صديق العمر

عالم صغير نسكنه رغم كبر الأرض وزمنٌ يمضي بنا سريعاً ويوماً بطيئاً لا نشعر معه أنه يدوّن بقايانا في الحياة ويمضي كل شيء ونحن نتناسى الوقت ولكن أجمل الوقت أن تعيشه مع صديق فكان لي صديقُ عمر هو نعم الصديق نجتمع في كل مكان ونترافق بكل وقت يبوح لي بكل شيء عن حياته وأهل بيته ورغم حياة والديه إلا أن الزمن ... كسـره فتناقلته الدنيا لكل مكان إلا منزل والده وحين نجلس معاً يتصل بهم ... وينسـاني وكم تعجبني ضحكاته في حديثه لـهما وكم تبكيني دموعه حين يغلق الهاتف ويشعر أن الدنيا تبعده عن البقاء معهما إنها سنة الحياة حين نستبدل البيت بآخر ونرحل عن أبوين هما جنّة الحيـاة فيها ورغم ذلك هناك صداقة تعوّض الفقـد ونعتبر أن شقة العزّاب مجرد أزمه وقت وحياة كنا نسمع بقسوتها فحوّلناها إلى حياة لهو وضحك وألعابٌ تأكل الوقت مع أناس مرحين وطبخٍ ننساه دوماً فيحترق كان راتب صديقي تتقاسمه شقتنا ووالده ولا ندري هل جمعها والده أم ظنّها ماله ومع ذلك لم يكن يهمه المال ليسـأل عنه وفي يومٍ تمنى السفر إلى الشام الحبيبه لا لشيء ولكنه شعر أنه بحاجةٍ لتغيير الجوّ وأن المال لا يكفيه ليذهب لوالديه حينها والغريب أنه أخذ عهداً مني ألا أمدّ له يداً بمعونه أو شيئاً يجده في حسابه البنكي وطلب مني السفر برّاً بدلاً من ركوب طائره فسافرنا برّاً وتولى هو قيادة سيارتي بحجة عدم إطمئنانه لقيادتي المتهورة وسألته : إنتا جبت المعلومه دي منين؟! فأصبحت أصب له الشاهي وأناوله ليأكل وسط نغمات نتراقص حيناً ونغني حيناً ويأخذنا الطريق لكل فضفضةٍ لمشاعرنا وقصصنا ومصائب لم يعلم بها أحـد غيرنا وكأن الوقت بدا قصيراً حتى وصلنا المنافذ وها نحن في الشام نسكن فنـدقاً للنـوم ولم نشعر أن الجهد نال منا كي ننام كانت رحله هي الأجمل بحياتي رغم بساطتها ولا أنسى موقفاً حدث لنا في اللاذقيه حين طرقت علينا أنثـى في شاليه لم نجد غيره رغم سعره لكننا كنا مجهدين ولم نهوي البحث لمكانٍ بديل ... فتحت الباب ونظرت إلى أنثى وهبها الله كل ملامح الجمال فأخبرتني أنــا أعمل في عيادة البشره وإزا كانت المدام عندك ترغب بمكياج أو شيء من معاجلة البشرة أو تنظيفها فقلت لها: تفضلي زوجتي بالداخل ثم ذهبت لإحضار بعض المستلزمات من السيارة في مواقف الفندق وحين عدت وجدت وجه صديقي مصفرّاً ويسألني من تلك التي دخلت عليّ قلت: لا أدري أنت من فتح لها الباب ... كانت تريدك دخلت علي فأخذت تضحك كثيراً وتعتذر ثم سألتني من أنت فكنت أعتقد أنها من موظفي الفندق وبدت تسألني عن بشره وتنظيف وأشياء لم أسمع بها ولم تواصل في كلامها من ضحكها ولأني على يقين أنه قد يضربني فتأخرت حتى خرجت .. لكن ضحكاتي فضحتني فانهال علي رمياً بكل شيء يقع في يده وهربت ... للقصة بقيّه إنتظروني في الجزء 2 تحيتي لكم

المصدر : منتديات عبق الياسمين

 

اللهم انصر أهل غزة بنصرٍ من عندك

لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )

اسم العضوية		حفظ معلومات الدخول
كلمة المرور