عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 22-11-2018, 06:10 PM
سما الموج متواجد حالياً
 
 عضويتي » 725
 اشراقتي » Jun 2018
 كنت هنا » اليوم (09:15 AM)
آبدآعاتي » 2,388,745[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي موت المشاعر \ الجزء الثالث والاخير بقلمي





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسعد أوقاتكم بكل خير وسرور



موت المشاعر \ الجزء 3 والاخير بقلمي

هنا سـ نصل الى نهاية القصة

تلك النهاية التي آلمت الجميع

:

:

سهى تلك اليتمية .. تلك الطفلة الحزينة .. تلك الشابة اليائسة

كان لها ما تمنت ... في بكاء صامت على الروح...

في حزن سكن في القلب .. في دمعة سكنت بين المقلتين..

كانت تأن وتصرخ وتشكو من الألم ..

آلام جسيمة اشتدت بها ..

تبكي ولا أحد يسمعها..

تريد أحداً أن يساعدها .. يلملم جراح روحها.. يُربت على كتفيها..

تريد أحداً يأخذها بـ الاحضان .. ويمسح دمعتها ..

يومين كاملين وهي على هذه الحال.. متعبة الى الحد الذي تمنت فيه الموت..

خالد ذاك الطفل المهاجر.. ذاك الفتى المسلوب حقه .. ذاك الشاب الذي تغرب ..

تغرب ولكن حاله احسن حالاً من أخته.. فقد تربى في كنف جدته من والدته..اهتمت به وفي تعليمه .. دائما يطلب من جدته أن تتصل على ابيه حتى يطمئن على حال اخته .. ولكن هيهات أي يجد أحداً يطمئنه على روحه الثانية..

عاد الى بلد أبيه برفقة خاله بدون ان لا يعرف أي شخص من جهة ابيه

لا يريد ان يرى ابيه وهو من حرمه من وطنه ومن اخته..

وكأن عداوة خُلقت بينهما..

كان يتردد كثيراً على بيت والده ولكنه يظل خارجاً .. متخفياً .. فقط يريد أن يطمئن عليها .. يلمح ظل فتاة عند النافذة ويكاد يجزم انها اخته ..

يظل يراقبها الى أن تختفي .. يريد ان يركض لها ويحتضنها .. يريد أن يُعوض تلك السنين من الحرمان ويأخذها لتعيش معه ..



يومان لم يرها تقف عند النافذة .. وأخذت الحيرة تأكل في روحه .. وقلبه غير مطمئن .. يخاف على اخته ويخاف ان مكروها ما قد أصابها..

لم يستطع التحمل أكثر .. قرع الباب وفتحت له الخادمة وهي لا تعرف من هو.. سألها عن السيد واجابته بانه ليس في البيت ..

استغل هذه الفرصة وسأل عن سهى .. وتلك استغربت كيف لـ شاب أن يسأل عن سهى وبالعادة لا احد يسأل عنها او يهتم لها..

اخبرته بمكان غرفتها وذهبت الى عملها ..



ذهب الى هناك ...

وجد فتاة تأن من شدة الوجع ..

وجدها مرمية على الأرض ..

لا تقوى على الحراك من شدة تعبها..

ناداها بـ اسمها ..

نظرت اليه بوهن وضعف وابتسمت ..

وكأنها قلبها أخبرها بأنه هذا خالد .. أخاها الذي حُرمت منه سنين طويلة..

ابتسمت والدموع تنزل من عينيها

لم تقوى على النهوض ... فهرع مسرعاً إليها ..

أسرع لها وقبلها واحتضنها وأطال احتضانها..

قالت له :: خذني الى أمي .. فقد اشتقت لها كثيراً



بكت عيناه من صوتها المرهق .. وقال لها بل انا من سيأخذكِ من هذا المنزل البائس.

اطال في احتضانها وتلك ساكنة بين يديه بلا حراك..

اعتقد في البداية انها نائمة على صدره بعد ان وجدت الأمان ..

تركها على هذا الحال وعندما رأى ان الوقت قد طال وربما يعود والدهم

وتحدث مشاكل كثيرة وعندها لن يستطيع اخراج اخته من هذا المنزل..

ناداها ولكنها لم تجب .. كرر النداء طويلاً .. ولكنها لا تُجيب

نظر إليها مجدداً وخاف من ذاك الشعور في ان يفقدها للمرة الثانية

من يراها يرى فتاة ميتة لا محالة..

ولكنه لا يريد أن يصدق ..

فليس بعد ان وجدها تذهب عنه بهذه السهولة..

صرخ صرخة كبيرة وقلبه يؤلمه وروحه تبكي قبل عينيه

صرخ وهو يناديها ويأمرها ان تعود اليه

يأمرها بأن تصحى من نومها وتحادثه

فقد اشتاق لها .. اشتاق لـ ضحكتها .. اشتاق لـ شقاوتها

وأخذها الموت وهي بين يديه ..



وكأنها كانت تنتظر ان ترى أخاها كي تغمض عينيها الى الابد

في هذه اللحظه دخل الجميع الى غرفة سهى وهم يرون

هذا الشاب الذي يحتضن سهى..

لم يتعرف اليه اباه فقد نسي ملامح ابنه بعد هذه السنين

نسي ان لديه ولداً وبنتاً وكان يجب عليه الاهتمام بهما

نسي كل شيء وجرى خلف زوجته الثانية

والأب ينظر لـ ابنته ويراها ساكنة لا تتحرك ..

يحرك بصره بين الشاب وبين ابنته ..

اطال النظر في ذاك الشاب ..

يريد ان يتأكد فهو يرى نسخة مصغرة منه..

نهض خالد بعد أن وضع اخته على سريرها

وقال له : ألم تعرف من أنا..

أنا ذاك الطفل الذي تسببت بسفره وغربته عن وطنه وعنك وعن أختي..

أنا ذاك الشاب الذي ضربته وآلمته بكلامك القاسي وتسببت له بهذه الندبة وأشار على جبهته..

أنا ذاك الشاب عدت كي آخذ اختي معها ..

ولكنك قتلتها وتسببت في حرماني منها..

أكرهك أيها السيد .. وسأضل أكرهك بقية عمري..

اما الوالد فقد كان مصدوماً مما يرى ..

مصدوماً من منظر سهى وهي مممدة على الفراش بدون حراك..

مصدوماً من ابنه وكيف له ان يقول بانه يكرهه ..
وآآآآه على ندمٍ يأكل صاحبه وقد جاء متأخراً..



وهكذا حين تموت المشاعر في القلوب ..
وحين تموت المشاعر والاحاسيس بين بني البشر..
فإننا نرى الكثير ..



حصرية لـ عبق الياسمين






 توقيع : سما الموج


رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ سما الموج على المشاركة المفيدة:
, ,