضوع
:
شرح حديث ( من رأى منكم منكرا فليغيره )
عرض مشاركة واحدة
#
1
11-05-2018, 06:17 PM
عضويتي
»
106
اشراقتي
»
Apr 2017
كنت هنا
»
08-09-2021 (03:34 AM)
آبدآعاتي
»
719,463[
+
]
سَنابِل الإبْداع
»
[
+
]
هواياتي
»
موطني
»
جنسي
»
مُتنفسي هنا
»
شرح حديث ( من رأى منكم منكرا فليغيره )
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد
وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته إلى يوم الدين ،.. وبــ ع ــد
متن الحديث
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ،
وذلك أضعف الإيمان )
رواه مسلم .
الشرح ~
ترتبط خيرية هذه الأمة ارتباطا وثيقا بدعوتها للحق ، وحمايتها للدين ، ومحاربتها للباطل ؛
ذلك أن قيامها بهذا الواجب يحقق لها التمكين في الأرض ، ورفع راية التوحيد ، وتحكيم شرع
الله ودينه ، وهذا هو ما يميزها عن غيرها من الأمم ، ويجعل لها من المكانة ما ليس لغيرها ،
ولذلك امتدحها الله تعالى في كتابه العزيز حين قال :
{ كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون
بالمعروف
وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله }
( آل عمران : 110 ) .
وعلاوة على ذلك فإن في أداء هذا الواجب الرباني حماية لسفينة المجتمع من الغرق ، وحماية
لصرحه من التصدع ، وحماية لهويته من الانحلال ، وإبقاء لسموه ورفعته ، وسببا للنصر على الأعداء
والتمكين في الأرض ، والنجاة من عذاب الله وعقابه .
ولخطورة هذه القضية وأهميتها ؛ ينبغي علينا أن نعرف طبيعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،
ونعرف شروطه ومسائله المتعلقة به ؛ ومن هنا جاء هذا الحديث ليسهم في تكوين التصور الواضح
تجاه هذه القضية ، ويبين لنا كيفية التعامل مع المنكر حين رؤيته .
لقد بين الحديث أن إنكار المنكر على مراتب ثلاث
: التغيير باليد ، والتغيير باللسان ، والتغيير بالقلب ،
وهذه المراتب متعلقة بطبيعة هذا المنكر ونوعه ، وطبيعة القائم بالإنكار وشخصه ، فمن المنكرات
ما يمكن تغييره مباشرة باليد ، ومن المنكرات ما يعجز المرء عن تغييره بيده دون لسانه ،
وثالثة لا يُمكن تغييرها إلا بالقلب فحسب .
فيجب إنكار المنكر باليد على كل من تمكّن من ذلك ، ولم يُؤدّ إنكاره إلى مفسدةٍ أكبر، وعليه :
يجب على الوالي أن يغير المنكر إذا صدر من الرعيّة ، ويجب مثل ذلك على الأب في أهل بيته،
والمعلم في مدرسته ، والموظف في عمله ، وإذا قصّر أحدٌ في واجبه هذا فإنه مضيّع للأمانة ،
ومن ضيّع الأمانة فقد أثم ، ولذلك جاءت نصوص كثيرة تنبّه المؤمنين على وجوب قيامهم
بمسؤوليتهم الكاملة تجاه رعيتهم - والتي يدخل فيها إنكار المنكر - ،
فقد روى الإمام البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ،
أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
(
كلكم راع ومسؤول عن رعيته ، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته ، والرجل في أهله
راع
وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها ، والخادم
في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته ، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيّته )،
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قد بيّن عاقبة الذين يفرطون في هذه الأمانة فقال :
( ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة ) .
فإذا عجز عن التغيير باليد ، فإنه ينتقل إلى الإنكار باللسان ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( فإن لم يستطع فبلسانه )
،
فيذكّر العاصي بالله ، ويخوّفه من عقابه ، على الوجه الذي يراه
مناسبا لطبيعة هذه المعصية وطبيعة صاحبها .
