عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 17-07-2018, 12:47 AM
حكآية روح غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 106
 اشراقتي » Apr 2017
 كنت هنا » 08-09-2021 (03:34 AM)
آبدآعاتي » 719,463[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
من عجائب أخبار السلف الصالح ‏‏".



السلام عليكم


ما روى أهل السير عن أحمدَ بنِ مسكين أحدِ علماءِ القرن الثالث الهجري في البصرة

قال: " امتحِنت بالفقر سنة 219 .. فلم يكن عندنا شيء .. ولي امرأة وطفلها .. وقد طوينا على جوع يخسف بالجوف خسفا

فجمعت نيتي على بيع الدار والتحوّل عنها .. فخرجت أتسبب لبيعها فلقيني أبو نصر ..فأخبرته بنيتي لبيع الدار

فدفع إلي رُقاقتين من الخبز بينهما حلوى .. وقال أطعمها أهلك.

ومضيت إلى داري فلما كنت في الطريق لقيتني امرأة معها صبي .. فنظَرَت إلى الرقاقتين

وقالت: " يا سيدي .. هذا طفل يتيم جائع .. وﻻ‌ صبر له على الجوع .. فأطعمه شيئًا يرحمك الله "ونظر إليّ الطفل نظرة ﻻ‌ أنساها ..

وخيّل إليّ حينئذ أن الجنة نزلت إلى اﻷ‌رض تعرض نفسها على من يشبِع هذا الطفل وأمه،

فدفعت ما في يدي للمرأة .. وقلت لها: خذي وأطعمي ابنك .. والله ما أملك بيضاء وﻻ‌ صفراء .. وإن في داري لمن هو أحوج إلى هذا الطعام ..

فدمعت عيناها .. وأشرق وجه الصبي

ومشيت وأنا مهموم .. وجلست إلى حائط أفكر في بيع الدار وإذ أنا كذلك إذ مرّ أبو نصر وكأنه يطير فرحًا

فقال: يا أبا محمد .. ما يجلسك ها هنا وفي دارك الخير والغنى؟!

قلت: سبحان الله! .. ومن أين يا أبا نصر؟!

قال: جاء رجل من خراسان يسأل الناس عن أبيك أو أحدٍ من أهله .. ومعه أثقال وأحمال من الخير واﻷ‌موال

فقلت: ما خبره؟

قال: إنه تاجر من البصرة .. وقد كان أبوك أودَعه ماﻻ‌ً من ثلاثين سنة .. فأفلس وانكسر المال .. ثم ترك البصرة إلى خراسان

فصلح أمره على التجارة هناك .. وأيسَر بعد المحنة .. وأقبل بالثراء والغنى .. فعاد إلى البصرة وأراد أن يتحلّل .. فجاءك بالمال وعليه ما كان يربحه في ثلاثين سنة .

يقول أحمد بن مسكين: حمدت الله وشكرته .. وبحثت عن المرأة المحتاجة وابنها .. فكفيتهما وأجرَيت عليهما رزقا،

ثم اتجرت في المال .. وجعلت أربه بالمعروف والصنيعة واﻹ‌حسان وهو مقبل يزداد وﻻ‌ ينقص.

وكأني قد أعجبتني نفسي وسرني أني قد مُلِأَت سجلاتُ الملائكة بحسناتي .. ورجوت أن أكون قد كُتبت عند الله في الصالحين،

فنمت ليلة فرأيتُني في يوم القيامة .. والخلق يموج بعضهم في بعض .. ورأيت الناس وقد وُسِّعَتْ أبدانُهم .. فهم يحملون أوزارهم على ظهورهم مخلوقة مجسّمة

حتى لكأن الفاسق على ظهره مدينة كلها مخزيات .. ثم وضعت الموازين .. وجيء بي لوزن أعمالي .. فجعلت سيئاتي في كفة وألقيت سجلات حسناتي في اﻷ‌خرى ..

فطاشت السجﻼ‌ت .. ورجحت السيئات ..ثم جعلوا يلقون الحسنة بعد الحسنة مما كنت أصنعه.

فإذا تحت كل حسنةٍ شهوةٌ خفيةٌ من شهوات النفس .. كالرياءِ .. والغرورِ .. وحبِ المحمدة عند الناس .. فلم يسلمُ لي شيء .. وهلكتُ عن حجتي

وسمعتُ صوتًا: ألم يبق له شيء؟

فقيل: بقي هذا .. وأنظر ﻷ‌رى ما هذا الذي بقي .. فإذا الرقاقتان اللتان أحسنت بهما على المرأة وابنها .. فأيقنت أني هالك ..

فلقد كنت أُحسِنُ بمائةِ دينارٍ ضربةً واحدة فما أغنَت عني .. فانخذلت انخذاﻻ‌ً شديداً .. فوُضِعَت الرقاقتان في الميزان ..فإذا بكفة الحسنات تنزل قليﻼ‌ً ورجحت بعضَ الرجحان،

ثم وُضعت دموع المرأة المسكينة التي بكت من أثر المعروف في نفسها .. ومن إيثاري إياها وابنها على أهلي .. وإذا بالكفة ترجُح .. وﻻ‌ تزال ترجُح حتى سمعت صوتًا يقول: قد نجا .

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" اتقوا النار ولو بشق تمرة "

اللهم إنا نسألك الإخلاص في القول والعمل وأن تثقل موازيننا . وتوفقنا للصدقة والإحسان.

قلت :

هنيئا لمن تسبب في إيواء لاجىء .. أو إشباع جائع .. أو علاج مريض .. أو قضاء دين غارم .. أو ستر عفيفة ..

ويرجى لمن نوى ذلك لله أن يرزقه ربه تعالى من حيث لا يحتسب غير ما يكرمه به في الآخرة .

والله يرزق من يشاء بفضله وكرمه .

" منقووووووووووووول "




 توقيع : حكآية روح




رد مع اقتباس