عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-06-2018, 04:19 AM
حكآية روح غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 106
 اشراقتي » Apr 2017
 كنت هنا » 08-09-2021 (03:34 AM)
آبدآعاتي » 719,463[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
"الغبقة"... تقليد رمضاني عريق احتفظ بروح التراث الخليجي






الغبقة الرمضانية هي تقليد تاريخي اجتماعي في الخليج تعارف أهله على إحيائه منذ مطلع القرن العشرين، وهي تُعدّ إحدى وجبات شهر رمضان التي تقع بين وجبة الإفطار والسحور.

ويحرص الخليجيون على إقامة الغبقات الرمضانية في ليالي شهر رمضان وخصوصاً في العشر الأواخر من الشهر ويدعون لها الأهل والأصدقاء في بيوتهم ويعتبرونها فرصة لتعزيز التعارف والترابط الاجتماعي بينهم.
وتقام الغبقة غالباً بين الساعة الحادية عشرة ليلاً والثانية صباحاً بحيث يسهل على المدعوّين تلبية الدعوة، ويلتزم الخليجيون عند إحياء الغبقة بارتداء اللباس التقليدي وإبراز النواحي التراثية في الغبقة.

وأصل كلمة الغبقة في اللغة هو الغبوق وهو عادة عربية قديمة معناها الأكل المتأخر في الليل كما تسمّى بالفارسية "البرنيونش".

وتُعدّ وجبة "المحَمَّر" سيدة الغبقة الرمضانية التي لا يزال الخليجيون يحافظون عليها والتي تتكون من سمك الصافي المقلي والأرز المطبوخ بالسكر أو بالدبس خلاصة التمر. وبقي الطبق الوحيد في الغبقة حتى ستينيات القرن الماضي عند ما دخلت الأطباق الجانبية ومنها بعض الأكلات الشامية.

ويعود طبق المحَمَّر إلى ارتباط هذه الوجبة بالمناطق الساحلية في منطقة الخليج العربي، وهي وجبة الغواصين في البحر، أما في المناطق الصحراوية فيُستبدل السمك باللحم. وسبب اختيار الخليج لهذه الوجبة في الغبقة يعود إلى أنها لا تجعل الصائم يشعر بالعطش في اليوم التالي.

ومع مرور السنوات خرجت الغبقات من كونها عادات تقام في المنازل وبين الأهل والأقرباء إلى الفنادق والخيام الرمضانية، حيث وجدت الشركات والهيئات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني في الغبقات فرصة لتعزيز علاقات منتسبيها وتحسين العلاقة بين المسؤولين والعاملين.

وقد دفع انتقال الغبقات الرمضانية إلى الفنادق والخيام الرمضانية القائمين عليها إلى إدخال بعض الألعاب الشعبية والمسابقات التي ترفق بجوائز للفائزين إلى جانب إحياء بعض الأغاني الشعبية.

ولكن الغبقات لم تتأثر جراء انتقالها إلى الفنادق وبقيت محافظة على طابعها التراثي وخصوصاً حرص الفنادق على وجود وجبة المحَمَّر على قائمة الطعام المفتوح. ويعتبر دخول الأطباق الجانبية سواء في الفنادق أو حتى في البيوت الخليجية لمسايرة مختلف الأذواق.
أما اقتصادياً، فينفق الخليجيون مبالغ باهظة على إقامة الغبقات الرمضانية وتنشط الأسواق ويرتفع معدل الاستهلاك فيها حيث يصل في مملكة البحرين مثلاً إلى 50% مقارنة بما قبل شهر رمضان المبارك وبعده.






 توقيع : حكآية روح