فقد يكون التلميح كافيا - أحيانا - في هذا الباب ، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
( ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا ؟ )
، وقد يقتضي المقام التصريح والتعنيف ، ولهذا جاءت في السنة
أحداث ومواقف كان الإنكار فيها علناً ، كإنكار النبي صلى الله عليه وسلم على أسامة بن زيد -
رضي الله عنه - شفاعته في حد من حدود الله ، وإنكاره على من لبس خاتم الذهب من الرجال ،
وغير ذلك مما تقتضي المصلحة إظهاره أمام الملأ.
وإن عجز القائم بالإنكار عن إبداء نكيره فعلا وقولا ، فلا أقل من إنكار المنكر بالقلب ،
وهذه هي المرتبة الثالثة ، وهي واجبة على كل أحد ، ولا يُعذر شخص بتركها ؛ لأنها مسألة قلبيّة
لا يُتصوّر الإكراه على تركها ، أو العجز
عن فعلها ، يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
"إن أول ما تغلبون عليه من الجهاد : جهادٌ بأيديكم ،
ثم الجهاد بألسنتكم ، ثم الجهاد بقلوبكم ،
فمتى لم يعرف قلبه المعروف وينكر قلبه المنكر انتكس " .
وإذا ضيعت الأمة هذا الواجب بالكلية ، وأهملت العمل به ، عمت المنكرات في المجتمعات ،
وشاع الفساد فيها ، وعندها تكون الأمة مهددة بنزول العقوبة الإلهية عليها ، واستحقاق
الغضب والمقت من الله تعالى .
والمتأمل في أحوال الأمم الغابرة ، يجد أن بقاءها كان مرهونا بأداء هذه الأمانة وقد جاء
في القرآن الكريم
ذكر شيء من أخبار تلك الأمم ، ومن أبرزها أمة بني إسرائيل التي
قال الله فيها :
{ لعن الذين كفروا من بني
إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك
بما عصوا وكانوا يعتدون ، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه
لبئس ما كانوا يفعلون }
( المائدة : 78 - 79 ) .
وتكمن خطورة التفريط في هذا الواجب ، أن يألف الناس المنكر ، ويزول في قلوبهم بغضه ،
ثم ينتشر ويسري فيهم ، وتغرق سفينة المجتمع ، وينهدم صرحها ، وفي ذلك يضرب لنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا رائعا يوضح هذه الحقيقة ، فعن النعمان بن بشير
رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال :
( مثل القائم على حدود الله والواقع فيها ،
كمثل قوم استهموا على سفينة ، فأصاب بعضهم أعلاها
وبعضهم أسفلها ، فكان الذين
في أسفلها إذا استقوا من الماء مرّوا على من فوقهم ،
فقالوا : لو أنا خرقنا
في نصيبنا خرقا
ولم نؤذ من فوقنا ، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا
ونجوا جميعا )
رواه البخاري .
إن هذا الواجب هو مسؤولية الجميع ، وكل فرد من هذه الأمة مطالب بأداء هذه المسؤولية
على حسب طاقته ، والخير في هذه الأمة كثير ، بيد أننا بحاجة إلى المزيد من الجهود المباركة
التي تحفظ للأمة بقاءها ، وتحول دون تصدع بنيانها ، وتزعزع أركانها.
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
المصدر :
منتديات عبق الياسمين
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ حكآية روح على المشاركة المفيدة:
زيارات الملف الشخصي :
3971
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 277.83 يوميا
MMS ~
حكآية روح
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى حكآية روح
البحث عن كل مشاركات حكآية روح
قِطَاف السَّنابل »
مواضيعيٌّ
»
22204
نِقاطي
»
13463298
تمَّ شُكْرِي
»
8,505
شَكرَت
»
3,724
رَصيدِي
»
14387
نِقَاط التَّحَدِّي
»
0
تلقَّيْتُ
»
11125
أَرسَلت
»
5505