ننتظر تسجيلك هـنـا

الأدارة ..♥ مَملكتنا مَملكة الياسمين، يلتهبُ الشجنُ ويَثْمِلُ الحرفُ بالآهات ، حروفُنا الخالدةُ كفيلةٌ بأنْ تأخُذَكم إلى عَالمِ السَحَر ، تَحْدِي بِكُم وتَمِيلُ فهي مميزةٌ بإدخالِ الحبِّ إلى القلوب ،ولكي لا تتَعرَضَ عُضويَّتكَ للايقافِ والتشهيِّر وَالحظر فِي ممْلكتِّنا .. يُمنع منْعاً باتاً تبادل اي وسَائل للتواصل تحْتَ اي مسَّمئ او الدَّعوه لمواقعِ اخْرى ، ولكم أطيب المنى ونتمنى لكم وقت ممتع معنا



 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 03-05-2024, 03:38 AM
سبــيعي غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 1627
 اشراقتي » Apr 2020
 كنت هنا » 13-05-2024 (01:07 PM)
آبدآعاتي » 740,770[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الإعلام!
موطني » دولتي الحبيبه Kuwait
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي أخيلة خدره



يستيقظ من منامه ...
يلتقط هاتفه لينادي الرقم ذاته بالأمس ...
كانت حالاته تتكرر ...
يُنجب في كل حاله أنفاساً مشوهة ...
تتكون من حياة ضجرة تسودها أحلام الخناجر القاتلة ...
توخز وخزاً تتنمل على إثره الأحلام وتتخدر.

ينظر إلى شاشة هاتفه ...
يتأكد من أن الطلب ما جال جارياً ...
لا يتقهقر ...
ولا يصيبه اليأس ...
لعل الإجابة تُريح هذا الجهد ...
ينتظر ويعيد المحاولة مرّة أخرى ...
ويُعيد ...
ويُعيد ...
ويُعيد ..........

لمَ لا تُجيب ! ...
كان سؤاله الداخلي هذا يراوده باستمرار ...
كان يريحه صوت الرنات وهي تتراقص في مسامعه ...
كاهتزاز وتر آلة موسيقية مموسقة اللحن ...
لكن هذا لا يكفي ...
نعم ... لا يكفي !!!
لا بد من سماع صوتها مرة أخيرة ! ...
واحدة فقط هي الأمنية التي يُريد ! ...
ومن ثمَّ سيغط في نسيان داهر لا تتخلله أحلام يقظه أبدا.

في الضحى يُعالج مكوثه بالخروج قليلاً ...
لعل جنونه يرحمه ويجعله يلفظ أنفاس الحياة ...
يمسك بحافة المخرج من كهفه المظلم ...
لا يفعل شيئاً ... ينتظر فرجة في عقله تُتيح له إذنا بالخروج ..
يجدها في تلابيب الخجل ...
تراوده نفسه بالكف عنها ... لكنه سرعان ما استخدمها ...
لا تراجع ... سأخرج إلى فناء طاهر ... هكذا قال في نفسه ..
ثمَّ مضى ... إلى أين !
إلى شمس تصفع عينيه ليرفع يديه احتماءً منها ..
اعتاد الصفعات وأنزل يديه متثاقل الخطى يمشي هوناً مترنحا من كثرة التفكير ...
وللحظة فقد القدرة على التفكير ... ثم عاد إليها خجلاً ... كأنه يتودد
لكنه فكر وقدر ... لقد قرر .. !
عاد إلى كهفه بخطوات جريئة ..
وبعينين مشبعة بالإيمان ...
وبعد أن ولج إلى الداخل ...
تفاجأ بها أمامه ...
تتأمله بصمت ...
ويتأملها بحزن شديد وألم ينم عن فقد لاذع.

هذيان ...
هذه أقرب صفة لحالته تلك ...
لم تكن في الحقيقة واقفة أمامه كحياة إنما كخيال محض يتجلى أمامه كأنه في سينما يشاهد فلماً ...
إنه يدرك ذلك تماما ...
ثلاثون عاماً من عمره كفيلة بأن تفسر تلك الهيئة التي تجلت أمامه ...
بحث وتحري وتجارب قاسية عاشها لم ولن تجعله فريسة الوهم بسهولة ...
دمعت عيناه ...
أدرك خديعة عقله ...
فمضى قدماً إلى مأواه ...
انتشل ذاته من الوحل ...
تأمل لوحاته المعلقة على جدران الذكريات ...
ومن بينها لوحة رسمها تصف حزنها الشديد على فراقه لها فيما مضى ...
انحدر برأسه حَزِناً ...
ثم أعاده إلى جادة الهدف وانطلق.

