الأدارة ..♥ |
عبق أقصوصة من زبرجد حكاياتكم ✿ خاص بفيض إبداعاتكم الحصرية والغير حصرية بأقلامكم فقط ﹂ ✿ |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
صديق ... العمر الجزء/2 الأخير (بقلمي)
لم نرتح في اللاذقيه فتحركنا بإتجاه الشمال ولم يكن هذا الطريق في مخطط رحلتنا لكن هناك من نصحنا من أخواننا وأحبتنا من قطر بالتوجه لأنطاكيا وبالفعل توجهنا إليها ولكننا لم نرتح بها فانتقلنا لمقهى بأضنه وتناولنا شاهي من هناك وأظن أننا طلبنا أربع أباريق من لذة الشاهي ونكهته وهناك وجدنا رجل سوري وعائلته بكامل سترهم وقد أصابهم الإرهاق ولا يعلمون ما عليهم أن يفعلوه وقد نشل أحدهم والد العائله مما جعل الباص ينزلهم هناك ويبدو على الرجل الوقار فقال صديقي: ما رأيك لو ذهبنا إليه ونسأله عن حاله ... وكأن دعوة توجهت للسماء فجعلت أهل الدوحه يوجهوننا إلى هناك وسألناه عن حاله فذكر لنا ما ذكر من وضع مؤلم عن حاله فسألناه: لماذا لم تتحدث مع السوريين فهم رجال وأهل خدمه لكنه أبى وقال إن لم يفهمها السوريين فلماذا أذهب إليهم ... سألناه : ما الذي تريده أريد أن يوصلني أنا وعائلتي إلى حماه فنظر إلي صديقي وبدت نظراته تنتظر القرار مني فبادرته: عبدالرحمن وش رأيك فهمني وأشار لهم ليركبوا معنا ونوصلهم وبدأ الرجل يحدّثنا عن سيد الأنبياء وصحابته وكيف كانت آخر أيامه وأثّر فينا كيف كان وداع الصحابه لنبيهم وكيف واجه أبو بكر أزمة رحيل نبي الأمه ثم تاريخ ولاية أبو بكر ثم الفاروق وكم تمنينا أن يطول بنا الطريق ولما وصلنا لحماة استقبلنا أهلها بكل حفاوة وذبحوا خروفين أمامنا وأنه من واجب ضيافتنا وطلبوا منا أن نمكث بينهم ثلاثة أيام الضيافة فاعتذرنا لهم بحجة العمل وبعد عشاء مبكر أحضر 10 صناديق فاكهه متنوعه ووضعوها بالسياره وبعض الهدايا لم تتسع سيارتنا لبعضها واعتذرنا منهم ومن كرمهم وضيافتهم ومد لنا الرجل أجرة نقله فقلت: لو حدث العكس هل ستأخذ مني مالاً ضحك وأعاد ماله لجيبه ... وظلّوا يدعون لنا حتى غادرناهم وتوجهنا إلى دمشق كي نمسي بها ونعود للطائف لمنزل صديقي وكنت مقرراً بالعمره لكنه سحب المفتاح فأمضيت في بيت والده يوماً مكرّماً من ضيافه جمع والده الضيوف لواجب ضيافتي كصديق إبنه المقرّب وحين طلب أن نتوجه للغداء قال : تفضل يا ولدي على واجبك وكم أسعدتني هذه الكلمه ... وعدت للرياض بعد أن ذهب معي عبدالرحمن للعمره وعدت للرياض ليأتي قرار إبتعاثي للدراسة بأمريكا وكان يتصل بي كل أسبوع ليطمئن علي وفي يوم إتصل بي وكان صوته متعباً فسألته قال نزلة برد وأطال الحديث معي ليأخذ كل أخباري ويوصيني على تجنّب أماكن الخراب فقلت له تذكرني بأبي رحمه الله ضحك وقال أول ما تجي للسعوديه تعال للطائف أبيك ... لكنه لم يخبرني ما الذي يريده ورغم حرصي رفض أن يبوح بشيء لي ... فأضافني في قروب واتساب وتواصلت مع الشباب ولكنهم أكثروا في رسائلهم فخرجت من القروب كي أتفرغ للدراسه وبعد مده اتصلوا بي يسألوني عن السبب فأخبرتهم لأننا في إختبارات ثم أرسلت مقطع بصوتي لأغنية فيروز التي يحبها عبدالرحمن (عودك رنان) وقلت هذي لك يا عبدالرحمن ... فرد علي أحد الزملاء هذا بدل ما تترحم عليه ... لم أستوعب كلمته فاتصلت به وقال: ما تدري انه توفي ... ماذا !! عبدالرحمن !! ... إي نعم... من الفشل الكلوي الذي أصابه ... وتذكرت تعبه السابق ... فانهرت وجلست كالطفل يؤلمني رحيله ... وما أقسى رحيلك يا عبدالرحمن ... وبدت ذكرياته تتراكض إلى فكري وذاك الشاهي الذي أكثرنا منه والرجل الذي حدثنا طوال الطريق ومدى تفاعل صديقي مع الرجل رغم أنه من يقود السياره ... رحلت يا عبدالرحمن وكم لغيابك من بقايا وجع يشتعل لقد اشتعلت بعدك سوريا وتدمر منزلاً إستضافنا يوماً ولا أعلم عن أهله شيئاً فرحم الله الجميع وحين قررت زيارة والده رفض الزملاء بحجة أن الأب بعد عبدالرحمن لم يعد كما كان قبل وقد لا يعرفك نتيجة صدمة الأب من سرعان رحيل عبدالرحمن ... وسيظل صديقي الأوفى اللهم انصر أهل غزة بنصرٍ من عندك
الساعة الآن 03:56 PM
|