عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 25-04-2019, 10:16 AM
مرافئ الذكريات غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 25
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » 18-09-2023 (09:13 PM)
آبدآعاتي » 492,540[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي الاعجاز العلمي في قوله { النجم الثاقب } الجزء الاول






الإعجاز العلمي في قوله تعالى:

﴿وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ﴾ [الطارق: 1-3]
مقدمة:
منذ آلاف السنين والبشرية تنظر إلى السماء وتتأمل ما فيها من نجوم وكواكب وشهب، وتحاول أن تقدم دراسات لتلك الظواهر التي في السماء، واستخدم الناس أعينهم في أول الأمر، فكانت تلك الدراسات عبارة عن ملاحظات بسيطة لا تستطيع أن تصل إلى التفسير الحقيقي لتلك الظواهر البعيدة.
ثم بعد ذلك استخدموا العدسات المكبرة لسبر أعماق الكون، وفي هذه المرة استطاعوا أن يحسنوا من أداء الدراسات الفلكية إلا أنها مازالت دراسات قائمة على رؤية محدودة لا تتجاوز الأشياء القريبة، حتى جاء القرن العشرين ليستخدموا أعيناً جديدة هي التلسكوبات العملاقة، ثم استخدموا التلسكوبات التي تعمل بوسائل جديدة تختلف عن الوسائل المرئية بالعين، فاستخدموا الأشعة الراديوية والأشعة تحت الحمراء والأشعة السينية وأشعة جاما وغير ذلك لرؤية ما لا تستطيع العين المجردة رؤيته.
وفي هذه اللحظة بدأ العلماء باكتشاف أسرار الكون وعجائبه، فاكتشفوا المجرات وداخل كل مجرة مئات البلايين من النجوم!، واكتشفوا الدخان الكوني، واكتشفوا أيضاً أنواعاً عديدة من النجوم ومراحل تطور هذه النجوم، وتبين لهم أن النجم يولد ويكبر ثم يشيخ ويهرم ثم يموت وينفجر ويتهاوى على نفسه!.
ومن عجائب الاكتشافات الكونية ما سمّاه العلماء بالنجوم النيوترونية، وقد كان أول من طرح فكرة النجوم النيوترونية العالمان Fritz Zwicky و Walter Baade عام 1933، حيث وجدا بنتيجة حساباتهم أن الكون يحوي نجوماً عادية ونجوماً نيوترونية أي أن هذه النجوم تتكون من جسيمات صغيرة هي النيوترونات.
وبدأ العلماء على مدى أربعين عاماً رحلة البحث عن هذه النجوم الجذابة، حتى جاء عام 1967 حيث قام كل من Jocelyn Bell و Anthony Hewish بمراقبة السماء لفترة طويلة وأخيراً تمكنوا من تسجيل إشارات راديوية، تبين أنها صادرة عن هذه النجوم. ولكن الإثبات العلمي اليقيني على وجودها لم يأت إلا في أواخر القرن العشرين عندما استطاع العلماء تصوير هذه النجوم ودراستها دراسة متعمقة، وتأكد لهم وجودها بكميات كبيرة في الكون(1).
أقوال علماء اللغة والتفسير في النجم الطارق:
أقسم الله تعالى في كتابه الكريم بنجم من النجوم في السماء، ووصفه تعالى بصفتين، هذا النجم هو النجم الطارق، وجاء وصف هذا النجم الطارق بأنه طارق وأنه ثاقب، قال تعالى: ﴿وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ﴾ [الطارق: 1-3].
أما الوصف الأول فهو الطارق، وهو مأخوذ من الطرق، وأصل الطرق الضرب، ومنه سميت المطرقة، والطرق الدق أيضاً، والطرق يأتي بمعنى تراكب الشيء بعضه على بعض، والتطارق هو التتابع.
يقول ابن منظور: "وأَصل الطَّرْقِ الضرب ومنه سميت مِطْرقَة الصائغ والحدّاد لأَنه يَطْرقُ بها أَي يضرب بها وكذلك عصا النَّجَّاد التي يضرب بها الصوفَ، وطَرَقَ النَّجَّادُ الصوفَ بالعود يَطْرُقُه طَرْقاً ضربه واسم ذلك العود الذي يضرب به المِطْرَقةُ وكذلك مِطْرَقَةُ الحدّادين.
