الموضوع: دمعة وابتسامة
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 16-01-2018, 04:41 AM
حكآية روح غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 106
 اشراقتي » Apr 2017
 كنت هنا » 08-09-2021 (03:34 AM)
آبدآعاتي » 719,463[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
دمعة وابتسامة



بين الدمعات والآهات .. مغطاة بلثام الابتسامة .. وحيدة .. قد طغت عليّ نفسي .. بل قد طغت عليّ نفوسهم .. ضائعة .. لا أجد سبيلي .. فأنا طفلة سلبت منها حتى براءتها .. آآآآهٍ لنفسي .. إيهٍ غرفتي .. يا بيت أحزاني السرمدية .. يا سجنـًا .. أنـّا لي الخلاص منه .. لا بل أنتِ كحبة غبار .. تاهت في وسط الرياح .. كم وكم أعتدت على رائحة الموت فواحة منكِ .. أصبحت قبر وردة لم تتفتح بعد .. إيهٍ كيف تقبر ؟! أصبحت كهلة ً على صغر سني .. ولكن كيف تشيخ الطفولة وهي ما زالت في ريعانها ؟! يا إيقاعات الآهات والحسرات توقفي .. أرجوكِ توقفي .. فروحي تكاد تزهق بسببكِ .. أيا قلبي .. كيف أمسيت وأنت غارقٌ في بحر عذاباتي ؟! ألمحك تستغيث .. وبمن تستغيث ؟! يا حسرتي .. تستغيث بجدران تشربت دموعـًا .. ليس لي سوى قلم ٍ .. ليس سواكِ لي رفيق .. الويل لي .. كيف أترك مراراتي تنهمر منك .. أترى فعلي خيانة ؟! مالك أيها الرفيق تتقيأ ذكريات تجذر البؤس في أعماقها ؟! لمن أشكو الحال ؟؟ آه ٍ دهري .. ترى ماذا عملت لأتجرع من كؤوس الهموم المنية ؟! كيف أصبحت شاحبـًا وجهي ؟! كيف لا تصبح شاحبـًا وذابلا ً وأنت ترى ما ترى وتسمع ما تسمع ؟! آآآهٍ .. متى سأعيش كأقراني ؟! أستيقظ على صراخهم .. لا يهدأ المنزل من شجارهم ؟! ما ذنبي لأصبح ابنة لكليهما ؟! .. آآه .. يا قلبي تصبر .. فهذه ليست بالمرة الأولى التي اسمع فيها صوت السوط يهوي على جسد والدتي .. ومن ثم أراها تتلوى ألمـًا .. آآه .. أيا أيام العمر التي تمضي .. ويمضي معها ألمي .. حزني .. شجوني .. أنيني .. وحتى دموعي .. تلك التي أتخذت من وجنتي مجرًا لها .. أي الأمور أعدد .. رباه ............." هوى القلم من بين أنامل نور، تلك البرعمة التي لم تتفتح بعد، وكيف لها أن تتفتح وشمس الهدوء والطمأنينة لم تشرق بعد؟! وهوت هي من بعده على كراستها التي لا زالت تنزف قيحـًا.
بعد ساعة ونيف ٍ أقبلت أم نور ، "ما بكِ لا زلت نائمة .. انهضي .. نوور"، بعد أن حاولت أم نور إيقاظها لم تستطع، لأن نور لم تحرك لساكن. استيقظت نور وهي على سرير أبيض، هذا المكان ليس مألوفـًا لديها، أين غرفتها الكئيبة؟! حاولت التركيز أكثر لتتعرف على المكان، فأيقنت أنها في المستشفى، استغربت وخاطبت نفسها "حتى المستشفى أصبح أفضل من بيت تفوح منه رائحة الكافور!!"، سمعت صوت همس بالقرب منها، ألتفت عن يمينها فلم ترَ أحدًا، نظرت لجهتها اليسرى فرأت والديها واقفين، استغربت، بدأت تدعك عينيها لتتأكد مما يحدث، "أحقيقة ما أرى ؟! أأنتما والدي ؟!"، ابتسمت والدتها ودموعها تسري على وجنتيها، تقدمت نحوها وقبلتها، تساءلت نور مجددًا "ما الذي يحدث ؟! أأنا في حلم؟!"، همس والدها "لا بل نحن هنا لأجلكِ"، قالت نور وبتعجب "لأجلي أنا ؟! أرجوكم أوضحوا لي ما الذي يحدث ؟!"، فتحت الأم فاها "لأجلك يا حبيبتي .. فقد قرأت ما سطرته يداكِ على الورق .. وأيقنا كلانا بخطئنا"، قفزت نور من سريرها نحو صدر والديها، قبلتهما، هي لا زالت غير مصدقة، تنظر تارة لوالدتها، تارة لوالدها، خاطبت في سرها ربها "الشكر والحمد لك رباه على ما أنعمت علي، أللهم أدم هذا الحال علينا، ولا تكدره، أللهم أجعلني بارة لهما"، وانهمرت دموع فرح ٍ من مقلها، مسحها والدها بإصبعه وهو يقول ممازحـًا لها "أيتها المدللة كفاكِ بكاءً"، ضحك الجميع، وعادوا جميعـًا للمنزل بتحسن حال نور.
حقـًا هي النور والشعلة التي أبقت هذا البيت والتي أنارت قلب أبويها.




 توقيع : حكآية روح




رد مع اقتباس