{{{ رجلٌ لن يتكرر }}}

="

{{{ رجلٌ لن يتكرر }} هنا اليومَ أنا أبي ، يا مَنْ ربيْتَني ورَعرَعْتَني حتى اعشوشَبَتْ كلَّ أركان حياتي فَلَكَمْ اليومَ أنا والدي مُتمنياً أن تكونَ هنا معي وبقربي والى جانبي فآهٍ أبي لو أنكَ اليومَ قادراً على الإتيانِ هنا ، لترى وتُشاهد وتعرفُ ما أنتَ على مَنْ بَعدِكَ أوصْيتَهُ أنّْ بهم رفقاً وخيراً ، لتعرفُ مَنْ وهَبتَهُ ثِقةً مُطلقةً وأنتَ مُغمضُ العينين ، وهبتَهُ وعلى مَنْ بعدِكَ رأسْتَهُ ، وأمرتَهم أنّْ لهُ طاعةً وولاءً أمَدَ العيشِ والحياة ألا ليت يا والدي تأتي ترقبُ وتشاهد !! .. فيا صِدِّيقاً ــــ ومنذُ عهودٍ أنا مَنْ نعتَهُ ووصفتَهُ كـ صديقَ النبي ــــ فكَم فيكَ من خصالٍ مُشابهةٍ لأبي بكرٍ الصديق رضوان الله عليه ورِضى الخالق ورحمته على روحك الطاهرة أبي. أتمنى وأتمنى ، ومع كل هذه التمنيات والابتهالات تتراجعُ خُطاي وتتراجعُ ابتهالاتي ، واعودُ اليكَ متوسلاً أنّْ أرجوكَ أبي لا تأتي، فإن أتيتَ لا أدري كم مِيتَةً ستموت ، كم من مراتٍ ستموت !!!!! ستموتُ بالحياةِ إن أتيتَ مراتٌ ومراتٌ ومرات، وبمرارٍ وكَمَدٍ وغيظٍ وحسرات. فارقُدْ أبي حيث أنت ، أرقُدْ يا حمامةَ المسجدِ ـــــــ فهكذا لقبوكَ أصحابُ المسجدِ الذي كنتَ تركعُ وتسجدُ وتدعو به في صلواتك ـــــ وهكذا هُم رؤوك ولا أظنهم إلا أنهم رؤوا الخيرَ يشُّعُ من عينيك المُخلصتين ، وجبينكَ الطاهرُ الوضّاءْ ارقُدْ بسلامٍ ، فحيث أنتَ أرحمُ لكَ وأنقى ، وحيثُ أنتَ فردوسٍ منه تستنشقُ نقيَّ هواءٍ رّبانيّْ ، الذي لا يعرفهُ بشر . رحمكَ الله أبي يا حمامةً بيضاءَ تَسُّرُّ نَظَرَ الناظرين وتُلهمهم بالتقوى ، والوَرَعَ ، والإيمان والنقاء رحِمَكَ الله أبي أيُّها الرجلُ الذي لا ولن يتكرر ، ولن يُخلَقُ كمثلهِ أحدٌ من بَشَرٍ طيلةَ هذا العمرُ الذي نحيا به ونعيشه ، وعلى مدار هذا العصر . فسلامٌ عليكَ وعلى روحك الطاهرة يا أنقى أنقياء كَوْني وكونَ كلِّ من عرفوك والى لقاءٍ يجمعنا بجنةٍ تضُمُّني بها بأحضانٍ دفؤها من جناتِ ربٍّ كريم . ... .. .

المصدر : منتديات عبق الياسمين