كان يعود ...
إلى مأوى معهود ...
إلى المهد الذي يراه كالعدو اللدود ...
يحاول القبض على ذنوبه ...
ليستخرج منها توبة واحدة ...
تحتويه وتأويه ...
تأتيه بأسباب البقاء ولو نغلاً في الحيوان المستباح.
في الغربة هوَ ...
ترك أرضه هارباً ...
انتحبَ غارماً ...
مؤدياً طقوس الوداع ....
ما داع إلى ذلك وداع ...
يغشى قلبه القطران ...
ويلف رأسه بعمامة سوداء ...
انتهى به الأمر إلى تلك البقاع ...
براءة من أبيه وحسرة على أمه ...
لكنه يأبى عائدة الأفكار إلى عودة لتلك الديار ...
سيكون جبارًا في الأرض لا ضير ولا ضمير ...
يسفح الدم بلا ندم ....
ينشر الوباء بحفنة من تلاد ...
يسوس البلاد ...
ما بقي من اليوم من ميلاد ...
وفي ساعة وساعة يهاتف أمه باكياً ...
مشتاقاً معادياً ...
أسكتها بالعناد ...
آل بها الوداد إلى وأد ...
هل ماتت ...؟
ما عادت تُجيب هتافه البائس ...
ولا تستقبل بكاءه المجنون.

وفي الذكريات يُنادي أمه عند الغروب ...
أن تعالي لأريك لوحتي ...
فلما رأتها قالت له ما أجمل صنيعك يا بني ...
قال لعل أبي يأتينا بعد غياب ليرى ما أُنجزته من جمال ...
قالت أمه إنه لفاتن ...
قال بلى وإني لأعلم هذا علم اليقين ...
وبعد حين من الأسبوع عاد الأب ورأى صنيع ابنه ...
هذه تفاهة لا نفع منها ولا سلطان ....
قال الأب قولته وانعكست على ابنه بالحسرة والبؤس ...
أدبر الأب وقدَّ إدباره بقبلة السخط ...
مكث الأبن فاتراً ...
وفي الليل غادر منزله وفي جعبته ذكريات ولت ...
آلت إلى ما آلت إليه وانسلت ...
أخرجت مشاهد الوسيط بينه وبين خالقه ...
وسيلة وغاية كانت سببا في تواجده في هذه الحياة ...
كإنسان له كيان أم خلق آخر ينصاع إلى الأمر والنهي ولا يستجيب لمشيئته كما يشاء ....
دارت دوائر الحيرة حوله كمردة نار تسوسه إلى هلاك ...
كل الدوائر تدور في فلك واحد ...
ذلك الفلك هو تكرار لحكم الأب العكسي تجاهه منذ الولادة وحتى مبعث عمره الحالي ...
يقوده إلى الجنون وما الجنون بصديق له أو يكون ...
إنما مستبيح حرية العقل حتى يتم اغتياله برفع القلم عنه ...
مشاهد عدة رفعت التراب من تحته لتهوي به إلى حفرة عنقاء ...
لا ماء فيها ولا هواء ...
يعقد على المرء فيها بالموت قبل أن يفارق الحياة ويموت.
|




 توقيع : سبــيعي



رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع ¬ آلمنتدى ✿ مشاركات ¬ آخر مشآرگة ✿
اجمل 10 اماكن سياحية في بلجيكا رفيق الالم عبق السياحي✿ 24 26-01-2024 06:54 PM
معلومات عن مدينة الرياض غرآم الروح عبق السياحي✿ 20 16-12-2023 05:43 PM
مدينة القطائع.. ثالثة عواصم مصر الإسلامية ابتسامة الزهر عبق التراث والآثار ✿ 20 21-11-2023 08:45 PM
آثار مدينة جرش والمدرج الروماني، ابتسامة الزهر عبق التراث والآثار ✿ 29 25-09-2023 12:40 AM
اجمل اماكن سياحية في بلجيكا ♥..αмαℓ عبق السياحي✿ 19 11-07-2023 03:11 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 04:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.