الموضوع: المطر
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12-10-2018, 04:39 PM
reda laby متواجد حالياً
 
 عضويتي » 580
 اشراقتي » Feb 2018
 كنت هنا » يوم أمس (11:31 PM)
آبدآعاتي » 2,711,656[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الإطلاع المتنوع الثقافات
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
المطر






إن المطر نعمة عظيمة من نعم الله الكثيرة،
تنتج عن هذه النعمة نعمٌ أخرى تصلح بها الحياة الدنيا،
مما يوجب ذلك توحيد الله -تعالى- وعبادته؛ شكراً لله -تعالى-, قال -تعالى-
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ *
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ
رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)[البقرة: 21 – 22].

وهذه النعمة ليس للإنسان يد في حصولها، بل هي محض تفضل من الرب الكريم،
ولو شاء الله -تعالى- لجعل الماء مالحًا غير صالح للحياة، قال -تعالى-:
(أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ *
لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ)[الواقعة: 68 – 70].

والمطر مظهر من مظاهر رحمة الله -تعالى- بعباده ورأفته بهم مع كثرة ذنوبهم
التي هي سبب لحجب هذه الرحمة عنهم، قال -تعالى-: (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ
يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا)[الفرقان: 48]. وقال: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ
مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ)[الشورى: 28], وقال:
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)[الأعراف: 96].

عباد الله: إن الله -تعالى- قد وصف هذه النعمة في كتابه بالبركة والطهارة والحياة؛
لحصول ذلك في واقع الخلق، قال -تعالى-: (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ
وَحَبَّ الْحَصِيدِ)[ق: 9]، وقال: (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ
مَاءً طَهُورًا * لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا *
وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا)[الفرقان: 48 – 50]
, وقال: (وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ
يَسْمَعُونَ)[النحل: 65], وقال: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا
فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)[الأنبياء: 30].

أيها الأحبة الكرام:
إن الله -تعالى- بلطفه ورحمته قد أنزل هذه النعمة على عباده ما استقاموا على طاعته
بقدر حاجتهم، فلم يجعلها -تعالى- دائمة الهطول فتفسد عليهم حياتهم،
بل إنه -تعالى- جعل لها مخزنًا تخزن فيه إلى وقت الحاجة وهو باطن الأرض؛
لتستخرج وقت العوز إليها، وذلك حينما تزيد على حاجة الإنسان, قال -تعالى-:
(وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ *
فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ)
, وقال: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا
مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ)

أيها الفضلاء:
إن هذه النعمة تستحق منا التأمل والنظر المتدبر في أسبابها وآثارها ونزولها,
وما يحتف بها من آيات الله -تعالى-؛ حتى يعظم شكرنا لله -تعالى- عليها،
ويزداد إيماننا به -عز وجل- حتى لا يحرمنا هذه النعمة, ولهذا أمر الله -تعالى-
بهذه العبادة وهي عبادة النظر والتأمل إلى هذه النعمة وآثارها,
فقال -تعالى-: (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا *
فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا *
مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ)[عبس: 24 – 32].

لو فكّر الإنسان -أيها الأحبة-
في انقطاع هذه النعمة عنه هل سيعيش بدونها، وهل سيدوم بقاؤه بفقدها؟,
قال -تعالى-: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ)[الملك: 30],
فلا حياة في الدنيا إلا بهذه النعمة.

عباد الله:
إن المطر آية من آيات الله -تعالى- التي تدل على قدرته العظيمة التي لا حدّ لها،
فمن الذي يستطيع أن يغيث الناس بالمطر فيذهب ظمأهم، ويلطّف الجو الشديد الحرارة
الذي يَصليهم؟ لا أحد سوى الله -جلّ جلاله-، قال -تعالى-:
(أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ *
لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ)[الواقعة: 68 – 70].

وحينما ينزل الغيث على الأرض القاحلة الممحلة فيحييها بالنبات والمنظر المشرق،
فتصير حية بعد موتها يكون ذلك آية على قدرة الله على إحياء الموتى،
فهو آية صغرى تدل على آية كبرى، قال -تعالى-:
(وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا
لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[فصلت: 39].

وهو دليل على عجز الإنسان وحاجته التي لا يجبرها إلا الله -تعالى-
، فلا ساقي للناس ولا مغيث لهم من شبح الجدب إلا الله، قال -تعالى-:
(وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ)[
يعني: ليست خزائنه عندكم، بل الله هو الخازن له ينزله متى يشاء.

والمطر ذكرى تذكِّر من سُقوا بالشكر، وتذكر من مُنِعوها بالتوبة ليستحقوها،
قال -تعالى-: (وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا)[الفرقان: 50].

فيا أيها الناس:
شكراً لله شكراً على هذه النعمة، فاللهم لك الحمد على هذه النعمة الجزيلة،
(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)[إبراهيم: 7]











 توقيع : reda laby

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : reda laby


رد مع اقتباس
6 أعضاء قالوا شكراً لـ reda laby على المشاركة المفيدة:
, , , , ,