الحياة يجب أن تستمر!
تعرفُ الثيران قانون اللعبة جيداً،
تعرفُ إنها فرائس مرغوبة للأسود، وصيد شهي للتماسيح،
ولكنها بالمقابل تعرفُ أيضاً أنها إذا لم تُهاجر فستفنى،
ومن الغريب جداً أن تدرك الثيران بغرائزها،
ما لا يدركه البعض بعقولهم!
ما دامت الحياة مستمرة فالخسائر ستحدث،
وحده الموت هو صافرة النهاية!
ستبقى الحروب تندلع، والحرائق تشتعل،
سيبقى الإنسان عُرضة للمرض، والفشل، وفقد الأحبة،
سنحبُ ونُفارق، وسنتعلق وتحترق قلوبنا،
سنربي الأولاد ليتزوجوا، ثم ينتهي بنا المطاف وحدنا،
لا أحد يستطيع أن يُغيِّر هذه الأمور،
ولكننا نستطيعُ أن نُغيِّر نظرتنا إلى الحياة!
أن نفهم أن الأمور السيئة هي جزء منها،
وأن أمراً سيئاً يحدث لا يعني أن يتوقف كل شيءٍ،
بين فترة وأخرى تسقطُ طائرة،
ولكن الناس لا يكفون عن ركوب الطائرات،
وحوادث السير تقع، ولكننا لا نستغني عن السيارات،
يموتُ بعض الأولاد، ولكننا لا نتوقف عن إنجاب آخرين،
الأخطاء التحكيمية تقعُ في مباريات كرة القدم،
ولكن اللاعبين لا يعتزلون، ونحن لا نتوقف عن مشاهدتهم!
متى ما فهمنا أن الحياة لا شأن شخصي لها مع أحدنا،
وإنما كانت كذلك قبل مجيئنا، وستبقى هكذا بعد رحيلنا،
استطعنا أن نتعامل معها بواقعية ومنطق!
لستُ أقولُ إنه من فهم الحياة أن يحبَّ المرءُ الخسائر،
ولا أن يجلسَ منتظراً وقوع المصائب،
ما أقوله أنْ نعملَ جيداً كيلا نخسر، وأن نسعى لنعيش سعداء،
ولكن متى وقعتْ الأمور السيئة فعلينا تقبلها،
لا سبيل آخر أمامنا،
لأن الحياة لن تتوقف لأن أحدنا قرر أنها ليست عادلة،
وإن الذي يتعامل مع الحياة،
بعقلية أنه مستهدف منها يصيبه ما أصاب الحيَّة!
تقولُ الحكاية:
إن حيَّةً دخلت إلى منجرة في الليل،
وكان النجار قد اعتاد أن يتركَ عدته على الطاولة،
وبينما كانت الحية تتجول في المنجرة والظلام دامس،
مرَّتْ بجسدها الطريَّ فوق المنشار،
مما تسبب لها ببعض الجروح،
أرادتْ أن تُدافع عن نفسها فعضَّتْ على المنشار،
ونفثتْ سمَّها فيه، فجُرحَ فمها،
فاعتقدتْ أن المنشار عدو متربص بها،
فقامتْ بلف نفسها حوله محاولةً خنقه كما تفعلُ مع فرائسها،
فتقطعتْ وماتت