عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 23-07-2020, 10:15 AM
غرآم الروح غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 1494
 اشراقتي » Dec 2019
 كنت هنا » 08-10-2023 (01:54 AM)
آبدآعاتي » 240,105[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الرسم الهندسي
موطني » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
افتراضي كيف تتغلب المرأة المسلمة على ضغوط الحياة



كيف تتغلب المرأة المسلمة على ضغوط الحياة


منال عبدالكريم







من الجميل أن تكون هناك أهداف جامعة للأسرة، يسعى كل فرد فيها لوضع لبنة في اتجاه تحقيق تلكا لأهداف



تعاني المرأة في مجتمعاتنا العربية من تراكم الضغوط والأعباء؛ نتيجة لأمور عدة متشابكة، لعل من أهمها: ثقافتنا الشرقية، وتركيبة المجتمع، ومنظومة العادات والتقاليد.

فالمرأة في مجتمعاتنا هي الأم والزوجة والأخت والابنة والمعلمة، ومطلوب منها أن تقوم بواحد أو أكثر من هذه الأدوار على مدار مراحل حياتها، ولعل كل امرأة تتفانى في أداء الأدوار المنوطة بها، ولكلٍ نجاح في مجال من مجالات حياتها تجتهد وتبتكر لتؤدي دورها على الوجه الأكمل، حرصاً على سعادة أسرتها ومن حولها، ولكن في ظل هذه الضغوط والأعباء والأدوار المتشابكة قد تنسى أو تتناسى نفسها، فتنشغل بتفاصيل مسؤولياتها ودقائقها ومهامها، لتجد نفسها وقد انغمست في دوامة غير متناهية، تسحب رصيد حياتها وأيامها شيئاً فشيئاً، حتى تتفاجأ أنه قد مضى الكثير من الزمن دون أن تحقق أهدافاً وطموحات خاصة بها، أو لعلها تستسلم لتلك الدوامة فتكتفي بما تحققه من أهداف مشتركة على مستوى الأسرة.


أهداف جامعة للأسرة

ولعله من الجميل أن تكون هناك أهداف جامعة للأسرة، يسعى كل فرد فيها لوضع لبنة في اتجاه تحقيق تلك الأهداف، ولكن لابد أن تعلم كل امرأة أنها -وبالرغم من سمو رسالتها وهدفها بوصفها أما وربة أسرة ترعى وتربي وتوجه- فإنه لتحقيق هذه الرسالة لابد وأن تتزود لنفسها، وأن تكون قد أدت حق نفسها بالدرجة الأولى، حتى تستطيع أن تؤدي حقوق الآخرين؛ فالإناء بما فيه ينضح، وكيف يتسنى لها أن تكون الأم مبعثا للعطاء ودافعا للنجاح في الوقت الذي تهمل فيه ذاتها، وتعجز عن استثمار طاقاتها وقدراتها.

فلا يجب أن تتحول المرأة إلى شمعة تحرق ذاتها لتضيء للآخرين، ولكن شمساً يسطع ضؤوها وينبعث دفؤها المتجدد بالحياة، ثم تغيب قليلاً لتعاود إطلالتها المشرقة كل صباح، فتدب الحياة في أرجاء هذا الكون.

تتزود من نفسها لنفسها

وهكذا يجب على المرأة المسلمة أن تتزود من نفسها لنفسها، فتَسعد وتُسعد من حولها. ولعل هناك الكثير من الجوانب المهمة التي يجب أن تهتم بها كل امرأة تتطلع إلى سعادة الدارين، فبداية ًيجب أن تدرك تمام الإدراك أن حياتها هذه ما هي إلا جواز مرور إلى حياة أخرى أطول وأدوم وأبقى، وما وجودنا في هذه الحياة إلا اختبار رباني، حدد فيها المولى -عز وجل- ما يطلبه إلى خلقه بقوله: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (سورة الأنعام162)، فإذا وعت كل امرأة هذه الآية ستتحول تفصيلات حياتها اليومية إلى عبادة مطولة متجددة، تراقب الله -تبارك وتعالى- فيها في كل حركة وسكنة؛ فتتحول عاداتها اليومية الرتيبة إلى عبادات تؤجر عليها، وتسعد بها من حولها فتتحول شؤونها المنزلية من ترتيب وتنظيف وطهي ورعاية لأبنائها إلى أمور تعبدية، تبتغي بها الثواب من ربها، كل ذلك بمراعاة النية وتجديدها وإخلاصها لله -عز وجل- قبل البدء في أي أعمال منزلية أو حياتية، فيتحول نومها وصحوها وعملها إلى عبادة تؤجر عليها، فتُسعد أسرتها في الدنيا وتسعد هي بثواب الله -عز وجل- في الآخرة.