وقيل أَصل الطُّروقِ من الطَّرْقِ وهو الدَّق، وسمي الآتي بالليل طَارِقاً لحاجته إلى دَق الباب، والطَّرَقُ في الريش أَن يكون بعضُها فوق بعض، وريش طِرَاقٌ إِذا كان بعضه فوق بعض، تقول منه اطَّرقَ جناحُ الطائر على افْتَعَلَ أَي التف ويقال اطَّرَقَت الأَرض إِذا ركب التراب بعضه بعضاً، وكل ما وضع بعضه على بعض فقد طُورِقَ وأَطْرقَ، وطِرَاقُ بيضةِ الرأْس طبقاتٌ بعضها فوق بعض، والمَجَانّ المُطْرَقَة التي يُطْرَق بعضُها على بعض، وقوله عز وجل: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ﴾ [المؤمنون: 17].
قال الزجاج أَراد السمواتِ السبع وإِنما سميت بذلك لتراكُبها والسموات السبع والأرضون السبع طَرائِقُ بعضُها فوق بعض، وتَطارق الشيءُ تتابع واطَّرَقت الإِبل اطِّراقاً وتَطارقت تَبِع بعضُها بعضاً وجاءت على خُفٍّ واحد، وتَطارق القومُ تَبِعَ بعضُهم بعضاً"(2).
وأما الوصف الثاني فهو الثاقب، والثقب هو النفوذ في الشيء، والنجم الثاقب هو اللامع المضيء، وهو الشيء المرتفع على غيره، يقول صاحب اللسان: "الثَّقْبُ مصدر ثَقَبْتُ الشيءَ أَثْقُبهُ ثَقْباً والثَّقْبُ اسم لما نفَذ، الثَّقْبُ الخَرْقُ النافِذُ. والثُّقُوب مصدر النارِ الثاقبةِ والكَوْكَبُ الثاقِبُ المُضِيءُ، وتَثْقِيبُ النار تَذْكِيَتُها وثَقَبَتِ النارُ تَثْقُبُ ثُقُوباً وثَقابةً اتَّقَدَتْ، والثِّقابُ والثَّقُوب ما أَثْقَبَها به وأَشْعَلَها به من دِقاقِ العِيدان، ويقال هَبْ لي ثَقُوباً أَي حُرَاقاً وهو ما أَثْقَبْتَ به النارَ أَي أَوقَدْتَها به.
ويقال ثَقَبَ الزَّنْدُ يَثْقُب ثُقُوباً إِذا سَقَطَتِ الشَّرارةُ وأَثْقَبْتُها أَنا إِثقاباً، وزَنْدٌ ثاقِبٌ وهو الذي إِذا قُدِحَ ظَهَرت نارُه، وشِهابٌ ثاقِبٌ أَي مُضِيءٌ، وثَقَبَ الكَوْكَبُ ثُقُوباً أَضاء. وفي التنزيل العزيز: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ﴾ [الطارق: 2-3].
قال الفرَّاء الثاقِبُ المُضِيءُ وقيل النجم الثاقِبُ زُحَلُ والثاقِبُ أَيضاً الذي ارتفع على النجوم، والعرب تقول للطائر إِذا لَحِقَ بِبَطْن السماء فقد ثَقَبَ. والعرب تقول: أَثْقِبْ نارَكَ أَي أَضِئْها للمُوقِد.
وفي حديث الصّدّيق رضي اللّه عنه: نحنُ أَثْقَبُ الناسِ أَنساباً أَي أَوضَحُهم وأَنوَرُهم، والثَّاقِبُ المُضِيءُ.
ومنه قَولُ الحجاج لابن عباس رضي اللّه عنهما إِنْ كان لَمِثْقَباً، أَي ثاقِبَ العِلْم مُضِيئَه، وحَسَبٌ ثاقِبٌ إِذا وُصِفَ بشُهْرَتِه وارْتِفاعِه، وحَسَبٌ ثاقِبٌ نَيِّر مُتَوَقِّدٌ وعِلمٌ ثاقِبٌ منه. وثَقَبَ رَأْيُه ثُقُوباً نَفَذَ، ورجل مِثْقَبٌ نافِذُ الرَّأْي"(3).
ويقول ابن جرير الطبري: "النجم الثاقب يعني يتوقد ضياؤه ويتوهج"(4).
ويقول ابن كثير: "يقسم تبارك وتعالى بالسماء وما جعل فيها من الكواكب النيرة ولهذا قال تعالى: ﴿وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ﴾ ثم قال: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ﴾ ثم فسره بقوله: ﴿النَّجْمُ الثَّاقِبُ﴾.
قال قتادة وغيره: إنما سمي النجم طارقاً لأنه إنما يرى بالليل ويختفي بالنهار، ويؤيده ما جاء في الحديث الصحيح: «نهى أن يطرق الرجل أهله طروقاً»(5) أي يأتيهم فجأة بالليل.
وفي الحديث الآخر المشتمل على الدعاء: «إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن»(6).
وقوله تعالى: ﴿الثَّاقِبُ﴾ قال ابن عباس: المضيء، وقال السدي: يثقب الشياطين إذا أرسل عليها، وقال عكرمة: هو مضيء ومحرق للشيطان"(7).
ويقول البيضاوي في تفسيره للثاقب: "المضيء كأنه يثقب الظلام بضوئه فينفذ فيه أو الأفلاك"(8).
النجم الثاقب في ضوء الاكتشافات العلمية الحديثة:

