كن بأخلاقك وعلمك من المجددين الذين بشر بهم المصطفى صلى الله عليه وسلم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : (إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ*لَهَا دِينَهَا ) رواه أبو داود .
قلت : مع اختلاط الأمة الإسلامية مع غيرها من الأمم ينبهر كثير من الناس بعادات الغرب و حياتهم و التي قد تخالف ديننا فينحرف عن الجادة فيبعث الله سبحانه و تعالى على رأس كل مائة عام عالما أو مجموعة من العلماء لتجديد الإيمان في قلوب الناس و إعادتهم للطريق السليم ، و تحذيرهم من محدثات الأمور و تأصيل النوازل و المسائل الفقهية الحديثة و بيان حكم الشرع فيها بما يتوافق مع مستجدات العصر فيحفظ للناس دينهم و ثوابتهم و ييسر عليهم أمر حياتهم ، كما جاء بالحديث أعلاه وهو حديث صحيح مشهور ، و قد قال العلماء بأن لفظة ( من ) في الحديث هي اسم موصول قد تعني فردا أو مجموعة من الناس ، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :" لا يلزم أن يكون في رأس كل مائة سنة واحد فقط ، بل يكون الأمر فيه كما ذكر في الطائفة ( يعني قد تكون جماعة ) وهو متجه، فإنَّ اجتماع الصفات المحتاج إلى تجديدها لا ينحصر في نوع من أنواع الخير ، ولا يلزم أن جميع خصال الخير كلها في شخص واحد ، إلا أن يُدَّعى ذلك كما في عمر بن عبد العزيز ، فإنه كان القائم بالأمر على رأس المائة الأولى باتصافه بجميع صفات الخير وتقدمه فيها ، ومن ثم أَطلَقَ أحمد أنهم كانوا يحملون الحديث عليه ، وأما من جاء بعده فالشافعي - وإن كان متصفا بالصفات الجميلة - إلا أنه لم يكن القائم بأمر الجهاد والحكم بالعدل ، فعلى هذا كل من كان متصفا بشيء من ذلك عند رأس المائة هو المراد سواء تعدد أم لا)" فتح الباري" (13/295) . وهذا هو القول السديد الذي يناسب هذا العصر .
فكن أيها الأخ الحبيب ممن يتصف بهذه الصفات و الأخلاق أو بعضها أو مصاحبا لمن اتصف بها أو ببعضها تكن من ( المجددين ) الذين بشر لهم المصطفى صلى الله عليه و سلم أو في زمرتهم . حفظ اله لنا ولكم الإيمان و ثبتنا على الحق .
أسعد الله صباحكم بكل خير.