عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09-08-2018, 09:50 PM
reda laby متواجد حالياً
 
 عضويتي » 580
 اشراقتي » Feb 2018
 كنت هنا » يوم أمس (08:25 PM)
آبدآعاتي » 2,699,474[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الإطلاع المتنوع الثقافات
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
إن الميت ليعذب ببكاء أهل الحي






عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن عَمْرَة بنت عبد الرحمن أنها أخبرته
أنها سمعتْ عائشة رضي الله عنها، وذُكِرَ لها أنَّ عبد الله بن عمر يقول:
إنَّ الميتَ ليعذَّبُ ببكاء الحي، فقالت عائشة: يَغْفِرُ الله لأبي عبد الرحمن أَمَا إِنه لم يَكْذِب،
ولكنه نَسِي أو أخطأ. إنما مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية يُبكى عليها،
فقال: إنهم ليبكون عليها وإنها لَتُعَذَّبُ في قبرها.
صحيح البخاري ، صحيح مسلم

من فوائد الحديث:
1- معنى التعذيب هو: تَألُّم الميت بما يقع من أهله من النياحة وغيرها،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أَيُغْلَبُ أحدكم أن يُصَاحِب صُوَيحبه في الدنيا معروفاً، وإذا مات استرجع،
فوالذي نفس محمد بيده، إنّ أَحَدَكُم ليبكي، فَيَسْتَعْبِر إليه صُوَيْحِبَه،
فيا عباد الله لا تُعَذّبوا موتاكم
).

2- قول عائشة رضي الله عنها: (يغفر الله لأبي عبد الرحمن أَمَا إنّه لم يَكْذب ،
ولكنه نسي أو أخطأ، إنما مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية يُبكى عليها
فقال: إنهم ليبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها).
أي: كيف يُعَذّبُ الميت ببكاء غيره بعد أن مات، وانقطع عمله أصلاً،
فاستبعدت رضي الله عنها الحديث، لكونها رأته مخالفاً للآية المذكورة،
لكن الصواب أن الحديث صحيح، فقد جاء من وجوه كثيرة،
فالوجه حَـمْلُه على ما إذا تسبب لذلك بوجه،
أو رَضِيَ به حالة الحياة، فبذلك يرتفع التدافع بينه وبين الآية المذكورة.
ويكون هذا التعذيب في حَقّ من له تَسَبُّبٌ في بُكاء أهله عليه،
بأن يكون البكاء من سُنّته وطريقته، أو أوصى به في حياته،
أو عَرَفَ أن أهله سيفعلون ذلك، وأهمل النهي والزجر عنه.

3- قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله:
ليس هناك تعارض بين الأحاديث والآية التي ذكرتها عائشة رضي الله عنها،
فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر ومن حديث المغيرة
وغيرهما في الصحيحين وليس في البخاري وحده
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الميت يعذب بما يناح عليه
وفي رواية للبخاري:
"ببكاء أهله عليه"، والمراد بالبكاء النياحة وهي رفع الصوت،
أما البكاء الذي هو دمع العين فهذا لا يضر،
وإنما الذي يضر هو رفع الصوت بالبكاء، وهو المسمى بالنياحة،
والرسول صلى الله عليه وسلم قصد بهذا منع الناس من النياحة على موتاهم،
وأن يتحلَّوا بالصبر ويكفوا عن النَّوْح، ولا بأس بدمع العين وحزن القلب،

كما قال عليه الصلاة والسلام لما مات ابنه إبراهيم:
"العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون
فالميت يعذب بالنياحة عليه من أهله،
والله أعلم بكيفية العذاب الذي يحصل له بهذه النياحة،
وهذا مستثنى من قوله تعالى: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى،

فإن القرآن والسنة لا يتعارضان، بل يُصَدّق أحدهما الآخر ويفسر أحدهما الآخر،
فالآية عامة والحديث خاص، والسنة تفسر القرآن وتبين معناه،
فيكون تعذيب الميت بنياحة أهله عليه مستثنى من الآية الكريمة،
ولا تعارض بينها وبين الأحاديث.
وأما قول عائشة رضي الله عنها فهذا من اجتهادها وحرصها على الخير،
وما قاله النبي صلى الله عليه وسلم مقدّم على قولها وقول غيرها؛
لقول الله سبحانه: ﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى: 10]،
وقوله عز وجل: ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59]،

4- عِلْمُ عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، وقد يعلم الصحابي مالا يعلمه الآخر.
5- أن عذاب القبر حقٌّ.
6- الإنسان يُعذّب في قبره على حسب ما عنده من الذنوب،
ويختلف عذاب المسلم عن الكافر،
فالمسلم قد يعذّب في قبره من باب التمحيص والتخفيف من عذاب الآخرة،
بينما الكافر يُعذّب في القبر، وفي القيامة أشدّ وأبقى.
7- عِلْم عائشة رضي الله عنها.
8- قول عائشة رضي الله عنها: (يغفر الله لأبي عبد الرحمن أَمَا إنّه لم يَكْذب ،
ولكنه نسي ، أو أخطأ) فيه حُسْن التعامل بين الصحابة رضي الله عنه ،
وقمّة الأخلاق العالية ، والأدب بينهم رضي الله عنه.
9- حُسْنُ ورقيُّ أخلاق أمَّهات المؤمنين رضي الله عنهن،
يمثِّلهن عائشة رضي الله عنها وعن أبيها.
10- تفاوت عِلم الصحابة رضي الله عنه.
11- فيه دلالة على أنّ هذه اليهودية التي يبكون عليها أهلها
كانت كافرة وماتت على الكفر، وإلاّ لبيّن الراوي أنّها مسلمة،
ولترحّم عليها النبي صلى الله عليه وسلم.
12- الأصل أنّ العِلْم يَرْقى بصاحبه، في تعامله مع الله،
ومِنْ ثَـمَّ في تعامله مع الناس.
13- في الغالب أن البكاء يخرج من الإنسان في المواقف من غير إرادته،
لكن على المسلم أن يتمالك نفسه حتى لا يقع في المحظور.









 توقيع : reda laby

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : reda laby


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ reda laby على المشاركة المفيدة: