رأيتها و الدموع توسد عينيها ..تنظر في رعب في خوف .
تجري نحو إحدى عربيات الأجرة و كأنها تهرب من شئ .
يبدو على ملامحها انها صغيرة بالسن ربما بالخامسة عشر من عمرها سالتها أأنت بخير ؟!
لم تستطع الإجابة سوى بدمعات و نظرات حائرة من النافذة
أعطيتها ماء مسكت يدها الصغيرة .ماذا حدث هل تحتاجين شئ ؟! رن هاتفها على
الشاشة كان مكتوب (بابا) أجابت أبي ارجوك انتظرني اريد أن احدث أمي ارجوك ..
تترجاه و لم اعلم سبب إمتناعه
ورغم أن السيارة انطلقت إلا أن نظرات الخوف مازالت ترسلها حينا و حينا إلى
النافذة لم أستطع ان اتركها ..فجأة يرن هاتفها ..ارجوك لا تفعل صغيرتي لا ذنب لها ..
أعدك سأرى أمي وأعود ..لن أخبرهم لن أخبر أحد بما فعلت و لكن لا ذنب لصغيرتي
اي صغيرة لم افهم و لم أستطع أن أتمالك نفسي سالتها الديك ابنه ؟! أجابت نعم حملت
هاتفها لتريني صور ابنتها و لكن رأيت آثار ضرب بيديها سالتها أفعل زوجك هذا ؟!
خافت هزت رأسها وقالت ارجوك لا تخبري أحد
من اخبر ؟! وكيف سأفعل ..كأن شريان من الدم انفجر بداخلي سالتها كيف
و كيف حدث أخبرتني أن أباها شارك أحدهم بتجارة و حينما خسر والدها
تلك التجارة هدده بالسجن أو بالزواج منها رغم أن ابنته بعمرها إلَا أنها وافقت
لتنقذ أباها و أنه كل يوم يضربها بسبب أو بدون ..لم يرحم صغر سنها .
بل أنها أصبحت أما بدلا من أن تذهب الى المدرسة ..أن لم يتبقى من حياتها سوى
ابنتها و أن جل ما تحتاجه هو حضن من أمها الحنون و أنها هربت وهو يضربها
ووعدته أنها ستعود دون أن تخبر أحد
للاسف نزلت الفتاة و أكملت الطريق وحدي ..
لكن لم يعد شئ مثل ما كان بداخلي
|