لكل نجم من النجوم بداية ونهاية، وقد تكلمنا عن حياة النجوم بشيء من التفصيل في بحث لنا بعنوان (انكدار النجوم)، ونقول باختصار: عندما يكون وزن النجم أكبر من وزن الشمس بمرة ونصف تقريباً، وعندما تنقضي حياة هذا النجم وينفد وقوده يبدأ بالانهيار ويمر في حالة تشبه الانحلال، فالإلكترونات لا تعود قادرة على البقاء في مداراتها حول الذرة، ولذلك سوف تُجبر على اختراق الذرة والانصهار في البروتونات، لتتشكل بذلك النيوترونات، وتولد حرارة تبلغ أكثر من مليون مليون درجة مئوية، وبالتالي فإن هذا النجم يتحول إلى نجم نيوتروني يزن أكثر من 400 مليون مليون كيلوجرام.
المطارق العملاقة:
عندما قام العلماء بتسجيل الإشارات الراديوية القادمة من الفضاء البعيد، ظنوا في البداية أنها رسالة من كائنات مجهولة، ولكن تبين أن هذه الإشارات ما هي إلا صوت لدقات منتظمة جداً، فقد سمعوا وكأن أحداً يطرق عدة طرقات كل ثانية، ولكن في البداية تخيلوا بأن هذا النجم ينبض مثل قلب الإنسان، فأسموا هذه النجوم بالنوابض Pulsars، ولكن تبين فيما بعد أنها تصدر أصواتاً أشبه بالطرق، فأسموها المطارق العملاقة gigantic hammer التي تدقّ مثل الجرس.
إشعاع ثاقب:
يؤكد العلماء أن هذه النجوم تبث أشعة عظيمة ولامعة، ففي عام 1979م سجل العلماء الشعاع الأكثر لمعاناً في السماء وقد كان ناتجاً عن نجم نيوتروني ثاقب، فقد بث هذا النجم كمية هائلة من أشعة جاما gamma rays وهي أقوى أنواع الأشعة الثاقبة، لقد بث خلال 0،2 ثانية كمية من الإشعاعات الثاقبة تعادل ما تبثه الشمس في ألف سنة!!! ويقول العلماء الذين رأوا هذا الشعاع إنهم لم يشاهدوا شعاعاً بهذه القوة واللمعان من قبل!!(9).




 توقيع : مرافئ الذكريات

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ مرافئ الذكريات على المشاركة المفيدة:
,