| الأدارة ..♥ |
|
|||||||
| عبْق أولُ المَطر ✿ مَا تَسكُبُه أناملُكُمْ المُخمليّة لِـ أوّلْ مرّة حَصْرياً ﹂ ✿ |
 |
|
#1
29-06-2022, 01:16 PM
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
كيف كان صوتكِ يا أمي .. بقلمي حصري لـ مملكة عبق الياسمين
 كَان فجر عيد الأضحى المباركـ من عام 1432هـ عندما بدأت أزمة المرض مع أمي رحمها الله لم تكن أزمة عادية بل كانت رحلة الفراق رحلة إلى جنة الخلد إن شاء الله تعالى هذه الرحلة أستنزفت صحتها وهلكت جسدها أفقدتها الوعي والقدرة على الاستجابة عكفوا الأطباء على أنقاذها طالت اجهزة التنفس وجهها الملائكي رأيت عيناي أبي كانت غارقة بالدموع كأنها تقول لي والدتك راحلة بين لحظة وأخرى وقت الفراق قاب بين قوسين أو أدنى جلس أبي بجوارها مُشخص بصرة نحوها طويلاً وكأنه ينظر لها لآخر مرة تزاحمت في عيناهُ الدموع والصور والرؤى والذكريات الخالدة بينهم أمسك يدها وقرأ عليها آيات من القرأن الكريم فأرتسمت ابتسامة على جانب فمها وكأنها كانت ابتسامة الوداع الأخير والذكريات التي خلدتها السنوات والأيام بينهم ومضت الأيام والليالي وأبي عاكفٌ بجانبها يدعو ويقرأ القرآن عليها صباحاً ومساء حتى شأت قدرة الله تعالى واستعادت وعيها وبدأت ترمقنا بنظرات حزينة منكسرة لا حول ولا قوة فقط منعتها الأجهزة من الكلام صبرت كثيراً عن المرض شجاعتها أذهلتني وقوة تحملها كانت فوق كل إحتمال برغم الألم كانت تنظر إلينا وتبتسم وكأن مهمتها أن توزع الأمل والإبتسامة دخلتُ غرفة الأطباء لـ أسألهم عن حال أمي فقالوا لي عضلة قلبها ضعيفة جداً قد لا تحتمل البقاء تمنيت حينها لو كذبوا علي الأطباء تمينت لو يخدعوني بكلمات تجعل الأمل يبرق في قلبي أحسستُ حينها بأن قلبي غاص بين أضلعي أحسستُ بشيء يطبقُ على رأسي أحترت ماذا أقول لأبي .. ماذا أقول لإخوتي عدتُ إلى غرفة التي ترقد فيها جسد أمي أنظر إليها بألم وأردد في نفسي بآهات وصرخات صامته  أهذا هو الجسد الذي كان يملىء الدنيا ضجيجاً وحباً أهذا هو الجسد الذي كان يحضني ويحتويني أهذا هو الجسد الذي سهر الليالي من أجلي أهذا هو الجسد الذي أكلني وشربني وألبسني أهذا هو الجسد الذي بكى وتألم لمجرد ألمي أهذا هو الجسد الذي حمل بي وأنجبني مع مضي الأيام تحسنت حالتها وأفاقت من سباتها لازلت أتذكر أول كلماتها بعد الإفاقه من الغيبوبه كانت تعتذر وتقول سامحوني لأني أتعبتكم بمرضي سمح لها الطبيب بالخروج من المستشفى حينها تجهزنا جميعاً في منزل أبي لاستقبالها أبي وكل أخوتي الذكور والأناث زوجاتهم وأزوجهم والأحفاد جميعهم بإنتظارها عند خروجنا من المستشفى قالت لن أذهب للمنزل قلت لماذا يا أمي .. قالت أريد بيت الله الحرام أريد أن أطوف حول الكعبة المشرفة توجهت بها إلى المسجد الحرام بمكة المكرمة وأخذت أدفع العربة وأطوف بها حول الكعبة المشرفة الاتصالات تنهال علي من كل مكان أين أنتم لماذا تأخرتوا إلى الأن الجميع يعدون الساعات والدقائق ينتظروا يترقبون وصولها للمنزل بأي لحظه العائلة كلها مجتمعه في مكان واحد لا يعلمون أن هذا الإجتماع هو إجتماع الوداع لا يعلمون أن جسدها يطوف حول الكعبة لأخر مره لا يعلمون أن عيناها تشاهدهم لآخر مرة عند وصولنا للمنزل أحتضنها أبي بقوة كان مشهد لم يكتبه مؤلف ولم يخرجه مخرج مشهد في قمة العطف والحنان الذي نفتقره حالياً مشهد لن أنساه أبداً ماحييت إلتقاء أبي و أمي وبعد أن سلم عليها كل المتواجدين نظرت إلى وقالت أدفع العربة أريد أن أرى كل أركان البيت قلت لها يا أمي أرتاحي قليلاً فأنتي مرهقة قالت يا ولدي أشتقتُ إلى بيتي وعائلتي وما هي إلا ساعات قليلة حتى أشتد عليها التعب فجأة دخلت مره أخرى في غيبوبه تامة نقلتها إلى المستشفى وأنا أصرخ بصوت عالي أين الأطباء أين المسؤولين .. أمي .. أمي في غيبوبه أجتمعوا الأطباء على صرخاتي أخذوها في الحال يحاولون أنقاذها بجهاز صدمات القلب الكهربائية صدمه تتلو صدمه والجسد ساكناً لا يتحرك بعد عدة محاولات استجاب القلب للنبض ولكنها في غيبوبه طلبت من أخوتي أن أكون مرافقاً معها بالمستشفى بعد يومين فاقت من الغيبوبه وبدأت تنظر إلى سألتني .. لماذا عدتُ للمستشفى .!! فقلت لها مجرد تحاليل طبية تتطلب عودتكِ نظرت إلي بنظرة لن أنساها قالت هل صحيح أنني لن أعود للمنزل قلت من قال ذلك يا أمي إن شاء الله قريباً ترجعين قالت يا ولدي هناك من يمنعني قلت يا أمي لا أحد يستطيع منعك من منزلك قالت أنظر هناك شخص غريب ينظر إلى بنظرة غريبة التفتُ يميناً ويسارا لم أجد احد على الإطلاق قلت يا امي لا يوجد أحد هنا .. صفي لي شكله وصفتهُ برجل طويل القامة ناصع البياض جميل جداً يرتدي ثوباً أبيض ومعطف أبيض ولون شعرهُ أسود حينها أصابني الخوف والرهبة وشعرت بقشعريرة مع غروب الشمس وأرتفاع صوت الحق كان موعد استرداد الله لأمانته غادرت عن دنياناً نفساً مطمئة راضيةٌ مرضيه .. غادرت إلا الأبد رغم الحزن الجاثم على صدري ورغبتي في البكاء على موت أمـي إلا أنني رأيت وجهها نوراً يضيء كل المكان للموت سطوة وفي الموت حكمة لا يعلم سرها إلا الله سبحانه وتعالى فالله ما أعطى ولله ما أخذ وإنا لله وإنا إليه راجعون رحمك الله يا أمي  أعضاء آل عبق الياسمين .. جميع كتاباتي من وحي الخيال إلا هذه الخاطرة فهي حقيقة لأول مرهـ أكتب عن خصوصياتي كتبتُ هذه الخاطرة لقرب ذكرى رحيل أمي .. فكيف كان صوتك يا أمي .. / / بقلم .. أحتاجكـ ( خالد ) حصرياً لــ آل عبق الياسمين 
 شكراً صديقي العزيز .. تاجر الاحزان أنا فخور بتصميمك
آخر تعديل خالد حسين يوم 05-07-2023 في 03:10 AM.
الساعة الآن 10:25 PM
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عضويتي 
.gif "100 (105)")
العرض العادي