وقت تتزود فيه لآخرتها

ومن كياسة المرأة أن تجعل لنفسها وقتاً تتزود فيه لآخرتها، فلا يتحول يومها إلى ساعات متواصلة من العمل داخل المنزل وخارجه، بل لابد لها من زاد يعينها على المضي في مهماتها وتحمل تبعات مسؤولياتها وأدوارها في الحياة؛ فتحرص على أداء صلواتها المكتوبة في أوقاتها، ولا تنشغل في أمورها وأعمالها المنزلية عن الوفاء بحق الله في الاستجابة السريعة لنداء المؤذن.

ورد يومي من القرآن الكريم

كما تحرص أن يكون لها ورد يومياً من القرآن الكريم تتعبد به لربها، فتهدأ به النفس وتسكن وترتاح إلى جميل خطاب الله -عز وجل-؛ فيكون لها نبراساً في حياتها، ونوراً في قبرها، وشفيعاً يوم العرض. ومن الجميل أن يكون لها نصيب من أذكار وأدعية اليوم والليلة؛ فتحرص على أذكار الصباح والمساء، وترتب لنفسها ورداً من التسبيح والاستغفار والذكر لا يفوتها يومياً، وبذلك يكون زاد المرأة الإيماني دافعاً لها على المضي والإنجاز في حياتها فتصير سعيدة مطمئنة راضية.

امرأة طموحة

وعلى جانب آخر فإنه يجب على المرأة المسلمة أن تكون امرأة طموحة، لها روح وثّابة، ونفس عالية الهمة؛ فتحرص دائماً على الارتقاء بنفسها، واستثمار قدراتها، وتفريغ طاقتها فيما يعود عليها بالنفع؛ فتدرك تمام الإدراك أن الوقت هو الحياة، وأن عمرها ماهو إلا دقائق معدودة محسوبة بحجم ما أنجزت خلال أيامها؛ فلا تصرف وقتها فيما لاينفعها، ولاتضيعه فيما لاطائل من ورائه؛ فتحرص دائماً على شغل أوقاتها بماهو نافع لها في دينها ودنياها؛فتحدد لنفسها أوقاتا مناسبة للقراءة والمطالعة، وتختار كتاباً تلزم نفسها بإتمامه كل شهر مثلاً، فالقراءة غذاء للروح، وارتقاء بالنفس، ووقود للعقل، وبذلك تقضي وقتها في قراءة كتاب أو الاستماع إلى محاضرة مفيدة، أو مجالسة رفيقات يعينونها على أمر دينها،وهكذا ومع مرور الوقت والمداومة على كل ماهو نافع تجد نفسها وقد ارتقت وتزودت ولو بالقليل؛ فإن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل.


وقت خاص للراحة

ومن الضروري أن يكون للمرأة وقت خاص بها تقضيه في الراحة، أو فيما تحب من هوايات تروح بها عن نفسها، وتكسر بها روتين الحياة اليومي؛ فالعمل المستمر والضغط المتواصل يصيب النفس بالملل والتبلد، ويدعو إلى الفتور وضعف الإنجاز؛ فإنه من لا يتقن فن الراحة، لا يتقن فن العمل؛ فالتفاني في إسعاد الأسرة لا يصح أن يترجم بحال إلى إهمال النفس، وتراكم الضغوط، فدائماً المرأة هي الرافد الذي يغذي أفراد الأسرة بالاهتمام والحب والدعم وطاقة الإبداع والإنجاز؛ لذا فاهتمامها بنفسها من صميم سعادتها وإسعادها لأسرتها ولمن حولها؛ فترعى حق نفسها من اهتمام وعناية وطاعات تقربها من الله -عز وجل-، وتنمي عقلها بالقراءة والاطلاع، وتروح عن نفسها بهوايات نافعة محببة، وتراقب سلوك نفسها وتزكيها؛ فيصبح لها من نفسها على نفسها رقيباً ومرشداً ومعلماً؛ فتسعد وتُسعد من حولها، وهكذا ينبغي أن تكون المرأة المسلمة زهرة جميلة متفتحة ينتشر عبيرها ليعطر الآفاق.




 توقيع : غرآم الروح

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس