عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 16-07-2019, 06:13 AM
همس الروح متواجد حالياً
 
 عضويتي » 525
 اشراقتي » Dec 2017
 كنت هنا » اليوم (03:19 PM)
آبدآعاتي » 1,572,367[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » القراءة..والرياضة.. والطبخ
موطني » دولتي الحبيبه
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي تفسير النابلسي (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً









بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً ﴾(245) سورة البقرة
﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً


ذاتُ الله العليَّة جعلها ربنا جل جلاله في موطن أن تقرضه، إنك إن فعلت خيراً مع عباده فكأنما أقرضته قرضاً حسناً، إن أعنت الناس، إن يسَّرت على مُعسرهم، إن كشفت عن كُربتهم، إن نفست عن كربهم، إن أفرجت عن أسيرهم، إن أعطيت فقيرهم، إن عالجت مريضهم، إن فعلت خيراً تجاه عبدٍ من عباد الله، فإن هذا العمل الطيب هو فرضٌ إلى الله عز وجل، وسوف تأخذه أضعافاً مُضاعفة، هذا المعنى يؤكِّده الحديث القدسي الصحيح:
(( يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاناً مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ ))
[ صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ]
يا داود، استطعمتك فلم تطعمني. قال: كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟! قال: استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي... " إلى آخر الحديث.
هذا المعنى أيها الأخوة لو تأمَّلناه تأمُّلاً دقيقاً لذابت نفوسنا، خالق السماوات والأرض، الذات الكاملة يقول لك: إذا أحسنت إلى عبدٍ من عبادي كائناً مَن كان، أو إذا أحسنت إلى مخلوقٍ من مخلوقاتي كائناً مَن كان فهذا قرضٌ لي، وسأؤديه لك أضعافاً مضاعفة، هذا المعنى أيها الأخوة، لو تمثلناه لانطلقنا في خدمة الخلق، أي إنسان إياك أن تسأله من أين أنت؟ هذا عبدٌ لله عنده كُربة يجب أن تنفث عنه، هذا محتاج يجب أن تساعده، هذا مريض ينبغي أن تمرِّضه، هذا أخرق ينبغي أن ترشده، هذا جاهل ينبغي أن تعلمه، هذا منكسر ينبغي أن تجبره، هذه الأعمال الطيِّبة، ابتسامةٌ تلقى بها أخاً كريماً، مبلغ من المال تقرضه لأخ محتاج، زيارةٌ لمريض ترفع بها معنويَّاته، هذه الأعمال الصالحة وَمثيلاتها ومثيلاتها هي بمثابة قرضٍ حسنٍ لله عز وجل، وسوف يضاعفه الله لك أضعافاً كثيرة، هذا معنى قوله تعالى:
﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً ﴾

إقراض العبد له سبب لإكرامه يوم القيامة :

بشكل مبسَّط أيها الأخوة، قد تجد صديقاً لك عزيزاً عليك، ابنه معه، وفي جيبك قطعة حلوى، إنَّك تقدِّم هذه القطعة لابنه الصغير إكراماً لأبيه، قد لا تنتبه إلى الابن بقدر ما تنتبه إلى الأب، فهذه القطعة التي قُدِّمت لهذا الصغير، هي في حقيقتها قُدِّمت للأب، إنك إن أكرمت ابنه فكأنما أكرمته، هذا المعنى لو تمثَّلناه جميعاً، إنك حينما تُحسن إلى عبدٍ من عباد الله كائناً مَن كان، أو إلى مخلوقٍ من مخلوقات الله كائناً ما كان، فهذا قرضٌ لله عز وجل.
وهذه المرأة التي وجدت كلباً يأكل الثرى من العطش، نزلت بئراً، ملأت خُفَّها ماءً، ثم صعدت فسقت الكلب، فشكر الله لها، فغفر لها، هكذا المسلم، جميع المخلوقات أمامه سيَّان، بشر وغير بشر، مخلوقات لله عز وجل، فإذا طمأنهم، وتلطَّف بهم، وأحسن إليهم وأكرمهم، ودلَّهم على الله، وأعانهم على أمر دينهم ودنياهم، فهذه الأعمال الطيِّبة هي بمثابة قرضٍ حسنٍ لله عز وجل..
﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾

من باب التقريب، تصور مَلِكاً وهو يملك كل شيء، قال لإنسان فقير: أقرضني درهماً وخذ مكانه قصراً، أقرضني درهماً وخذ مكانه منصباً، أقرضني درهماً وخذ مكانه ثروةً، إذا أحجم هذا الإنسان الفقير عن أن يقرض المَلِك درهماً واحداً ليأخذ مكانه قصراً منيفاً، أو ثروة طائلة، أو منصباً رفيعاً، فهو أحمق، هذا الذي أحجم عن أن يقرض ملكاً، الملك غنيٌ، ولكن أراد أن يكون هذا القرض سبباً لإكرام هذا الفقير، وكأن الله عز وجل أراد من هذه الآية، أن يكون إقراض العبد له سبباً لإكرامه يوم القيامة..
﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً ﴾

أخرج من ذاتك لخدمة مخلوق لوجه الله تتألق، أنت تفعل شيئاً لوجه الله تعالى، ولا تبتغي أجراً، ولا جزاء، ولا شكورا.
﴿ إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ﴾( سورة الإنسان: 9 )
﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11)﴾سورة الحديد
أضعاف مضاعفة، لا ظن إذا خدمت ضيعت وقتك، ضيعت مالك،
في ميزان الدنيا:
إذا الإنسان بذل من وقته بلا ثمن، بذل جهده بلا ثمن، بذل خبرته بلا ثمن بذل علمه بلا ثمن، بكون مجنون
أما بميزان الآخرة هو العاقل
كان عليه الصلاة والسلام يوزع شاة، وزعها ولم يبقى إلا كتفها، السيدة عائشة يعني يبدو أنه دع لنا منها شيئاً، قالت له لم يبقى إلا كتفها، فقال عليه الصلاة والسلام: بل بقيت كلها إلا كتفها
﴿ فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ﴾

موسوعة النابلسى للعلوم الاسلامية



🌹🌺💐🌷🌸







 توقيع : همس الروح

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ همس الروح على المشاركة المفيدة:
, ,